أطلقت محافظة المنيا المشروع القومي لإنشاء الغابات الشجرية “الذهب الأخضر” للتخلص الآمن من مياه الصرف الصحي المُعالج وإستغلالها في زراعة الأشجار الخشبية المختلفة، وذلك بعد أن وافق مجلس الوزراء، على تخصيص قطعة أرض لهذا الغرض بمساحة تبلغ 771.03 فدان، الواقعة ناحية المطاهرة وهي مملوكة للدولة ملكية خاصة.
مشروع الذهب الأخضر يستهدف حماية البيئة من التلوث بالتوسع في تشجير المدن والقرى الرئيسية المجاورة لمحطات المُعالجة، وخلق فرص عمل جديدة للشباب تساهم في حل مشكلة البطالة وخلق الاستقرار في المجتمع، وترشيد استهلاك المياه العذبة كما يهدف لإنشاء مصدات للرياح في المدن الجديدة و تقليل إستيراد الأخشاب وتوفير العملة الصعبة وتثبيت الكثبان الرملية في المناطق الصحراوية، بالإضافة إلى التخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية بالإضافة الى العائد الاقتصادي من إنتاج وتوفير الأخشاب والمساهمة في سد الفجوه الناتجة عن نقص الأخشاب الطبيعية المحلية والحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتعظيم الدخل القومي بما تضيفه زراعة هذه الأشجار الخشبية من قيمة اقتصادية.
من جهته، أكد اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، أن مشروع الغابات الشجرية يمثل نقلة نوعية في المحافظة فهو يساهم في إنشاء مصانع للأخشاب في المنطقة الصناعية ويفتح آفاقاً جديدة للاستثمار، إلى جانب توفير فرص عمل وزيادة الأنشطة الصناعية والاقتصادية داخل المحافظة .
واتخذ المحافظ العديد من إلإجراءات بموقع بحيرات الأكسدة بالمنطقة الصناعية شرق النيل، لحل مشكلة ضعف سحب المياه المؤدي إلى مشروع الغابات الشجرية، والاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج، في خطوة تهدف إلى تحسين الوضع البيئي ومعالجة أي تحديات بالمنطقة الصناعية، لتهيئة مناخ مناسب للمستثمرين ورجال الصناعة لفتح فرص جديدة لتعزيز ودعم اقتصادنا الوطني.
وحرص المحافظ على الإشراف بنفسه على الإجراءات التي تم اتخاذها لزيادة سرعة سحب المياه، موجهًا بإضافة خط ثالث للبحيرات لضمان زيادة سرعة السحب في خلال عشرة أيام، وتجديد الخط الثاني "خط 6"، لزيادة سرعة سحب المياه على برك الأكسدة اللازمة لري الغابات الشجرية من مياه الصرف.
وأضاف المحافظ أنه سيتم تنفيذ حملة مكبرة لتطهير بحيرات الأكسدة وهي عبارة عن 7 برك من الحشائش والحمأة، مشيراً إلى أن أعمال التطهير سيتم تنفيذها بشكل خارجي و داخلي للبرك، بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي وفقاً لبروتوكول التعاون المشترك مع المنطقة الصناعية.
وتعد زراعة الغابات الشجرية والتوسع فى إنشائها الحل الطبيعى الأمثل لمشكلة تغير المناخ وهو مشروع قومى للتخلص الآمن من مياه الصرف الصحي ويتم زراعة هذه الغابات بأنواع مختلفة من الأشجار الخشبية مثل الكايا والكافور والكازوارينا والسرسوع وغيرها من الأنواع الأخرى وجارى التوسع فى المساحات المنزرعة وتستخدم هذه الأخشاب فى صناعة الأثاث والمراكب وإنتاج الفحم وغيرها من المنتجات الخشبية ونجاح هذه الغابات يحقق عائداً اقتصادياً كبيراً و لكن على المدى البعيد فهو استثمار طويل المدى.
وتعد الغابات الشجرية بمحافظة المنيا أحد أهم المشروعات الكبرى التي عملت الحكومة المصرية علي التوسع في تنفيذها خلال الفترة الماضية بهدف تعزيز الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج بمراحله مع التخلص من مياه الصرف بوسيلة توفر التكاليف الباهظة لنقلها لمصرف آخر والحد من التلوث الذي تسببه ببقائها دون الإستخدام الأمثل لها وتعظيم الاستفادة منها فى زراعة الغابات، التى يتم إستخدام أخشابها فى عمليات التصنيع وتجارة الأخشاب، وهو ما سوف يقلل من حجم وفاتورة إستيراد الأخشاب من الخارج حيث سيتم زراعة أنواع نباتية يتوافر فيها القيمة الاقتصادية العالية، مع ملاءمتها لظروف البيئة المصرية وتناسب طبيعة ومناخ كل منطقة.
