الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ما الأرق العائلي وكيف يختلف عن العادي؟

الأرق
الأرق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأرق أزمة يعاني منها الكثير من الناس ولكن ما لا يعرفه الناس أن الأرق ليس نوع واحد فهناك أرق اسمه “الأرق العائلي” ويقال عنه الأرق القاتل وهو مرض وراثي ناتج عن طفرة في جين PRNP، يوفر هذا الجين تعليمات لإنشاء البروتينات التي تلعب أدوارًا مهمة في العديد من وظائف الجسم، ولكن عندما يتحور الجين فإن البروتين المنتج يصبح معيبًا وبعبارة أخرى ، يخطئ البروتين في الانطواء، اعتمادًا على موضع الطفرة ، يمكن أن ينتج الجين مجموعة متنوعة من الاضطرابات المعرفية والأمراض العصبية التنكسية مثل مرض جنون البقر في الماشية ومرض كروتزفيلد جاكوب والأرق العائلي المميت عند البشر، حيث تسبب الطفرة في هذا المرض هجومًا على منطقة المهاد في الدماغ ، التي تتحكم في دورات نومنا وتسمح لأجزاء مختلفة من دماغنا بالتواصل مع بعضها البعض.
 

وأجريت عليه العديد من الدراسات ومنها دراسة عام 1964 حيث سجل طالب بالمدرسة الثانوية الأمريكية رقم قياسي في عدم النوم لمدة 11 يوماً متواصلاً على الرغم من أن  بسبب لياقته الرائعة كان لا يزال قادرًا على لعب كرة السلة وعانت قدراته الإدراكية والحسية مع مرور الأيام وأصبح مزاجيًا بشكل متزايد وواجه صعوبة في التركيز وعانى من فقدان الذاكرة على المدى القصير والتعرض للهلاوس التي لم تكن موجودة من قبل كما ظهر عليه اعراض جنون العظمة وتم اكتشاف ان بالنسبة لعدد قليل من الناس في جميع أنحاء العالم، فإن النوم يعتبر رفاهية، إنهم يحملون داخل الحمض النووي الخاص بهم جينًا قاسيًا للغاية يسبب اضطرابًا نادرًا في النوم يسمى الأرق العائلي القاتل ويصاب عادة هؤلاء الأشخاص بهذا المرض في منتصف العمر حوالي في الخمسين.

حيث تبدأ الأعراض بالتعرق كما يلاحظ تقلص بؤبؤ العين بشكل محدد عند النظر في المرآة وبعض المرضى يعانون من الرعشات والإمساك بينما تدخل النساء فجأة في سن ليأس ثم يبدأ المصاب في الوصول إلى مرحلة صعوبة النوم والتي تزداد سوءاً مرور الأيام بينما يحاول المريض يائساً أن ينام لكنه لا ينجح ابداً في اقتناص عدة لحظات من النوم وتستمر هذه الأعراض لامخيفة لأشهر حيث تستزف طاقة الفرد ليصلح الأرق كلياً وبمجرد أن يصبح الفرد غير قادراً على النوم يحدث تقدم هبوطي في عملياته الحيوية ويفقد القدرة على المشي أو التوازن وتحدث خسارة كبيرة في الوزن ويكون معرضاً للنسيان ونوبات الارتباك والهلوسة التي تعتبر عرضاً شائعاً ، حتى أن بعض الناس يفقدون قدرتهم على الكلام وأخيراً بعد حوالي خمسة عشر شهراً من ظهور الأعراض الأولى، تموت الضحية بسبب الإرهاق الشديد ويموت البعض عاجلاً بينما يعاني آخرون لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
 

بدأ مرض الأرق العائلي القاتل فى القرن الثامن عشر ويعود إلى طبيب البندقية الذي عاش بالقرب من الحي اليهودي، حيث نقل المرض إلى ابن أخيه جوزيبي ومن هناك انتقل المرض من أبنائه إلى أبنائهم وأحفادهم حتى وصل عدد العائلات المتضررة في جميع أنحاء العالم الآن الى 40 عائلة ولكن يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 200 أسرة وأغرب ما في هذه العائلات أنه كان بإمكانهم اختيار عدم الإنجاب وإنهاء انتقال المرض لكنهم لم يفعلوا ذلك وتختفي العديد من الأمراض الوراثية القاتلة من تلقاء نفسها لأنها تسبب الموت قبل أن يتمكن حاملو الطفرة من التكاثر ولكن ليس الأرق المميتة وكتب عن هذه العائلة الكثير من الكتب.

لا يوجد حاليًا علاج للأرق العائلي المميت ولكن هناك أدوية يمكن أن توفر راحة مؤقتة للبعض وعلاج نفسي يمكن أن يساعد في حل المشكلة.