عقد المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، ندوة بعنوان "المرأة الريفية مبدعة ومتلقية"، مساء اليوم الأحد، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وذلك ضمن سلسلة ندوات المحور الفكري للمهرجان الذي رفع شعار "المرأة المصرية والفنون الأدائية"، وشارك في تلك الندوة المخرج أحمد إسماعيل، والمخرج جمال قاسم، وأدار الجلسة الكاتب عماد مطاوع.
أستهل الكاتب عماد مطاوع حديثه قائلاً: اليوم أنا بين تجربتين مسرحيتين ثريتين هما المخرج المسرحي أحمد إسماعيل، والمخرج المسرحي والسينمائي جمال قاسم، فقاسم تخرج من كلية التجارة ثم درس المسرح وتخرج من معهد السينما عام 85، ثم سافر للسعودية وقدم مجموعة من المسرحيات وحصل على مجموعة كبيرة من الجوائز وله فيلم روائي طويل وهو "جاي في السريع" بالإضافة لعدد من الأفلام القصيرة.
وتابع: أما المخرج أحمد إسماعيل، فهو من مواليد المنوفية وهذا الميلاد أثر كثيراً في تكوينه وظهر هذا التأثير في تجربته الفنية التي اتضح من خلالها أثر البيئة التي نشأ فيها، واشترك وهو طالب بالإعدادية في فرقة مسرحية للهواة في بلدته، العالي للفنون المسرحية وكون فرقة مسرحية ثم سافر لفرنسا للدراسة وبعد عودته بنى مسرح في قريته وهو مخرج قدير في المسرح القومي وأخرج الكثير من العروض المسرحية المميزة على مدار تاريخه الثري الذي امتد نحو خمسين عام.
وقال المخرج أحمد إسماعيل: كان ليا الشرف في حضور أكثر من ندوة تابعة للمحاور الفكرية والتي اعتبرها إضافات مميزة، وحول تجربتي لا بد أن أشير إلى أن هذا الشغف بدأ منذ الطفولة حيث أنني بدأت بفرقة هواة منذ المرحلة الإبتدائية، والإعدادية في قرية، وكان هناك فرق هواة متعددة في المراكز المختلفة والقري، ثم انتقلت إلى القاهرة في الثانوية، وفي فترة المعهد اعدت أعضاء الفرقة من جديد، لنقدم عروض متنوعة.
وتابع إسماعيل: ولأن عنوان المحور الفكري مرتبط بالمرأة ودورها، فلا بد أن أشير إلى أنه حتى عام ١٩٧١ لم يكن هناك فنانات تمثل مسرح وكانت الرجال تقوم بالادوار النسائية، ولكن بعد ذلك أصبح هناك بعض من الممثلات تمثل خلال بيوت الثقافة، وعندما عزمت علي تكوين الفرقة انضم إلينا عناصر نسائية، من بينهم اختي الكبري وصديقاتها، وكان أبي متفتح ومتقبل الأمر ساعد كثيرا على نمو الفكرة وبناء الثقة، خاصة وأننا ننقاش في أعمالنا موضوعات القرية.
وأضاف إسماعيل: أن ما ساعد على جذب المرأة لمشاهده أعمالنا أننا كنا نخصص كراسي للسيدات، زاد ذلك من انتشارنا وأصبحنا نعرض كل عرض لمدة عامين، هذا بخلاف استعانتنا بسيدات في تنسيق ملابس العروض، تطور الأمر بأننا قدمنا عرض للأطفال استمر لمدة ١٠ سنوات بعنوان "اول كلامي سلام" وتتابعت أجيال عدة علي هذا العرض والفرقة نتيجة تكرار العرض، ونفس النجاح حصدناه في كل من عروض "اطيب أهل" ،" ليالي الحصاد"، "الزوبعة" وأصبح ضمن الفرقة سيدات عدة بأعمار مختلفة كنتاج عمل ٤٠ سنة من العمل المتواصل.
فيما قال المخرج جمال قاسم، إن علاقته بالمسرح بدأت منذ الطفولة بقصر ثقافة الغوري، والاشتراك بمكتبة قصر ثقافة الغوري، وفي إحدى الأيام وجدت إعلان عرض مسرحية بالقصر بطولة ممثلين من السكان والعاملين بالمنطقة، وقد ذهلت من كم الطاقات للممثلين الذين شاهدتهم في عرض مسرحي هناك، وخلق ارتباطي بالمسرح، ثم انتقلت لمسرح السامر، الذي استقيت منه الكثير، يكفي أنه كان يعرض فيه مهرجان ال ١٠٠ ليلة مسرح، لنشاهد يوميا ١٠٠ عرض مسرحي من كل أقاليم مصر، هذا بخلاف مشاهدتي لفنانات الريف عندما جاءوا للقاهرة مثل خضرة محمد خضر، وجمالات شيحة، وغيرهن، حتى أصبح لهن مكانة بفنهم في كل المحافظات.
وتابع قاسم: أنه من الحالات المذهلة التي تعرفت عليها "بثينه" تلك الفلاحة المصرية من الفيوم تمثل وتخرج وتنتج من بيتها وتعرض في بيتها ليأتي الجمهور يشاهدها يوميا مجانا مع أبطال فرقتها المكونة من افراد أسرتها وجيرانها، واتصلت بمدير قصر الفيوم لترتيب موعد معها وحضور إحدى البروفات التي تنفذها لعروضها، وتفاجأت بطاقة وإيمان غير عادي لذلك عزمت على تصوير فيلم يوثق هذه الحالة الفريدة للمرأة التي آمنت بالمسرح ودوره في قريتها.
وقد انطلق المهرجان القومي للمسرح المصري، يوم 30 يوليو الماضي ويستمر حتى 17 أغسطس الجاري، والذي تحمل دورته السابعة عشرة اسم سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، وبمشاركة 33 عرضا مسرحيا.