تعد جامعة أسوان إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة فى جنوب مصر، حيث تأسست بهدف تقديم تعليم جامعى متميز يلبي احتياجات أبناء أسوان والطلاب من جميع أنحاء الجمهورية فضلا عن طلاب الدول الأخرى، وتتميز الجامعة بتنوع برامجها الأكاديمية وتقديمها لتخصصات مختلفة تلبى تطلعات الطلاب وتواكب متطلبات سوق العمل، وبفضل كوادرها التعليمية المتميزة ومنشآتها الحديثة، تسعى جامعة أسوان إلى تحقيق الريادة فى البحث العلمى وتقديم خدمة تعليمية على أعلى مستوى من الجودة.
التقت «البوابة» مع الدكتور لؤى نصرت القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، ليتحدث عن الرؤية المستقبلية للجامعة والمشروعات الطموحة التى تسعى إلى تنفيذها لتعزيز جودة التعليم وتحقيق الاستدامة، وأبرز التحديات التى تواجه الجامعة وكيفية التغلب عليها وخططه لتحسين جودة التعليم وتعزيز البحث العلمى.
■ ما رؤيتكم وأهدافكم للجامعة خلال الفترة المقبلة؟
- تعزيز مكانة الجامعة أكاديميًا وبحثيًا، وتطوير البنية التحتية للجامعة، وزيادة التعاون مع الجامعات المحلية والدولية، وتعزيز قدرات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال برامج تدريبية وتطويرية، وزيادة الاهتمام بالبحث العلمى والتكنولوجيا، وتحسين الخدمات المقدمة للطلاب، فجامعة أسوان تولى اهتمامها بالبحث العلمى والعمل على الإرتقاء بالمنظومة التعليمية وتضم الجامعة ١٩ كلية ومعهدين المعهد الفنى للتمريض ومعهد الدراسات الأفريقية ودول حوض النيل، كما أن الجامعة تضم ثلاثة قطاعات وهى قطاع شئون التعليم والطلاب وقطاع شئون الدراسات العليا والبحوث وقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجانب القطاع الطبى المتمثل فى مستشفيات جامعة أسوان وكلية الطب وكلية التمريض ومعهد للتمريض والإقبال على القطاع الطبى وخاصة التمريض مرتفع جدا وفى ظل الجمهورية الجديدة وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتيسير على الطلاب للالتحاق بمثل هذه الكليات
وعلى سبيل المثال تم إلغاء اختبار القدرات لطلاب وطالبات الثانوية العامة على مستوى الجمهورية لكلية التمريض.
■ ما الخطط المستقبلية لتطوير البنية التحتية والتعليمية فى الجامعة؟
- هناك خطة استراتيجية ورؤية مستقبلية لجامعة أسوان يمكن من خلالها تحقيق أهداف الجامعة فى استكمال المنشآت الجديدة فى مدينة أسوان الجديدة مثل مبنى كلية الطب وكلية السياحة والفنادق وكلية طب الاسنان وجارٍ فى صحارى استكمال المنشآت الرياضية مثل حمام السباحة الرئيسى ومبنى كلية التربية الرياضية ومبنى معهد البحوث والدراسات الأفريقية ودول حوض النيل واستكمال منشآت القرية الأوليمبية التى تضم عددا من الإنشاءات الرياضية مثل استاد الجامعة وملاعب الكرة الطائرة والسلة وملاعب الكرة الشاطئية والخماسى.وسيتم إنشاء جامعة أسوان الأهلية ذات التخصصات النوعية مثل الذكاء الاصطناعى ونظم المعلومات والصيدلة الإكلينيكية والتصنيع الدوائى التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا العلوم الطبية والصحية وكلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات وكلية إدارة الأعمال.ومعامل جامعة أسوان جاهزة لاستقبال طلاب الثانوية العامة، كما أن جامعة أسوان استعدت لاستقبال طلاب الثانوية العامة للتنسيق الإلكترونى للعام الدراسى الجديد ٢٠٢٤– ٢٠٢٥ بواقع ٤ معامل هى المعمل المركزى بالجامعة بمركز المعلومات وشبكة الاتصالات ومعمل بمدينة أسوان الجديدة ومعمل فى كلية التربية بالنفق ومعمل فى كلية الهندسة فى أبو الريش.وأن هذه المعامل مزودة بأجهزة الكمبيوتر المتصلة بشبكة إنترنت ذات سرعة فائقة وأن سعة كل معمل ٢٥ طالبا وطالبة وتقدم الخدمة للطلاب بالمجان طوال أيام المراحل المختلفة للتنسيق، مع تقديم خدمات مميزة للطلاب بالمعامل، وتوفير المبرمجين والفنيين لمساعدتهم فى تسجيل رغباتهم وتزويدهم بالإرشادات اللازمة لإنجاز رغباتهم بسهولة وبدون أخطاء، وذلك لخدمة المجتمع المدنى الذى يقع ضمن مهام الجامعة، وفى بشرة سارة لطلاب وطالبات كلية التربية النوعية تم إعفاؤهم بدءا من هذا العام من اختبارات القدرات وأن اختبارات القدرات مقصورة فقط على كلية التربية الرياضية والتى تؤهلهم للالتحاق بكليات التربية الرياضية على مستوى الجمهورية.
