الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

مخاوف من توحش حركة الشباب بالصومال بعد مغادرة البعثة الأمنية للاتحاد الأفريقي

آلية تابعة للجيش
آلية تابعة للجيش الصومالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تغادر البعثة الأمنية للاتحاد الأفريقى بالصومال بنهاية العام الجاري، وسط مخاوف عدة ومؤشرات على أرض الواقع تنذر بعودة توحش حركة الشباب الصومالية، وهو ما يعزز من ضرورة الحصول على المشاركات والمساعدات من دول أفريقية بديلة مثل مصر التى أعلنت دعمها ووقوفها ومشاركتها للصومال فى حربها ضد الإرهاب.

وتمكنت قوات الجيش الصومالى بالتعاون مع قوات عشائرية وأخرى من دول أفريقية، من حصار قوة ونفوذ الحركة الإرهابية بالصومال، لكنها ومع قرب خروج البعثة الأفريقية، فإن الحركة تظهر قوتها بشكل أوضح، حيث أعلنت حركة الشباب مسئوليتها عن التفجير الانتحارى الذى وقع ٣٠ يونيو الماضى فى مدينة بلدوين بوسط الصومال، وأسفر عن مقتل ٤ أشخاص على الأقل، منهم أب وأم وابنتهما ذات الـ ٧ سنوات.

ووفقا لتقرير أعدته مجلة (ADF) المعنية بالشأن الأفريقي، فإن الهجمات التى تشنها الحركة الإرهابية تسلط الضوء على قدرة حركة الشباب على الصمود فى مواجهة الضغوط العسكرية وتؤكد مخاوف الخبراء، مثل السفير محمد الأمين سويف، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقى الانتقالية فى الصومال (الأتميس)، إذ يعتقدون أن قوات الأمن الصومالية ستحتاج إلى عدم التخلى عن مساعدة القوات الدولية لها بعد مغادرة البعثة البلاد فى نهاية العام.

وقال التقرير، إن القوات الجيبوتية تسلم القاعدة للقوات الصومالية وسط انسحاب الأتميس التدريجى عندما وقع الهجوم، ولم يتضح ما إذا كان أيٌ من عناصر قوات الأمن قد قُتل أو أُصيب. ومن المقرر أن يرحل ما تبقى من جنود الأتميس وعناصر الدعم بها من الصومال بنهاية العام، بيد أن حركة الشباب باتت أقدر على الصمود بعد أن خسرت أراضٍ أمام القوات الصومالية والدولية فى عامى ٢٠٢٢ و٢٠٢٣.

ونقلا عن تقرير مجلة ADF فقد ورد فى بيانات للاتحاد الأوروبي، أن حركة الشباب تُحسن استخدام الطائرات المسيَّرة وتبتكر طرقًا جديدة لاستخدام العبوات الناسفة محلية الصنع فى هجماتها. ويقول محللون إن هذه الجماعة الإرهابية لديها نظام استخبارات قوى وتستخدم الآن بيانات جغرافية متاحة للجميع فى التخطيط لشن هجماتها.

وذكر الاتحاد الأفريقى أنها شكلت تدريجيًا قوة شرق أفريقية من المقاتلين الأجانب تُعرف باسم المهاجرين، ومعظم هؤلاء المهاجرين من الإثيوبيين والكينيين والتنزانيين، ولكن بينهم مقاتلون بورونديون وكونغوليون وروانديون وأوغنديون. وذكر تقييم الاتحاد الأفريقى أنها أقامت أيضًا علاقات مع تحالف القوى الديمقراطية، وهو جماعة أوغندية ترهب شرقى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأيد الاتحاد الأفريقى فى أواخر يونيو تشكيل قوة جديدة بقيادة الاتحاد وتمويل الأمم المتحدة لتحل محل الأتميس وسط هجمات حركة الشباب المستمرة.

وأوضح الاتحاد فى بيان له، أن الصومال طلب تشكيل قوة جديدة ستدخل حيزَ التنفيذ اعتبارًا من يناير المقبل بهدف إضعاف حركة الشباب، مع ضمان النقل المنظم للمسئوليات الأمنية إلى الصوماليين. وتابع البيان قائلا: يجب منح القوة الجديدة تفويضا سياسيا قويا، بحيث يتماشى نطاقها وحجمها ووضعها ومدتها مع التهديدات الأمنية الحالية.
ومن اللافت، أن القوات والبعثات الأممية والأفريقية التى أعلنت انسحابها من دول أفريقية ساعد على صعود نفوذ أطراف بديلة فى المنطقة، آخرها عندما سحبت بعثة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقى (سادك) فى موزمبيق، قواتها العسكرية، فى منتصف وأواخر شهر يوليو الماضي، المشاركة لمواجهة الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى الذى أعلن عن وجوده فى البلاد فى العام ٢٠١٨، خاصة وأن التنظيم الإرهابى عزز تمدده فى أفريقيا بعد نجاح الجيش العراقى فى إنهاء وجوده الجغرافى عام ٢٠١٧، كما نجحت قوات التحالف الدولى بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على عاصمته فى مدينة الرقة السورية عام ٢٠١٩، بينما عززت بعثة دول الجنوب وجودها من عام ٢٠٢١ بعد زيادة النشاط الإرهابي.