أطلقت مديرية الأوقاف بمحافظة الوادي الجديد، اليوم الثلاثاء، فعاليات برنامج البناء الثقافي لأئمة وواعظات الأوقاف، والذي عقد بقاعة المناسبات بمسجد ناصر بمدينة الخارجة، تحت عنوان "مصر الحضارة".
حاضر في أولى فعاليات البرنامج الدكتور مختار عيسى دياب، وكيل وزارة أوقاف الوادي الجديد، وطارق القلعي، مدير عام متحف آثار الوادي الجديد، والشيخ حسن عبد الحافظ، مدير عام الإدارات بالأوقاف.
وأكد الدكتور مختار عيسى دياب، وكيل وزارة الأوقاف، أن البرنامج يأتي من منطلق حرص وزارة الأوقاف على النهوض بأئمتها وعلمائها الذين هم حائط الصد الأول للدفاع عن الدين والوطن في مواجهة الاتجاهات الفكرية المنحرفة والمغرضة، مشيرًا إلى أن التزود بالعلوم الإنسانية والثقافية ضرورة ملحة لتبصير المجتمع بمستحدثات الأمور من وجهة النظر الفقهية والشرعية.
وتابع مختار، أن دعاة وزارة الأوقاف لهم دور كبير في معالجة كافة القضايا التي يتعرضون لها، والعلم والعقيدة الثابتة هما الطريق الوحيد والأمثل لنجاح الدعوة وسلامة المجتمع، مؤكدًا أن التسلح بالعلم والمعرفة والثقافة هو زاد الإمام وأساس نجاح دعوته، وعليه أن يطالع كافة العلوم المتنوعة فالعالم الموسوعي والإمام المتبحر عدة هذا العصر.
وأشار وكيل وزارة الأوقاف بالوادي الجديد، إلى أن أهم ما نواجه به الاتجاهات المنحرفة التمسك بكتاب الله (عز وجل) وسنة رسوله صل الله عليه وسلم خاصة وأن العالم الإسلامي يواجه تيارات فكرية متعددة تستدعي المناقشة والتبصير للدعاة بخطرها، كالعلمانية والإلحاد، وغير ذلك.
وأوضح مختار، "أن مصر لها دور كبير في العطاء إلى العالم، لنا تأثير على العالم كله، ولم تخلو بلد في العالم من الآثار المصرية، مشيرًا إلى أن فضل مصر على العالم كله ليس آثار فقط، ولكن الفكر أيضًا".
وأشار وكيل أوقاف الوادي الجديد، في كلمته إلى مدى قدم وعظمة الحضارة المصرية القديمة، وما خلفته من آثار متنوعة منتشرة في ربوع مصر، وأيضًا ما تضمه أرض محافظة الوادي الجديد من آثار فرعونية وإسلامية، وأهمية الحفاظ عليها.
وأضاف وكيل الأوقاف، أن هناك عدة محاور لابد أن يهتم بها الإمام فى الفترة القادمة وهي إطفاء نيران الفكر المتطرف ومواجهة التطرف اللاديني، والالحاد، الإدمان، الانتحار، الاكتئاب، الإحباط، التنمر، التحرش، ومناقشة ارتفاع معدلات الطلاق وحرمان المرأة من الميراث وإعادة بناء الشخصية الوطنية من منطلق ديني.
وقدم وكيل وزارة الأوقاف بالوادي الجديد، الشكر لرئيس الجمهورية ووزير الأوقاف على اهتمامهما البالغ بالأئمة والدعاة وحرصهما على أهمية نشر الوعي بين الأئمة وضرورة الاهتمام بالثقافة والاطلاع لكونه يساعد على زيادة الثقافة والوعي والمعرفة والإعداد الجيد للخطاب والكلمة.
ووجه مختار، النصيحة للأئمة بضرورة الالتزام بالاطلاع والثقافة ومتابعة كل ما هو جديد، للارتقاء بأسلوب الدعوة والبعد عن الأسلوب النمطي، وضرورة دراسة العلوم التطبيقية وعلم النفس وغيرها من العلوم التي يحتاجها كل داعية لكي يطور من خطابه الدعوي وأنه لابد أن يكون هناك روح التنافس بين الأئمة للاهتمام بالجمهور.
من جانبه قال طارق القلعي، مدير عام متحف آثار الوادي الجديد، إن الحضارة المصرية باعتبارها تراثا عالميًا ستظل مصدر ولع وشغف وبحث ودراسة واستكشاف لعلماء الآثار والتاريخ على مستوى العالم، فلا تتوقف كنوزها عن التكشف، ولا تكف عن البوح بأسرارها المعجزة في كل يوم.
وتناول القلعي، في كلمته نشأة علم المصريات وجهود العلماء العرب والمسلمين والأوروبيين فى فك شفرة اللغة المصرية القديمة وكيف كانت الولادة الرسمية لهذا العلم هي إحدى النتائج العلمية التي ترتبت على الحملة الفرنسية، بالإضافة إلى موسوعتها الضخمة «وصف مصر».
ولفت مدير متحف آثار الوادي الجديد، إلى أن"الحضارة والموروث الثقافي المصري له خطوط أخرى فهو يعني بكل المفردات التي نحياها، كما استعرض هو الآخر بعض الأساطير، والأمثال الشعبية القديمة الموجودة حتى الآن"، موضحًا "لم ينقطع اتصالنا الحضاري بمصر القديمة، الاتصال بين مصر القديمة ومصر المسيحية ومصر الإسلامية وما بعدها هي سلسلة ممتدة عبر التاريخ".
وتابع طارق القلعي، "أن ترسيخ الهوية الوطنية والإنتماء موضوع مهم ولن يستقيم إلا بتناول التاريخ كما ينبغي في كافة الأماكن، وأن التعليم يجب أن يقوم على اللغة العربية ومعرفة تاريخ الأجداد".
