ذكر مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الموقف أصبح معقدا بعد اجتياح القوات الأوكرانية للحدود الروسية عند منطقة كورسك والاستيلاء على عدة قرى روسية منذ ما يقرب من أسبوع.
وأشارت كاتبة المقال روبين ديكسون في هذا السياق إلى ما ذكره محافظ منطقة كورسك أليكسي سميرنوف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقادة الأمنيين الروس، أمس الاثنين، أن اجتياح القوات الأوكرانية للمنطقة لما يقرب من سبعة أميال واستيلائها على عدد من القرى وصل إلى 28 قرية؛ جعل الموقف أكثر صعوبة بالنسبة للجانب الروسي.
ولفت المقال إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين طالب القوات الروسية باستعادة المناطق التي استولى عليها الجانب الأوكراني وطردهم من المنطقة، مؤكدا ثقته أن روسيا سوف تنتصر في نهاية المطاف.
وأكد بوتين في نفس السياق أن المهمة الأساسية التي تواجه وزارة الدفاع الروسية في الوقت الراهن هي بكل تأكيد الإطاحة بالقوات الأوكرانية من المناطق الروسية وتأمين الوضع على الحدود.
وفي الوقت نفسه اعترف الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي لأول مرة بقيام قواته باجتياح الحدود الروسية عند منطقة كورسك، قائلا خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الأوكرانيين أن قواته تسيطر في الوقت الحالي على مايقرب من 386 ميلا مربعا داخل تلك المنطقة.
ويوضح المقال أن القوات الروسية بدأت عمليات إجلاء للمدنيين في منطقة بولجورود التي تضررت جراء العملية العسكرية الأوكرانية الأخيرة عبر الحدود، في الوقت الذي وردت فيه تقارير عن اندلاع صراع شرس بين القوات الروسية والأوكرانية في المنطقة لمنع تقدم الجانب الأوكراني.
ولفت المقال إلى أن تلك التطورات تبرز حقيقة أن الجانب الأوكراني تمكن من حلحلة الوضع في ساحة القتال لصالحه من خلال العملية العسكرية في كورسك على نحو غير متوقع، في الوقت الذي تسيطر فيه القوات الروسية على ما يقرب من 20 في المئة من إجمالي الأراضي الأوكرانية.
ويشير المقال في سياق متصل إلى تصريحات نيكولاي فولوبييف أحد المسؤولين المحليين في منطقة كورسك التي يصف فيها الموقف بأنه "شديد التوتر" حيث طالب السكان المدنيين بمغادرة المنطقة حفاظا على أرواحهم.
ودفعت تلك التطورات السلطات الروسية إلى إعلان حالة الطوارئ في العديد من المناطق الجنوبية الحدودية وقامت بنشر المزيد من القوات لتعزيز الوجود العسكري، كما قامت بشن العديد من الهجمات الجوية.