تمر علينا اليوم الثلاثاء الموافق 13 من شهر أغسطس، ذكري انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في الأوروجواي .
حيث فازت في نهائي أول نسخة من كأس العالم لكرة القدم للكبار فوزا تاريخيا على الأرجنتين 4 - 2 على استاد «سينتيناريو» في العاصمة مونتفيديو.
كأس العالم لكرة القدم هي أهم مسابقة لرياضة كرة القدم تقام تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم. وتقام بطولة كأس العالم لكرة القدم كل أربع سنوات منذ عام 1930م، ما عدا بطولتي عام 1942 و1946 اللتين ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية. يشارك في النظام الحالي للبطولة 32 منتخبا وطنيا، منذ 1998، مقسمين على ثماني مجموعات، يتنافسون للظفر بلقب البطولة لشهر كامل على ملاعب البلد المستضيف. تتأهل هذه المنتخبات إلى البطولة عن طريق نظام للتصفيات يقام على مدى ثلاث سنوات.
شهدت النسخ العشرون السابقة من بطولات كأس العالم فوز ثمانية منتخبات مختلفة باللقب. كما يسجل للمنتخب البرازيلي حضوره في كل البطولات، فهو لم يغب أبداً عن أي بطولة كأس عالم حتى الآن وهو الأكثر تتويجا بالكأس حيث فاز بها خمس مرات أعوام: 1958، و1962، و1970، و1994 و2002. يليه المنتخب الإيطالي الذي أحرزها أربع مرات في أعوام: 1934، و1938، و1982 و2006، مع المنتخب الألماني الذي أحرزها اربع مرات أيضاً أعوام: 1954، 1974، و1990، و2014. ويليهم المنتخب الأرجنتيني الذي أحرزها ثلاث مرات أعوام: 1978، و1986، و2022. وفاز كل من المنتخب الأوروغوياني والمنتخب الفرنسي باللقب مرتين، بينما فازت منتخبات إنجلترا وإسبانيا بلقب البطولة مرة واحدة. استطاع منتخبان فقط إحراز لقب البطولة مرتين متتاليتين، حيث كان المنتخب الإيطالي أول منتخب يحرز البطولة مرتين متتاليتين في نسختي عام 1934 و1938، ثم البرازيل بطل أعوام: 1958، 1962.
بطولة كأس العالم
تعد بطولة كأس العالم من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة على مستوى العالم، ففي نهائي كأس العالم لكرة القدم 2006، الذي أقيم في ألمانيا، قدر عدد من تابع المباراة النهائية ب 715 مليون شخص. حامل اللقب الحالي هو منتخب الأرجنتين، والذي فاز بالنسخة الأخيرة في 2022، والتي أقيمت في قطر. تقام البطولة المقبلة في كندا والمكسيك والولايات المتحدة عام 2026
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد واجه فترة عصيبة وعقبات صعبة لإيجاد العدد الكافي من المنتخبات التي ترغب في المشاركة لأول بطولاته العالمية، وسحبت بعض الدول ملفات طلب استضافة هذه النسخة، خشية ارتفاع تكاليف التنظيم فجاء اختيار أوروغواي.
واستند «فيفا»، إلى ثلاثة أسباب وجيهة لمنح أوروغواي شرف تنظيم أوّل «مونديال» في التاريخ، أولها أنها البلد الفائز منتخبها بذهبيتي الألعاب الأولمبية لكرة القدم في 1924 و1928. والثاني أن عام 1930 هو الذكرى المئوية لدستور البلاد، والأهم من ذلك تعهد أوروغواي بدفع تكاليف سفر ونفقات جميع القادمين.
ونجحت الدولة الأميركية الجنوبية الصغيرة ببناء ملعب «إل سينتيناريو» في زمن قياسي بلغ ستة أشهر فقط، لكنه لم يدخل الخدمة إلا بعد الأسبوع الأول من المنافسات حيث تأثر بالأمطار الغزيرة.
وعندما اصبحت الاستضافة على أوروغواي، اقتصرت البطولة على 13 منتخباً، منها أربعة فقط من القارة العجوز مثلت فرنسا، وبلجيكا، ورومانيا ويوغوسلافيا، أما الدول الأميركية فمثّلها تشيلي، والأرجنتين، والبرازيل، وبوليفيا، وبيرو، وباراغواي، والمكسيك، والولايات المتحدة بالإضافة للدولة المستضيفة.
