أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، للرئيس الفلسطيني محمود عباس «قلقه» إزاء أعداد الشهداء المدنيين في غزة، وأكد الرئيس الروسي أن السبيل الوحيد لإرساء «سلام مستدام وذي موثوقية وراسخ في المنطقة»، يكمن في تطبيق كل القرارات الدولية و«إقامة دولة فلسطينية مكتملة المقومات»، وذلك خلال زيارة محمود عباس لموسكو.
وقال فلاديمير بوتين، خلال مشاهد بثها التليفزيون الروسي من لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس: «نحن قلقون قبل كل شيء إزاء الخسائر المدنية، نحن نفعل كل شيء لمساندة فلسطين والشعب الفلسطيني».
من جهته، أعرب الرئيس عباس عن «سعادته بلقاء بوتين مجددًا كصديق للشعب الفلسطيني»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا». وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على «الموقف الفلسطيني الداعي إلى وقف إطلاق النار فورًا وبشكل عاجل»، وضرورة «الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ووقف الاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية بما فيها القدس، والاقتحامات الخطيرة للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والتوقف عن خنق الاقتصاد الفلسطيني، والإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية».
كما أشار إلى تقديره الكبير «للجهود التي تبذلها روسيا في تحقيق المصالحة الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني».
روسيا تسحب بعض قواتها من أوكرانيا ردًا على الغزو
في تصعيد دراماتيكي للصراع المستمر، شنت القوات الأوكرانية هجومًا مفاجئًا على مقاطعة كورسك الروسية، ما أجبر موسكو على سحب بعض مواردها العسكرية من أوكرانيا. وتمثل هذه المناورة الجريئة تحولًا كبيرًا في ديناميكيات الحرب، ما دفع إلى إعادة التقييم الاستراتيجي والتدقيق الدولي المكثف.
حقق هجوم أوكرانيا- غير المتوقع- على مقاطعة كورسك نجاحًا ملحوظًا. ووفقًا للمسئولين الأوكرانيين، تقدمت قواتهم مسافة ٢٠ ميلًا على الأقل داخل الأراضي الروسية، واستولت على ٧٤ بلدة وقرية. وتهدف هذه الخطوة بشكل استراتيجي إلى تعطيل الخدمات اللوجستية والبنية التحتية الروسية التي تدعم العمليات ضد أوكرانيا.
وأعلن الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي عن إحراز تقدم كبير، حيث تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على المناطق الرئيسية وممارسة الضغط على الدفاعات الروسية. وأكد مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أن هدف العملية هو تقويض البنية التحتية للحرب الروسية، متحديًا فكرة أن الأراضي الروسية محظورة على الهجمات الأوكرانية.
ولم يؤد التوغل إلى تعطيل العمليات العسكرية الروسية فحسب، بل عزز أيضًا الروح المعنوية الأوكرانية. وسلط الرئيس فولوديمير زيلينسكي الضوء على التأثير النفسي للهجوم، مؤكدًا أنه يظهر قدرة أوكرانيا على الرد بشكل فعال ضد خصمها الأكبر.
ردًا على التوغل الأوكراني، بدأت روسيا في سحب بعض قواتها من أوكرانيا لتعزيز دفاعاتها في كورسك، ويسلط هذا التحول الاستراتيجي الضوء على الضغوط التي تواجهها موسكو أثناء محاولتها إدارة التهديدات على جبهات متعددة، تدعي وزارة الدفاع الروسية أنها ألحقت خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية، لكن فاعلية هذه الإجراءات المضادة لا تزال غير مؤكدة.
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليماته لقواته العسكرية والأمنية بطرد القوات الأوكرانية من كورسك، إلا أن الرد الروسي يبدو غير منظم. إن وجود مجندين روس مسلحين بأسلحة خفيفة يستسلمون بأعداد كبيرة يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها موسكو في الحفاظ على السيطرة والتنسيق.
ومن الممكن أن يؤدي انسحاب القوات الروسية من الخطوط الأمامية في أوكرانيا إلى إضعاف موقف روسيا في المناطق الرئيسية، بما في ذلك المركز الاستراتيجي في بوكروفسك. ومن الممكن أن تؤدي عملية إعادة الانتشار هذه إلى تغيير ميزان القوى، ما يمنح أوكرانيا فرصة للاستفادة من نقاط الضعف الروسية.