أعلن جهاز حماية وتنمية البحيرات اليوم الأربعاء، عن إنزال مليون وحدة زريعة من الجمبري وسط فرحة عارمة بين صيادي الفيوم.
وقال اللواء الحسين فرحات المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات إن بحيرة قارون تعد بحيرة ذات طبيعة خاصة ومختلفة عن باقي بحيرات الجمهورية، ما يستوجب التعامل معها بأساليب تتفق مع طبيعتها، وهو ما ظهر جليًا في توجيهات القيادة السياسية خلال الآونة الأخيرة بالاهتمام بالبحيرات المصرية على اختلافها، مؤكدًا أن الجهاز لن يدخر جهدًا من أجل تنفيذ عملية إعادة التوزان البيئي لبحيرة قارون فى أقرب وقت ، وتحسين أوضاع الحياة المائية بها وفق أسس علمية وبحثية رصينة.
وأضاف أن إعادة بحيرة قارون إلى سابق عهدها من شأنه أن يؤثر إيجابًا على قطاع المصايد السمكية في المحافظة، لما له من مردود مهم ينعكس على المستوى الاقتصادي والاجتماعي للعاملين بقطاع الصيد.
وأوضح فرحات أن مياه بحيرة قارون شهدت مؤخرًا تحسناً ملحوظاً، ما جعلها مناسبة لإنزال زريعة البلطي أو الجمبري حاليًا ، لافتًا إلى أن ما وصلت إليه بحيرة قارون الآن لم يأتي من فراغ وإنما هو نتاج تضافر الجهود بين كافة الجهات المعنية (جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية ، ومحافظة الفيوم والفريق العلمي القائم على البحيرة ، ووزارة البيئة ، والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد) ، والتوافق فيما بينهم، حيث عُقدت عدة اجتماعات، للخروج برؤية موحدة متكاملة تتضمن آليات للحفاظ على التنوع البيولوجي للبحيرة ، وهو ما تم بلورته خلال الاجتماع الذي عُقد الشهر الماضي عبر خاصية الفيديوكونفرنس مع الدكتورة ياسمين فؤاد وزير البيئة، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، واللواء أ.ح الحسين فرحات المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات ، والدكتور محمد التوني نائب محافظ الفيوم، والدكتورة نسرين عز الدين بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة ومستشار محافظ الفيوم للثروة السمكية، والدكتور عادل أحمد رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد سابقًا، والدكتورة عبير السحرتي نائب رئيس المعهد رئيس المعهد حاليًا، وذلك لمتابعة الموقف التنفيذى لإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، وتحديد الإجراءات التنفيذية لإنزال زريعة سمكية بالبحيرة تتماشى مع طبيعتها، وتحديد الأماكن المناسبة داخل البحيرة، في ضوء ما جاءت به الدراسة العلمية التى أجراها جهاز حماية وتنمية البحيرات، والمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، ووفقًا لما أظهرته نتائج التحاليل والأبحاث التي أجريت دوريًا على مياه البحيرة لمراقبة جودتها ، والتي أثبتت ملائمة المياه لإنزال زريعة الجمبري بها.
وأبدى فرحات سعادته بهذه الخطوة في طريق إحياء البحيرة وإعادتها إلى ما كانت عليه، معربًا عن استعداد جهاز حماية وتنمية البحيرات لتوفير كافة أنواع الزريعة التى سيتم إنزالها بالبحيرة، وكذلك إمكانية الإستعانة بالخبراء والمتخصصين بالجهاز فى عمليات الإنزال.
من جانبه ، قال المهندس أيمن المنصوري مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية أنه تم تنسيق الجهود مع الجهات المعنية لسرعة إنزال زريعة الجمبري، لما لها من القدرة في التعايش والتأقلم مع طبيعة الحياة المائية لبحيرة قارون.
وأضاف المنصوري أن زريعة الجمبري الملقاة اليوم بالبحيرة هى أول دفعة زريعة من الجمبري يتم إنزالها في بحيرة قارون منذ عام 2018، حيث أن الوضع الحالي بالبحيرة يسمح بإطلاق زريعة من أنواع الأسماك التي تتلاءم مع وضع البحيرة من حيث معايير جودة المياه، ومقاومة الإصابة بطفيل الأيزوبودا، ووفقاً للمواعيد والأماكن المحددة لنوع كل زريعة من الأسماك، وتبعاً لخطة موضوعة مسبقًا لإنزال الزريعة، مشيرًا إلى أنه جاري التنسيق لاستقبال دفعات جديدة في الفترة المقبلة، حيث أنه من المخطط إنزال 5 مليون وحدة زريعة سمكية، مع مراعاة اختيار أنسب الأوقات من العام لإنزال الزريعة بشكل آمن، وبما يتلائم مع الأوضاع البيئية في البحيرة.
يُذكر أنه كان قد تم إنزال زريعة أسماك لأمهات أسماك الموسى في بحيرة قارون في شهر يناير ٢٠٢٣، كتجربة لقياس إمكانية عودة الحياة البيولوجية للبحيرة، وأكدت التجربة تعافي البحيرة، كما تم العمل خلال الفترة الماضية على إنزال أقفاص تجريبية بالبحيرة، ورصد النتائج وتحليلها بمشاركة الصيادين للتعرف على رؤيتهم فى هذا الشأن.