نفت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة، في إشارة إلى تقرير بوليتيكو الأخير حول اختراق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، أي نية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقالت البعثة إن الانتخابات الأمريكية هي قضية داخلية ورفضت التقارير ووصفتها بأنها “تفتقر إلى المصداقية”.
وعلى الرغم من النفي، قالت حملة ترامب إن اتصالاتها الداخلية، بما في ذلك ملفات التدقيق الحساسة لنائب الرئيس، تعرضت للاختراق في خرق يعتقدون أنه تم تدبيره من قبل قراصنة إيرانيين.
وظهر هذا الكشف بعد أن تلقت صحيفة بوليتيكو رسائل بريد إلكتروني من مصدر مجهول تحتوي على وثائق من داخل عملية ترامب، مما أثار مخاوف جدية بشأن أمن الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وسرعان ما أشارت حملة ترامب إلى "مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة"، وربطت الاختراق بتقرير صادر عن شركة مايكروسوفت حدد قراصنة إيرانيين بأنهم مسؤولون عن استهداف مسؤول رفيع المستوى في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي حين أن مايكروسوفت لم تذكر اسم الحملة المحددة، فإن توقيت الهجوم وطبيعته يشيران إلى أن إيران تستفيد مرة أخرى من قدراتها السيبرانية لتعطيل السياسة الأمريكية.
وأعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد أو مكان وجود ستة قراصنة تابعين للحكومة الإيرانية متهمين بتنفيذ هجمات إلكترونية على مرافق المياه الأمريكية في الخريف الماضي.
وأكدت وزارة الخارجية التزامها بتعقب هؤلاء المشتبه بهم ومحاسبتهم. تطورت استراتيجية الحرب السيبرانية التي تنتهجها طهران إلى عملية معقدة تهدف إلى تقويض العملية السياسية وزرع الفوضى.
هذه الحادثة الأخيرة ليست حالة معزولة، ولكنها جزء من سلسلة من التحركات العدوانية التي تقوم بها الجهات الفاعلة السيبرانية الإيرانية، بما في ذلك المجموعات المرتبطة بالحرس الثوري للتسلل إلى الانتخابات الأمريكية والتأثير عليها.
وسلط تقرير مايكروسوفت الضوء على العديد من المجموعات الإلكترونية الإيرانية، بما في ذلك Storm-2035 وSefid Flood، التي كانت تستعد لعمليات التأثير التي يمكن أن تحرض على العنف وتقوض ثقة الجمهور في العملية الانتخابية.
وتعكس حادثة القرصنة هذه ما حدث في الدورة الانتخابية لعام 2020 عندما حاول عملاء إيرانيون تخويف الناخبين ونشر معلومات مضللة.
ويُنظر على نطاق واسع إلى جهود إيران المستمرة لاستهداف الشخصيات والحملات السياسية الأمريكية على أنها جزء من استراتيجية أوسع للانتقام من مقتل الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في عام 2020.