الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الـ1000 يوم الذهبية.. الأم والجنين على رأس أولويات المبادرة الصحية الرئاسية

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فرق طبية متخصصة  تجوب المحافظات لوصول الخدمات إلى جميع الفئات المستهدفة
عضو مجلس نقابة الأطباء: "تحسين التغذية" أهم أهداف المبادرة لضمان حصول الأم والطفل على العناصر الغذائية الضرورية

عبلة الألفى: المبادرة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية رعاية الطفولة المبكرة وتحسين الخصائص السكانية

طبيب نساء وتوليد: الخدمات التي تقدمها المبادرة

متابعة الحمل وتقديم  فحوصات دورية ومتابعة صحية للأمهات أبرز الخدمات

طبيب أطفال: يجب اهتمام الأم خلال في فترة الرضاعة بالرضاعة الطبيعية  لأنها تعتبر مثالية
 

شهدت المبادرات الصحية في مصر تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، منها مبادرة "100 مليون صحة" التي تهدف إلى تقديم خدمات طبية شاملة للمواطنين عبر مختلف المحافظات تشمل هذه المبادرة الكشف المبكر عن الأمراض وتوفير العلاج المجاني للفئات الأكثر احتياجًا، مبادرة 100 مليون صحة ومبادرة 1000 يوم الذهبية هما مبادرتان رئيسيتان في مصر تستهدفان تحسين الرعاية الصحية والتغذية للمواطنين، خاصة الأطفال والأمهات.

تم إطلاق مبادرة 100 مليون صحة في 2018 بهدف توفير خدمات صحية مجانية لجميع المواطنين المصريين، بما في ذلك الكشف المبكر عن الأمراض وتوفير العلاجات الضرورية مثل اللقاحات والأدوية الأساسية ومن أهم أهداف المبادرة تحسين الوعي الصحي بين الناس وتشجيعهم على اتخاذ إجراءات للحفاظ على صحتهم.

أما مبادرة 1000 يوم الذهبية تركز هذه المبادرة على تحسين التغذية والرعاية الصحية للأطفال والأمهات خلال الفترة من الحمل إلى سن الطفل 2 سنة، وتهدف إلى تقديم رعاية متكاملة تشمل التثقيف الصحي، وتوفير الفحوصات الطبية اللازمة، والتأكد من تغذية الأم والطفل بطريقة صحيحة، وتمثل هذه المبادرات جهودًا حكومية مهمة لتحسين جودة الحياة والصحة في مصر، ولها تأثير كبير على المجتمع المصري ككل من خلال توفير الخدمات الصحية الأساسية وتعزيز الوعي الصحي.

 

تحسين التغذية

وفي هذا السياق يقول الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة الأطباء، إن  دعم هذه المبادرة خطوة مهمة لأنها تركز على حق أساسي من حقوق الطفل المصري في العيش بحياة صحية وكريمة خاصة أن الـ1000  يوم الذهبية الأولى من حياة الطفل تعتبر حاسمة، حيث يتشكل حوالي 85% من صحة الإنسان خلال هذه الفترة وأي نقص أو تقصير في الرعاية خلال هذه الفترة يمكن أن تكون له آثار سلبية طويلة الأمد على صحة الطفل، ولن يكون من السهل تعويضه فيما بعد، لذا من الضروري تقديم الدعم الكافي للأطفال خلال هذه المرحلة لضمان نموهم وتطورهم بشكل سليم ومستدام.

وتابع أمين، إن مبادرة "1000 يوم الذهبية" هي مبادرة حكومية مصرية أُطلقت لتحسين تغذية الأطفال خلال أول 1000 يوم من حياتهم، بدءًا من فترة الحمل وحتى عمر السنتين، موضحًا أن هذه الفترة تُعتبر حاسمة لنمو الطفل وتطوره الجسدي والعقلي وتهدف المبادرة إلى مكافحة سوء التغذية وفقر الدم بين الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات.

وأضاف أمين، في تصريحات خاصة لـ "البوابة"، أن من بين أهم أهداف المبادرة تحسين التغذية  تقديم الدعم الغذائي اللازم للأمهات والأطفال لضمان حصولهم على العناصر الغذائية الضرورية، بالإضافة إلي الوعي والتثقيف مما يعني زيادة الوعي بأهمية التغذية السليمة من خلال حملات توعية وبرامج تثقيفية، إلى جانب تقديم الرعاية الصحية اللازمة للكشف المبكر عن مشاكل التغذية وفقر الدم، ولكن يجب أن يكون هناك عمل  جاد وفعال مع المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الصحية لضمان الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.