وتدعم الغابات الشجرية الحياة على كوكب الأرض، حيث أصبح العالم الآن يعانى من بعض المشكلات البيئية الخطيرة التي تهدد وجود الإنسان بل وجود الحياة، منها الإحتباس الحراري والتغيرات المناخية وانتشار ظاهرة التصحر، ونقص الغذاء وغيرها من المشكلات العابرة للحدود وبعد انتشار حرائق الغابات في الأمازون، والتي تعد بمثابة الرئة لكوكب الأرض، لذلك أصبح لازما على كل دول العالم التوسع في زراعة الغابات الخشبية للاستفادة من مياه الصرف وتقليل انبعاث الكربون إلى الجو، والذى يعمل على زيادة الاحتباس الحراري، حيث إن التوسع في زراعة الغابات الشجرية تعمل على امتصاص الكربون اللازم لعملية البناء الضوئي وبالتالي تحويلة إلى مواد عضوية مفيدة من هنا كانت الغابات الشجرية أحد المشروعات الكبرى التي تعمل عليها الحكومة للتوسع في تنفيذها خلال الفترة القادمة.
أما من الناحية البيئية فهي تساعد أيضا في حماية البيئة من مياه الصرف الصحي والتلوث الذي تسببه، بالإضافة للاستفادة من مخلفات الغابات أوراق للأشجار والأغصان في إنتاج الوقود الحيوي وإنتاج السماد العضوي، كما أن الأشجار تعمل على حماية التربه من الانحراف الهوائي والمائي وتساعد في الحد من تلوث الهواء وزيادة نسبة الأكسجين، وتحسين المناخ العام، وتعمل أيضا لتنقية الجو وكمصدات للرياح بالاضافه إلى الشكل الجمالي كما، أن الغابات الشجرية تحمي المدن من خطر الكثبان الرملية والعواصف الترابية، كما أن مصر تمتلك أحد المميزات الهامة لنجاح تلك الغابات وهي أن معدل نمو الأشجار بها أسرع من بعض الدول الأخرى نظرا لطبيعة المناخ المعتدل والملائم لنمو هذا النوع من الأشجار والتي تعد بمثابة كنز فى مواجهة التغير المناخى.
اكدت الدراسات الحديثة أن الغابات لها الأهمية كبيرة للحد من ثاني أكسيد الكربون وأن الشجرة الواحدة تمتص يوميا حوالى 1.7 كيلو جرام من غاز ثاني أكسيد الكربون وتنتج 140 لترًا من الأكسجين وأن موت شجرة واحدة يثبت 3 أطنان من غاز ثانى أكسيد الكربون فى الجو لذا تتعامل مصر مع قضية التغيرات المناخية باهتمام كبير لأنها من الدول المتأثرة بظاهرة التغيرات المناخية على الرغم من أنها من أقل دول العالم إسهامًا فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى عالمياً.
ومن أهم تلك الأنواع السيسال والكايا والصنوبريات والأكسيا والكازورينا والكافور والسرو، بل أن طبيعة البيئة المصرية قد تسمح بمعدل نمو أسرع للأشجار من بعض الدول الأخرى في ظل إستخدام نظم الرى بالغمر المتطور والتنقيط ومن المزايا العديدة للغابات أنها تعمل أيضا كمصدات رياح والتي تثبت التربة وتحد من خطورة الكثبان الرملية، وتقوم بتلطيف حرارة الجو وتنقية الهواء من العوادم والتلوث، مع زيادة نسبة الأكسجين الناتج من عملية البناء الضوئي، كما أن المخلفات النباتية لهذه الغابات يمكن بسهولة استخدامها في انتاج الوقود الحيوي والسماد العضوي، وقد نجحت التجربة في العديد من محافظات الجمهورية ترتبط بمحطات الصرف بداية من أسوان التي تعتبر أكثر المحافظات المعتمدة على مياه الصرف الصحي المعاد استخدامه لري الغابات الشجرية .
وتهدف زراعة الغابات الشجرية بمحافظة المنيا لحماية البيئة من مياه الصرف الصحي والتلوث الذي تسببه، بالإضافة للإستفادة من مخلفات الغابات أوراق للأشجار والأغصان في إنتاج الوقود الحيوي وإنتاج السماد العضوي، كما أن الأشجار تساعد في الحد من تلوث الهواء وزيادة نسبة الأكسجين، وتحسين المناخ العام، وتعمل أيضا لتنقية الجو وكمصدات للرياح .