تساءل هاريسون مان، الضابط المستقيل من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية بسبب حرب غزة، لماذا يجب على القوات الأمريكية أن تدفع ثمن فشل الرئيس الأمريكي جو بايدن في السيطرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح هاريسون مان -في مقال رأي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية الثلاثاء- أنه عندما كان ضابطا في الجيش الأمريكي، ومنذ أكتوبر الماضي، اعتاد هو ورفاقه على رؤية الميليشيات العراقية والسورية تشن هجمات على قواعدهم كل يوم تقريبا، وأدركوا مع تزايد الإصابات والحوادث أنه لم تكن هناك خطة حقيقية لحماية القوات الأمريكية بخلاف تركها في قواعدها الصغيرة المعزولة بينما يشن المسلحون المحليون، الذين شجعهم وأثارهم دعم الولايات المتحدة للحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل في غزة، هجمات عليهم.
وقال إنه من الواضح عدم وجود خطة حقيقية تدعم قرار إدارة بايدن بتسريع نشر طائرات وسفن حربية في الشرق الأوسط، والأمر ببساطة هو المزيد من الدعم الانعكاسي وغير المشروط لحكومة بنيامين نتنياهو الذي شجع فقط التصعيد المتهور نحو حرب أوسع نطاقا.
وأضاف أن نتنياهو ما كان ليقتل اثنين من المسؤولين البارزين في حزب الله وحماس في بيروت وطهران الأسبوع الماضي -ما أدى إلى إصابة جنود أمريكيين في هجوم انتقامي- لو لم يكن واثقا من إرسال البحرية الأمريكية على الفور لحمايته من عواقب أفعاله.
وأكد الضابط الأمريكي المستقيل أنه بعد عشرة أشهر من الحرب في غزة، حان الوقت للتفكير بجدية أكبر في سبب تعريض القوات الأمريكية للخطر، وقال إن حقيقة عدم مقتل المزيد من أفراد الخدمة الأمريكية في هذا الصراع يعتبر معجزة بالفعل، وإنه من الغريب أن الصراع لم يتصاعد بالفعل إلى حرب مدمرة شاملة بين إسرائيل وحزب الله تجر الولايات المتحدة وإيران.
وأوضح أن رصيد الحظ بدأ في النفاد، فبينما تستعد إيران وحزب الله للرد، لا تستطيع إدارة بايدن صياغة استراتيجية لإدارة التصعيد تتجاوز تسريب كلمات صارمة والأمل في ألا يحصل أحد على فرصة أخرى. وأكد أنه لا ضمان ألا يسقط صاروخ لحزب الله على هدف إسرائيلي، أو حدوث أي أسباب أخرى للحرب تسمح لنتنياهو بشن حرب جديدة في محاولته اليائسة للتشبث بالسلطة.
وأكد مان أنه إذا طالب نتنياهو في النهاية بضربات على أهداف لحزب الله، فمن الصعب أن نتخيل أن بايدن، لأول مرة في حياته، سيقول له "لا". وأنه حتى مع تكثيف المساعدات الأمريكية، لا يوجد مسار واقعي "لهزيمة" حزب الله دون احتلال على غرار العراق.
وقال إنه خلف كواليس هذه القرارات المتهورة سيعاني الجنود الأمريكيون، الذين سوف يستمرون في الموت والتعرض لإصابات في هذه الحروب.
وأشار إلى أنه سوف يتم التضحية بالأمريكيين الأكثر شجاعة وفقا لأهواء سياسي أجنبي لأن قادتهم يفتقرون إلى الشجاعة للوقوف في وجهه.
وأوضح مان أنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، كان هناك نقاش قوي وضروري حول مدى مسؤولية الرئيس الأمريكي عن حماية إسرائيل، وعلى نحو مماثل حول مسؤوليته عن حماية الفلسطينيين. ولكن لم يكن هناك سوى القليل من النقاش حول مسؤوليته عن حماية أفراد جيشه في هذا الصراع.
وشدد على أنه يجب أن يكون بايدن قادرا على تهدئة هذا الصراع المتصاعد -وبايدن فقط- لأنه لا يمكن المخاطرة بستة أشهر أخرى من اللعب بالنار في انتظار خليفته. ويحتاج بايدن إلى الضغط على نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار والتوقف عن قصف جيرانه، وإلا فإنه مدين بتفسير لماذا يعتبر إرسال قوات أمريكية لدعم إسرائيل استراتيجية أكثر نجاحا لخفض التصعيد.
وفي ختام مقاله، أكد مان أنه يتعين على بايدن أيضا أن يكون صريحا بشأن المخاطر التي تهدد أفراد القوات الأمريكية، وحتى إذا أصر على الاستمرار في تسليح إسرائيل، فعليه أن يتعهد مسبقا بعدم ضرب لبنان أو إيران، حتى يعلم نتنياهو أنه لن يكون قادرا على جر القوات الأمريكية إلى حربه المقبلة التي سيختارها.