 

الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة الأطباء

وطالب أمين، من الحكومة والمسئولين بتوزيع مواد غذائية عالية القيمة مثل الحليب المدعّم والمكملات الغذائية مع توفير وجبات غذائية متكاملة للأمهات والأطفال في المراكز الصحي، مع إطلاق حملات توعية على مستوى المجتمعات المحلية والمراكز الصحية وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للأمهات حول التغذية السليمة وأهمية الفيتامينات والمعادن.

 وأوضح أمين، لابد من إجراء فحوصات دورية للأطفال والأمهات للكشف عن مشاكل التغذية وفقر الدم وتقديم العلاج اللازم للحالات المكتشفة مبكرًا، موضحًا أننا سنجني نتائج تلك المبادرة في القريب العاجل عن طريق تحسن ملحوظ في مستوى التغذية لدى الأطفال المستفيدين من المبادرة وانخفاض معدلات فقر الدم بين الأمهات والأطفال في المناطق المستهدفة وزيادة الوعي بأهمية التغذية السليمة وتأثيرها على صحة الأطفال.

وأشار أمين، هناك تحديات عديدة تواجه المبادرة أهمها الوصول إلى المناطق النائية وضمان حصولها على الدعم الغذائي والتوعوي في تلك الأماكن خاصة في محافظات الصعيد والمناطق النائية، إلى جانب وجود تحديات أخري من أهمها التحديات المالية وضمان الاستدامة المالية للمبادرة مع وجود استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات الثقافية والعادات الغذائية غير الصحية في بعض المجتمعات.

 

رفع الوعي 

ويقول الدكتور أشرف أحمد طبيب نساء وتوليد، أن  وزارة الصحة والسكان أطلقت مبادرة "1000 يوم الذهبية" بهدف تعزيز صحة الأطفال وتطوير قدراتهم العقلية والنفسية والجسدية من خلال التركيز على الألف يوم الأولى من حياتهم، وتشمل هذه الفترة الحاسمة 270 يومًا من الحمل و730 يومًا من أول سنتين من عمر الطفل. موضحًا تعتبر هذه المبادرة من أهم الجهود التي تهدف إلى بناء الإنسان المصري وتوفير بيئة صحية تدعم نمو الأطفال بشكل سليم.

وأضاف أحمد، في تصريحات خاصة لـ "البوابة"، إن أهم ما تهدف إليه المبادرة رفع الوعي بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل عن طريق تقديم المعلومات والتوجيه للأسر حول أهمية هذه الفترة وتأثيرها الكبير على مستقبل الطفل إلى جانب تقديم الرعاية الصحية المجانية وتوفير خدمات الرعاية الصحية للأمهات والأطفال في مختلف المحافظات، لضمان نمو صحي وسليم للأطفال وتقديم نصائح وإرشادات حول التغذية الصحية للأمهات والأطفال، بما يسهم في تجنب الأمراض الناتجة عن سوء التغذية بالإضافة مساعدة الأسر على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي المناسب للأطفال خلال هذه الفترة.

وأوضح أحمد، من الضروري أن تتابع المرأة الحامل مع الطبيب بانتظام طوال فترة الحمل لأن المتابعة الشهرية تساعد في مراقبة صحة الأم والجنين واكتشاف أي مشاكل محتملة في وقت مبكر، مما يمكن أن يمنع مضاعفات خطيرة، موضحًا في الشهر التاسع، تصبح المتابعة الأسبوعية أكثر أهمية لضمان أن تكون عملية الولادة سلسة وآمنة ويمكن للمرأة الاستفادة من الخدمات المجانية المتاحة في الوحدات الصحية الخاصة بالرعاية الصحية، والتي توفر خدمات ممتازة دون تكاليف إضافية، الي جانب أن الرعاية الصحية الجيدة خلال فترة الحمل ليست فقط لصحة الجنين، بل لصحة الأم أيضًا. 

