قالت صحيفة (الجارديان) البريطانية إن توغل أوكرانيا داخل الأراضي الروسية بمثابة مقامرة جريئة لم تتكشف عواقبها بعد.
وأضافت الصحيفة -في افتتاحية نشرتها الثلاثاء- أن التوغل المفاجئ للقوات الأوكرانية في الأراضي الروسية ليس استثنائيا فحسب، بل إنه محفوف بالمخاطر، فهو أكبر هجوم من جيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد عامين ونصف العام من بدء الحرب الروسية في أوكرنيا، تقول كييف إنها استولت على ألف كيلومتر مربع؛ واعترفت روسيا بأن قوات خصمها استولت على منطقة أصغر ولكنها ما تزال مهمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التوغل "المذهل" قد رفع فيما يبدو الروح المعنوية المتدهورة في أوكرانيا، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على القتال وتدفق الأسلحة اللازمة لذلك، وأكدت أن التوغل أثار شعورا متجددا بالزخم، وهو ما يساعد في تعزيز الدعم الغربي: فهو يعارض الاقتراحات بأن أوكرانيا تنزلق بثبات نحو الهزيمة.
وبحسب الصحيفة، قالت كييف إنها شنت هذا الهجوم دون تحذير الولايات المتحدة وغيرها من الداعمين الرئيسيين، لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلنت عن حزمة مساعدات أخرى بقيمة 125 مليون دولار من الأسلحة يوم الجمعة الماضي، مما يشير إلى أنها ليست قلقة للغاية. كما أكد السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال والسيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، أثناء زيارتهما لأوكرانيا، أن واشنطن يجب أن تخفف القيود بشكل أكبر على كيفية استخدام كييف للأسلحة المرسلة إليها.
ومع ذلك، رأت الصحيفة أن الحكم النهائي على رهان كييف سيعتمد على ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة.
وقالت إن الكيفية التي سيتعامل بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع "هذا الاستفزاز" ستكون أحد العوامل في تحديد كيف ستتم موازنة الدفعة السياسية والنفسية من الهجوم بتكلفته العسكرية وربما البشرية.
وأوضحت الجارديان أن الاحتفاظ بهذه المنطقة سيكون صعبا. ولكن حتى لو انسحبت أوكرانيا عاجلا وليس آجلا، فقد تدفع ثمنا باهظا في الأسلحة والأفراد - في وقت تسعى فيه جاهدة بالفعل لتجديد صفوفها.
وبحسب الصحيفة، أفادت تقارير بأنه في حين حولت روسيا بعض القوات من حول خاركيف، فإنها لم تحرك أعدادا كبيرة من قواتها بعد من منطقة دونباس. وإذا خسرت أوكرانيا أراضيها في الداخل، بعد إرسال قواتها إلى روسيا، فقد تبدو خطوتها متهورة وليس جريئة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى أن مفاجأة الخصم هي فوز قصير الأجل، ولكن عواقب هذه المقامرة الجريئة لم تتكشف بعد.