■ ماذا عن التحديات التى تواجه الجامعة حاليا وكيف تخطط للتغلب عليها ؟
- هناك تحديات كبيرة نعمل على التغلب عليها من خلال خطة استراتيجية نقوم بتنفيذها من خلال إيجاد موارد مالية غير تقليدية من خلال المراكز المتخصصة ووحدات ذات الطابع الخاص والمشروعات البحثية والتعليمية التى تخدم المنظومة التعليمية والبحثية بالشراكة مع عدد من المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية المنتجة، ويأتى ذلك فى إطار توجيهات القيادة السياسية فى تطور الجامعات والعمل على ربطها بسوق العمل والعمل على التغلب على نقص أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم فى بعض التخصصات أحيانا ويتم التغلب عليها من خلال الانتدابات من الجامعات المجاورة، وتم التغلب على مشكلة قلة وسائل النقل والمواصلات للحرم الجامعى بمدينة أسوان الجديدة من خلال التعاون مع المحافظة وإدارة المرور بتوفير سيارات الميكروباص وخطوط السير إلى أسوان الجديدة وتوفير أتوبيسات من المحافظة لنقل العاملين بالجامعة.
■ ما الإجراءات التى تتخذها الجامعة لجودة التعليم والتحسين المستمر للمناهج الدراسية؟
- لدينا رؤية علمية تتماشى مع توجيهات وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والمجلس الأعلى للجامعات وهى خفض أعداد المتقدمين إلى كليات الدراسات الإنسانية مثل التربية والآداب ودار العلوم والعمل على تنقيح اللوائح وإعادة صياغتها للارتقاء بمستوى المنظومة التعليمية بالجامعة وتدشين عدد من البرامج التعليمية التى تواكب سوق العمل وخاصة مجالات الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة والهندسة والطاقة لتخريج خريجين قادرين على المنافسة على سوق العمل، تطبيق التعلم الإلكترونى وعن بعد فى بعض التخصصات وخاصة جامعة أسوان التى تتميز بتنوع كلياتها غير النمطية مثل كلية المصايد وتكنولوجيا الأسماك وتطوير اللوائح لمواكبة العصر لأن بعض المقرارات لم تعد مطلوبة فيقوم كل قسم علمى بعقد اجتماع ليتوصلوا للمقررات المطلوبة والمحتوى العلمى المناسب لتطور العصر، كما أن هناك بعض الأقسام لم يعد هناك إقبال عليها من الطلاب فيتم تغيير المسمى لهذه الأقسام ثم تغيير المحتوى العلمى المقدم للطلاب ويقوم أعضاء هيئة التدريس المعنيين بمراجعة المحتوى العلمى ثم الكلية ثم يرسل لمجلس الجامعة وعند إقراره يرفع للجنة القطاع لمراجعة اللوائح وتعديلها تحت إطار مرجعى يتناسب مع التطوير.وتم تطبيق النظام الجديد بكلية التربية بجامعة أسوان وهو الدراسة لمدة ٣ سنوات فقط بدلا من ٤ سنوات والسنة الرابعة سنة تكميلية للعمل فعليا بمدرسة حكومية، وأن الدراسة فى كلية التربية بنظام الساعات المعتمدة، ويجوز للطالب أن يحول لأى كلية تربية على مستوى الجمهورية لتعظيم الاستفادة ولكن يكون التحويل بسبب.