وتابع أحمد، أن أهم الخدمات التي تقدمها المبادرة متابعة الحمل وتقديم  فحوصات دورية ومتابعة صحية للأمهات الحوامل لضمان حمل صحي وسليم إلى جانب تقديم الرعاية الصحية للأطفال وفحوصات دورية وتطعيمات أساسية للأطفال منذ الولادة وحتى عمر سنتين، وتقديم إرشادات غذائية للأمهات حول التغذية السليمة أثناء الحمل وبعد الولادة، وتوفير مكملات غذائية عند الحاجة ووجود جلسات توعية مباشرة وعن بعد باستخدام وسائل التواصل الإلكتروني، لتقديم المعلومات والإرشادات الصحية.

وأشار أحمد، تنتشر مبادرة "1000 يوم الذهبية" في مرافق الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات العامة والمركزية في جميع محافظات مصر، وتم تخصيص فرق طبية متخصصة لتنفيذ المبادرة وضمان وصول الخدمات إلى جميع الفئات المستهدفة، خاصة أنه تُعتبر الألف يوم الأولى من حياة الطفل فترة حاسمة يتم خلالها تكوين 85% من قدرات الطفل العقلية والنفسية والجسدية من خلال التركيز على هذه الفترة، موضحًا أن المبادرة تهدف في المقام الأول إلي الحد من الأمراض وتقليل معدلات الإصابة بالأمراض الناتجة عن سوء التغذية والإهمال الصحي.

 

حق الطفل في النمو

بينما تقول الدكتورة عبلة الألفى، المشرف العام على مبادرة الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية، أن المبادرة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية رعاية الطفولة المبكرة وتحسين الخصائص السكانية وتسعى المبادرة أيضًا إلى مواجهة التقاليد السلبية مثل الزواج المبكر والحمل المتعاقب، وتوفير مشورة ما بعد الزواج للشباب لتعزيز الحفاظ على سلامة الأسرة وبنائها بشكل قوي كما تسعى المبادرة لتعزيز استخدام الاتجاهات العالمية في رعاية الأطفال الجدد والحديثي الولادة، بتعزيز دور القابلات المدربات في دعم الولادة الطبيعية والآمنة وتبرز المبادرة أيضًا أهمية المباعدة بين الحمل المتعاقب والرضاعة الطبيعية، وتأكيد حقوق الطفل السبعة لضمان نمو صحي في أسرة قوية ومستقرة.


 

الدكتورة عبلة الألفى

وأضافت الألفى لـ"البوابة"، أن المبادرة تقدم خدماتها مجانًا لكل الأسر المصرية، مع التركيز على التوعية والتثقيف من خلال الزيارات الميدانية والجلسات التوعوية عن بعد، لتعزيز فهم أهمية الألف يوم الأولى في حياة الطفل، حيث يتم تشكيل غالبية قدراته العقلية والجسدية خلال هذه الفترة الحيوية، إلى جانب أن تلك المبادرة تعمل على تحقيق التنمية الشاملة بمفهومها الشامل، الذي يشمل ضمان حق الطفل في النمو في بيئة عائلية صحية، وحق الأم في الاستمتاع بحياة صحية ودافئة لأسرتها، وحق الأب في تكوين أسرة متوازنة. وبهذا، تتسع مدى مفهوم القضايا السكانية لتشمل جميع الأسر المصرية، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والتنمية الشاملة.

وأوضحت الألفي، أن أهم ما تهدف إليه المبادرة أنها تقدم خدماتها مجانًا لجميع أفراد الأسر المصرية، وتركز بشكل خاص على الأمهات، الآباء، والأجداد، من خلال مرافق الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات العامة والمركزية في جميع المحافظات، بالإضافة إلى ذلك، تقدم المبادرة جلسات توعية عن بعد باستخدام وسائل الاتصال الإلكتروني، بهدف رفع الوعي حول أهمية الألف يوم الأولى من حياة الإنسان وتعتبر هذه المبادرة من أبرز المبادرات التي تهدف إلى بناء الإنسان المصري، حيث تتبنى منهجًا شاملًا لدعم الأطفال خلال هذه الفترة الحيوية، حيث يتم تكوين 85٪ من قدرات الطفل العقلية والنفسية والجسدية، خاصة أن العناية الجيدة بالطفل في الـ1000 يوم الذهبية الأولى من حياته تلعب دورًا محوريًا في حمايته من العديد من الأمراض والمشاكل الصحية، مثل السمنة، التقزم، التوحد، والخلل في القدرات الذهنية والنفسية والإبداعية ومن المهم جدًا تقديم المشورة والدعم لكل أم لتتمكن من الاعتناء بطفلها بشكل صحي وسليم.

