بينما يجتمع الوسطاء الدوليون اليوم الخميس، لإجراء مفاوضات حاسمة؛ تهدف إلى تأمين وقف إطلاق النار في غزة، فإن المخاطر مرتفعة. وتأتي المحادثات المقرر إجراؤها يوم الخميس إما في الدوحة أو القاهرة وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
من المتوقع أن يشارك في مناقشات وقف إطلاق النار كبار مسئولي المخابرات من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة ورئيس الوزراء القطري.
وتعد هذه المحادثات جزءًا من جهد أوسع لمنع المزيد من التصعيد في أعقاب الأحداث الإقليمية الأخيرة، بما في ذلك الانتقام المتوقع من إيران وحزب الله، لكن غياب حماس عن المحادثات يشكل انتكاسة كبيرة، حيث انتقد أحمد عبد الهادي، ممثل حماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إن نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الصراع وتوسيع نطاقه بدلًا من السعي إلى حل. وتؤكد تصريحات عبد الهادي عمق انعدام الثقة بين الأطراف المعنية.
على الرغم من الاجتماعات رفيعة المستوى، فإن غياب ممثلي حماس عن الطاولة قد يعوق التقدم. وأشارت حماس إلى أن المشاركة المباشرة في المحادثات ستؤدي إلى نتائج عكسية، واتهمت نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق شامل. واعتمدت الجماعة بدلا من ذلك على وسطاء من قطر ومصر.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل إلى أنه لا تزال هناك إمكانية لحماس للتعامل مع وسطاء بعد الاجتماع إذا قدمت إسرائيل ردًا موضوعيًا على مقترحات حماس اعتبارًا من يوليو. ويشير هذا إلى أنه على الرغم من الافتقار إلى المشاركة المباشرة، فإن المفاوضات غير المباشرة قد توفر طريقًا للحل.إن النقاط الشائكة في المفاوضات جوهرية. وتشمل مطالب حماس بوقف كامل للأعمال العدائية وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وفي المقابل، يصر نتنياهو على أن الصراع لن ينتهي إلا بعد تفكيك قدرات حماس العسكرية. ويسلط هذا الخلاف الأساسي الضوء على التحدي المتمثل في التوفيق بين الأهداف المختلفة.
وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى جانب قادة مصر وقطر، على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. لكن شروط نتنياهو الإضافية خلقت المزيد من العقبات، مما أدى إلى تعقيد المفاوضات. يعكس التزام بايدن بوقف إطلاق النار الإجماع الدولي الأوسع على الحاجة إلى تهدئة الصراع وتجنب حرب إقليمية.
كان اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية والقائد العام لحزب الله فؤاد شكر مؤخرًا سببًا في تفاقم التوترات الإقليمية. وزادت إيران، التي تعهدت بالانتقام، من خطر نشوب صراع أوسع نطاقا، وقد حث الزعماء الأميركيون والأوروبيون على ضبط النفس، لكن وزارة الخارجية الإيرانية أكدت حقها في الدفاع عن سيادتها والانتقام إذا لزم الأمر.
موقف إيران والتداعيات الجيوسياسية الأوسع لهذا الصراع أمر بالغ الأهمية في فهم احتمال التصعيد. يمكن أن يؤثر تبادل الأعمال العدائية المستمر وإمكانية الانتقام الإيراني بشكل كبير على استقرار المنطقة.
يسلط خبراء الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط الضوء على عدة قضايا رئيسية:
المفاوضات المعقدة: إن غياب المفاوضات المباشرة مع حماس والمطالب المتضاربة للأطراف المعنية يزيد من تعقيد احتمالات التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ويتعين على الدبلوماسيين أن يتعاملوا مع هذه التعقيدات بعناية من أجل التوصل إلى اتفاق قابل للتطبيق.