بعد أكثر من أسبوع من التوغل المفاجئ لأوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، من المرجح أن تكون المكاسب التي تحققت في الأسبوع الماضي قد تجاوزت حتى توقعات كييف، بحسب ما ذكرت شبكة "سي ان بي سي" الأمريكية الخميس.
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن القوات الأوكرانية تحتل الآن أكثر من 1000 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية واستولت على 74 مستوطنة.
وكشف عن أن القوات الأوكرانية تقدمت أكثر في روسيا، وحققت مكاسب بلغت 1-2 كيلومترات وأسرت أكثر من 100 جندي روسي.
ويبدو أن أوكرانيا استفادت إلى أقصى حد من زخمها الهجومي المكتشف حديثا من خلال شن أكبر هجوم بطائرات بدون طيار (مسيرات) على الإطلاق على المطارات العسكرية الروسية، ما أدى إلى تدمير طائرة روسية من طراز "Su-34" تستخدم لإطلاق قنابل انزلاقية على مواقع ومدن تقع في الخطوط الأمامية للجبهة في أوكرانيا.
وأشارت الشبكة إلى أن روسيا غاضبة من التوغل الذي شهد دخول أول جيش أجنبي إلي الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. وتقول إن التوغل يهدف إلى وقف هجوم موسكو في شرق أوكرانيا، وزعزعة استقرار البلاد. كما انتقدت روسيا وألقت بالوم على الغرب بسبب التوغل الأوكراني.
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتقام مما وصفه بأنه "استفزاز واسع النطاق". لكن يبدو أن المكاسب التي تحققت في منطقة كورسك أذهلت القيادة العسكرية الروسية، التي لم تقم بعد برد قوي على التوغل، وفقا للشبكة.
ويحذر المحللون الجيوسياسيون وخبراء الدفاع من أن الرد الروسي سيأتي، وبينما يمكن أن تستمتع كييف بنجاح عمليتها عبر الحدود في الوقت الحالي، إلا أنها بحاجة إلى خطة لما سيحدث بعد ذلك.
سواء اختارت أوكرانيا تعزيز استيلائها على كورسك أو مواصلة تقدمها أو سحب قواتها من أجل الحفاظ على الأرواح، وقبل ما قد يكون ردا روسيا غاضبا، يجب أن يأتي القرار بسرعة.
وقال مستشار أوروبا الوسطى والشرقية بـ"تينيو" للاستشارات المتعلقة بالمخاطر أندريوس تورسا، في تصريحات نشرتها "سي ان بي سي": "يبدو أن المرحلة الأولية من الهجوم الذي شهد تقدما أوكرانيا سريعا وإنشاء مواقع دفاعية في منطقة كورسك، تقترب من نهايتها".
وأشار إلى أنه "بينما يبدو أن الأسبوع الأول من الهجوم كان ناجحا بالنسبة لكييف من المنظور العسكري والسياسي، إلا أنه لا يزال ينطوي على مخاطر كبيرة،" مضيفا: "سنري ما إذا كانت القوات الأوكرانية يمكنها إبقاء السيطرة على كورسك، وإذا لزم الأمر، سحب القوات والمعدات بأقل قدر من الخسائر".
وقال تورسا إن الهجوم تنفذه قوات ذات خبرة بمعدات عسكرية غربية متقدمة والتي يبدو أنها انسحبت من الخطوط الأمامية للجبهة في أوكرانيا.