■ ما رؤيتكم الخاصة بزيادة الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى التعليم فى ظل الرقمنة ؟
ـ جامعة أسوان بها العديد من وحدات الابتكار والإبداع وريادة الأعمال مثل التايكو التى تعمل على تبنى أفكار ومشروعات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وتقدم لهم الدعم للمخرجات للأعمال الابتكارية والإبداعية وتقديمها الى السوق الخارجية وتسويقها كمنتج لدى الشراكات الناشئة، وذلك من خلال الربط بين مُتطلبات سوق العمل المحلى والإقليمى والدولي، وكان إنشاء مركز إبداع مصر الرقمية بالحرم الجامعى بصحارى دورا كبيرا فى تقديم خدماته التدريبية لطلاب وخريجى جامعة أسوان، ويأتى الهدف من تلك المشروعات خدمة الطلاب والخريجين، والعمل على تحسين مهاراتهم وقدراتهم، ليكونوا قادرين على تلبية مُتطلبات سوق العمل، ولتقديم خدمات تعليمية مُتميزة لطلاب جامعة أسوان، والعمل على تدريب وتأهيل الكوادر الشابة على أحدث مجالات التكنولوجيا فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولتهيئة المناخ الداعم للابتكار الرقمى وريادة الأعمال.
■ ما كيفية التعامل مع مشاكل الطلاب المغتربين مثل السكن الجامعى والخدمات الصحية؟
- فى إطار تسكين الطلاب والطالبات بمدن جامعة أسوان وتيسيرا على أبنائنا المغتربين للالتحاق بهذه المدن يتم الإعلان عن فتح باب التسجيل فى موقع الزهراء طبقا للشروط القبول واللوائح المنظمة للتسكين حسب الأعلى تقديرا مع مراعاة البعد الاجتماعى بالنسبة للطلاب القدامي، أما الجدد فيتم قبولهم حسب تاريخ الميلاد مع تخصيص نسبة لذوى الاحتياجات الخاصة، وقبل بداية العام الجامعى تعمل إدارة الجامعة على خطة لصيانة وتجهيزات المدن مثل المدن الرئاسية بصحارى ومدينة ناصر والنفق ودار الضيافة بصحارى مع توفير الرعاية الصحية بكل مبنى مدينة مع تواجد طقم طبى لخدمة الطلاب مع توفير الوجبات وخدمة الواى فاى لتسهيل خدمات التعليمية من خلال المنصات الإلكترونية مع فرض حالة من الانضباط والالتزام على الطلاب بالمدن الجامعية وتستوعب مدن جامعة أسوان ما يقرب من ثلاثة آلاف طالب وطالبة سنويا.
■ ما البرامج التى تقدمها الجامعة لتدريب الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل؟
ـ تقدم جامعة أسوان العديد من البرامج والدورات التدريبية لطلاب الجامعة والخريجين وذلك من خلال المراكز المتاحة بالجامعة مثل مركز التوجيه الوظيفى ومركز التطوير المهنى ومركز إبداع مصر الرقمية هذه المراكز تقوم بتدريب الطلاب والخريجين والعمل على تأهيلهم لسوق العمل من أجل يكون لديهم القدرة والخبرة على المنافسة الحقيقية فى سوق العمل وربطهم بالمؤسسات الإنتاجية لخلق فرص عمل حقيقية تحقق للطالب مطالبه وأمنياته العملية وقد استطاع مركز التطوير المهنى بتدريب ما يزيد على ٣٠٠٠ طالب وخريح وإلحاقهم بفرص العمل، كما يعد المركز الجامعى للتطوير الوظيفى (UCCD) بجامعة أسوان هو وحدة تتفق مع المعايير المحلية والدولية للجودة فى مجال تقديم خدمات التطوير الوظيفى لطلاب الجامعات الحكومية فى مصر والذى تم إنشاؤه بناءً على اتفاقية التعاون المبرمة بين جامعة أسوان والجامعة الأمريكية، وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية وذلك بهدف تأهيل وتدريب الطلاب والخريجين لإيجاد فرص عمل محليا وعالميا.
■ كيف تخططون لتحسين ترتيب الجامعة فى التصنيفات العالمية؟
- أن جامعة أسوان تمثل بيت الخبرة بالمحافظة وقد سطرت لأول مرة فى تاريخها هذه القفزات والتصنيفات العلمية العالمية من بين الجامعات المصرية والعالمية فى تصنيف شنغهاى مؤخرا، حيث تم تصنيفها ضمن أفضل ٥٠٠ جامعة فى تخصص الهندسة الكهربية والإلكترونية وفقا لتصنيف شنغهاى للتخصصات العلمية ٢٠٢١، وجاءت الجامعة فى المركز ٤٠١-٥٠٠ بين أفضل الجامعات العالمية، وجدير بالذكر أن هناك ٤ جامعات مصرية فقط تم إدراجها فى هذا التخصص.
ARWU ويعد هذا التصنيف العالمى شنجهاى من افضل التصنيفات الاكاديمية للجامعات العالمية
ويأتى هذا النجاح من خلال اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بالمنظومة البحثية.