وجدت دراسة جديدة أجراها مختبر متعدد التخصصات مقره كندا، Citizen Lab، أن خدمات الترجمة والبرامج الشائعة في البر الرئيسي للصين تقوم تلقائيًا برقابة المعلومات التي يعتبرها النظام الشيوعي الصيني حساسة، وتختار تخطي جمل معينة بناءً على المحتوى.
وقام مختبر Citizen Lab، الذي يقع مقره في كلية مونك للشؤون العالمية بجامعة تورنتو، في تقريره الصادر في 30 يوليو بعنوان "ضائع في الترجمة: توصيف الرقابة الآلية في خدمات الترجمة عبر الإنترنت" باختبار خمس خدمات ترجمة صينية رئيسية عبر الإنترنت - تديرها أربع شركات صينية وشركة أمريكية واحدة - ووجد أنها جميعًا تقوم تلقائيًا برقابة الكلمات أو العبارات أو الجمل المتعلقة بالمحتوى الذي يعتبر حساسًا في الصين.
ووفقًا للدراسة، فإن الشركات الصينية الأربع هي Alibaba و Baidu و Tencent و Youdao، في حين أن Bing Translator من Microsoft هي الشركة الأجنبية الوحيدة المسموح باستخدامها في الصين.
قال مختبر Citizen Lab بعد اختبار خدمات الترجمة لهذه الشركات الخمس، وجد الباحثون 11634 قاعدة رقابة تستهدف المحتوى الحساس.
"وأشار التقرير إلى أن الرقابة التي تفرضها خدمات الترجمة تستهدف في المقام الأول التعبير السياسي والديني الذي يتعارض مع أجندة الحزب الشيوعي الصيني".
وأضاف التقرير أنه "من الجدير بالذكر أننا وجدنا غيابًا مفاجئًا للرقابة المتعلقة بالمواد الإباحية أو الإثارة الجنسية أو غيرها من الأهداف الأكثر شيوعًا للرقابة، مما يشير إلى أن الرقباء إما لم يتوقعوا دراسة قواعد الرقابة الخاصة بهم أو لم يعودوا مهتمين بإخفاء الأجندة السياسية الحقيقية للرقابة".
وقال المختبر متعدد التخصصات، الذي يدرس ضوابط المعلومات التي تؤثر على انفتاح وأمن الإنترنت والتي تشكل تهديدات لحقوق الإنسان، إن قواعد مراجعة الترجمة هذه مستهدفة ويتم تطبيقها تلقائيًا وستحذف جزئيًا أو كليًا المحتوى الذي يريد المستخدمون ترجمته.
وأشارت دراسة Citizen Lab إلى أنه باستثناء علي بابا، قامت العديد من الشركات الأخرى "بالرقابة بصمت وبالتالي ربما بدون علم المستخدم".
وقالت الدراسة إنه بمجرد تشغيل الكلمات أو السطور أو الجمل الحساسة، فإن خدمات الترجمة ستحذف تلقائيًا و"بصمت الجمل أو السطور المحفزة دون أي إشعار".
ووجد الباحثون أن من بين الخدمات، كانت علي بابا الأكثر صرامة في فرض الرقابة، تليها يوداو ثم تينسنت، في حين أن بايدو وبينج لديهما قواعد رقابة أقل نسبيًا.
وجاء في التقرير: "يكشف عملنا عن الواقع المؤسف المتمثل في أنه حتى إذا كان لدى المستخدمين في الصين وصول غير خاضع للرقابة إلى منصات الأخبار أو الاتصالات، فإن ما يقرؤونه أو يكتبونه قد يظل خاضعًا للرقابة الآلية إذا كان عليهم الترجمة بين اللغات".
ووجدت الدراسة أن جميع قواعد الرقابة تقريبًا تنطبق على الصينية المبسطة، والصينية التقليدية، والإنجليزية، أو مزيج من هذه اللغات.