 

 فترة حاسمة 

ويقول الدكتور سامح علي حسن طبيب أطفال، تعد السنوات الأولى من حياة الطفل وبالأخص منها أول عامين أكثر الفترات حساسية وأهمية في نموه وتطوره موضحًا تعتبر هذه الفترة حاسمة حيث يتم فيها بناء الأسس لنمو الطفل العقلي، والجسدي، والعاطفي، والاجتماعي بداية من نمو الدماغ، حيث ينمو دماغ الطفل بشكل مذهل خلال أول عامين من حياته وتتشكل مليارات من الاتصالات العصبية (السينابس) في هذه الفترة، مما يتيح للطفل تعلم مهارات جديدة بسرعة، إلى جانب التغذية الجيدة لأنها تساهم بشكل أساسي في نمو الدماغ.

وأضاف حسن في تصريحات خاصة لـ "البوابة"، يجب اهتمام الأم خلال فترة الرضاعة بالرضاعة الطبيعية  لأنها تعتبر مثالية، حيث توفر العناصر الغذائية الضرورية والأحماض الدهنية التي تدعم تطور الدماغ خاصة في الستة أشهر الأولي لأنه يوصى بالرضاعة الطبيعية الحصرية، حيث توفر الحليب الطبيعي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل وتابع حسن، بعد الستة أشهر الأولى، يتم إدخال الأطعمة التكميلية بجانب الرضاعة الطبيعية لضمان الحصول على كل العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل.

وأوضح حسن، يشهد الطفل في هذه الفترة نموًا سريعًا في الوزن والطول حيث يبدأ الطفل بالتحرك تدريجيًا من الحبو إلى الوقوف والمشي إلى جانب أن الطفل خلال تلك الفترة يتعلم التحكم في عضلاته الصغيرة والكبيرة، مما يساعده على الإمساك بالأشياء والتحرك بشكل مستقل، وأوضح حسن أنه خلال تلك الفترة يتم التفاعل الاجتماعي والعاطفي حيث تساهم العلاقة الوثيقة بين الطفل ووالديه في بناء الشعور بالأمان والثقة هذا الشعور يعزز من تطور الطفل العاطفي والاجتماعي.

وطالب حسن، من الوالدين الاهتمام الجيد بالطفل خلال تلك المرحلة السنية لأن التعلم خلال تلك المرحلة مهم للغاية خاصة من خلال اللعب حيث يُعتبر اللعب الطريقة الرئيسية التي يتعلم بها الأطفال في هذه الفترة لأن اللعب يساعد على تطوير المهارات الحركية، واللغة، والتفكير الإبداعي، بالإضافة إلي توفير بيئة غنية بالمحفزات الحسية يعزز من نمو الطفل العقلي ويشجعه على الاكتشاف والتعلم، والمتابعة المنتظمة لصحة الطفل من خلال الزيارات الطبية والفحوصات الدورية والكشف المبكر عن أي مشكلات صحية ومعالجتها والتأكد من حصول الطفل على جميع التطعيمات الضرورية يحميه من الأمراض المعدية الخطيرة.

وأشار حسن، إلى إنه لابد أن تقدم تلك الخدمات من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة إلى جانب تأهيل الفريق الصحي، بما في ذلك الصيادلة وأطباء الأسنان وإخصائيي العلاج الطبيعي، لتقديم المشورة الأسرية عبر برامج علمية معتمدة، نظرًا لأن دورهم في المبادرة مهم جدا للاهتمام بصحة الطفل في تلك الفترة، إلى جانب العمل على تقليل عمليات الولادة القيصرية وتحسين رعاية الحضانات، وتحويلها إلى بيئات صديقة للأم والطفل، وحل مشكلة الحضانات المغلقة التي تحرم الطفل من التواصل مع والدته، مما يؤثر سلبًا على نفسية الطفل ويقلل من مستوى مناعته.