من بعيد، ولوهلة من الزمن، سوف يخطف «الهرم المقلوب» أنظارك ليجعلك تشعر وكأنك في أوروبا، لما تراه من قطعة فنية معمارية، هي مبنى «قصر ثقافة الفيوم» المطل على بحر يوسف ويقابل محطة القطار. والذي أنشأه في عام ١٩٨٣ المهندس المصري المقيم بفرنسا عزت صقر، وبدأت وزارة الثقافة في إدارته عام ٢٠٠٢.
وأقيم المبنى على مساحة ١٩٠٠متر، ويضم ٧ أدوار و١٩ قاعة، تشغلها العديد من الأنشطة المتنوعة التي يقدمها المبدعون من رواد القصر في أكثر من مجال، الفنية والغنائية والمسرحية والأدبية والنوادي والتمثيل، بالإضافة إلى الفنون الشعبية.
وهناك قصص نجاح للكثير من المواهب التي خرجت من ثقافة الفيوم، من بينهم الفنان محمد جمعة، والفنان محمد أبو الوفا، ومحمد بطاوي، والممثلة دينا السواح التي شاركت مؤخرًا في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة». والكثير من الأدباء، منهم محمد شاكر وعصام الزهيري، والموسيقار عهدي شاكر.
عبر الزمن، تولى العديد من مدراء الإقليم مهام تشغيل الهرم المقلوب، منهم من أبدع وأعطى الكثير، وتميز بفن الإدارة والحس الفني؛ وآخر، بسوء إدارته وتعسفه وربما افتقاره للفكر الثقافي، بهدم روح القصر قبل أن تتهدم جدرانه، ويهجره أبناؤه بسبب إهمال المواهب والخبرات والكوادر والأدباء والمفكرين، الأمر الذي وصل هروب المواهب لافتقار القصر للأنشطة وتجميد الكثير منها، وكأنها لعنة أصابت القصر منذ أن تولت مدير عام الإقليم الحالية مهام عملها قبل ٦ أعوام.
ليُدار فرع ثقافة الفيوم بشكل عشوائي، لعدم وجود خطة أو رؤية أو أي أنشطة، لتجميد أغلبها ووجود صراعات ومشاحنات أدت لافتقار الفكر داخل المؤسسة الثقافية بالفيوم.
منفذ بيع الكتب
وقد طالب العديد من الأدباء والمفكرين مدير فرع ثقافة الفيوم بإعادة منفذ بيع الكتب، والذي كان موجودًا منذ سنوات، وكان يُقام معرض للكتاب مرتين في الشهر، مع استضافة الكثير من الأدباء والمفكرين. لكن، كما قيل، هناك خلاف بين مدير التسويق ومدير الفرع بشأن معرض الكتاب، بينما لم يتم تحضير أي فعاليات للأدباء والشعراء والكتاب من رواد القصر، كما يخلو منصب «الشئون الثقافية» منذ ٣ أعوام.
كما بحثت «البوابة نيوز» عن أنشطة فرع ثقافة الفيوم، وتبين عدم وجود أنشطة، وتجميد أغلب أنشطة الطفل، على الرغم من وجود ميزانيات سنوية تصرف من الهيئة؛ وأيضًا وجود أنشطة تنفذ بشكل غير معلن للجمهور «مجرد شكليات فقط»، وهي التي يُطلق عليها الرواد والجمهور «فعاليات في الضلمة»، وذلك من أجل الإيهام بأن هناك أنشطة جارية أمام الإدارة المركزية للهيئة؛ وغيرها ينفذ بشكل دوري بدون الإعلان عنها وتدشينها للجمهور والاعلام، مثل أنشطة نوادي المسرح، والفنون والمسرح القومي.
وهناك ٤ نوادي أدب، مثل نادي أدب «إطسا» و«سنورس» و«عرب البادية» لا تزال تحت التأسيس، وغيرها من أنشطة تجمدت ولم تنفذ من فترة كبيرة مثل أنشطة الطفل -خاصة نادي أدب الطفل الذي لم يعد ملموسًا-والمواهب، والمرأة، وعدم استخدام المسارح، وكذلك عدم التعاون أو المشاركة مع النوادي بسبب المشاكل، بينما تفرغت مدير الفرع لافتعال الأزمات الداخلية مع موظفي الفرع، والانخراط في «صراعات نسائية» وفق عدد ممن تحدثوا إلى «البوابة نيوز».
التحديات التي تواجهها الثقافة داخل الهرم المقلوب
على جانب آخر، وفي الوقت الذي تتكاتف فيه مؤسسات الدولة وتعقد بروتوكولات مشاركات وتنسيق للاستفادة والاستعانة ببعضهم البعض، مثل التعليم، والمجلس القومي للمرأة، والشباب والرياضة، وجامعة الفيوم، تبين انقطاع جميع العلاقات العامة الخارجية مع فرع ثقافة الفيوم لسوء الإدارة، وعدم استضافة النوادي أي أنشطة لفرع ثقافة الفيوم، لخلافها الدائم مع القائمين على النوادي، فيما تعاني أنشطة فرع ثقافة الفيوم من افتقار شديد في الميزانية.