وسافرت منتخبات فرنسا وبلجيكا ورومانيا سوياً على متن الباخرة «كونتي فيردي»، بينما سافر المنتخب اليوغسلافي في البداية إلى مدينة مرسيليا الفرنسية في رحلة بالقطار استغرقت ثلاثة أيام ثم استقل الباخرة «فلوريدا» التي قطعت المحيط الأطلسي في غضون أسبوعين.
ونالت منتخبات البطولة استقبال حلة في ميناء مونتفيديو، حسبما أكد الحكم البلجيكي جون لانغينوس الذي أدار اللقاء النهائي، والذي كان يرتدي دائماً الملابس الواقية بشكل صحيح. وبالإضافة إلى عمله كحكم، عمل لانغينوس أيضاً كمراسل لمجلة «كيكر» الألمانية المتخصصة في كرة القدم خلال وجوده في أوروغواي.
وسجل الفرنسي لوسيان لوران أول أهداف البطولة في المباراة الافتتاحية أمام المكسيك، وقد علق على ذلك قائلاً: «بعد تسجيل هدفي الذي كان الأول في هذه البطولة والأول لي مع المنتخب الفرنسي، هنأنا بعضنا بعضاً، ولكننا لم نقفز في أذرع بعضنا بعضاً كما يفعل اللاعبون الآن».
وفاز فريق منتخب أوروغواي إلى نهائي البطولة مثيراً للجط ففاز الفريق على نظيره اليوغسلافي 6 - 1 في الدور قبل النهائي، ولكن تردد أن أفراداً من الشرطة ومصورين دفعوا الكرة من على خط الملعب لإعادتها إلى داخل الملعب قبل تسجيل الفريق للهدف الثالث.
وفي النهائي، بالمنتخب الأرجنتيني هو كان الفائز بأول كأس للبطولة بعدما تقدم الفريق 2 - 1 في الشوط الأول، لكن النتيجة انقلبت في الشوط الثاني ليخسر 2 - 4 وتتوج أوروغواي بأول لقب عالمي.
أدار اللقاء، على حياته خوفاً من مشاعر الحماس الزائد بين جماهير الفريقين المتربصين لبعضهما، وبالفعل، تمت مصادرة نحو 1600 قطعة سلاح كانت بحوزة المشجعين.
وظل حكم المباراة على حافة الهاوية نظراً لشعوره بالقلق وتردد أنه طلب تصريحاً للرحيل في أسرع وقت بعد المباراة ولم يتخذ قراراه بإدارتها إلا عندما تأكد من وجود قارب بانتظاره في الميناء لنقله إلى أي مكان آمن، إذا اقتضت الحاجة. كما تردد أن اللاعب الأرجنتيني لويس مونتي تم تهديده بالقتل، وأنهى المباراة متوتراً دون أن يلعب بشكل جيد.
وفي ظل عدم وجود كرة رسمية للمباراة، خاض كل فريق شوطاً بكرته الخاصة، حيث قرّر لانغينوس أن يخوض الشوط بكرة الأرجنتينيين الذين تقدموا 2 - 1 قبل الاستراحة، ثم كرة الأوروغوانيين في الثاني فحسموا المباراة 4 - 2 واللقب العالمي لمصلحتهم.
وبالفوز على نظيره الأرجنتيني، توج منتخب أوروغواي بلقب أول بطولة كأس عالم، ولكن العديد من أنصار التانغو الأرجنتيني لم يعلموا حتى بالهزيمة حيث ظلوا عالقين على متن السفن في النهر بسبب الضباب الكثيف الذي منعها من الرسو.
وقال اللاعب الأرجنتيني فرانسيسكو فارايو في مقابلة، قبل وفاته عام 2010 عن عمر يناهز 100 عام: «منتخب أوروغواي، الذي كان الأفضل في الشوط الثاني، استحق الفوز. ولكنها كانت هزيمة قاسية بالنسبة لنا».
وجاء الهدف الرابع لمنتخب أوروغواي بتوقيع هيكتور كاسترو في الدقيقة 89. وكان هذا إنجازاً شخصياً أيضاً لكاسترو، الذي كان في الخامسة والعشرين من عمره وقتها، حيث كان قد فقد ساعده في حادث بمنشار كهربائي قبل ذلك بـ13 عاماً.