عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا بعنوان "أثر الحروب والصراعات الإقليمية والدولية على تنامي داعش".
وكشف التقرير الذي عرضته “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، عن أن الحروب والصراعات التي ضربت الإقليم والعالم عززت وجود التنظيمات المتطرفة، بل ساعدت في تنامي تنظيم داعش، والذي نجح في بتنفيذ عملية إرهابية مؤخرًا في سلطنة عمان، رغم عدم وجود فرع للتنظيم في منطقة الخليج، وأتاحت الحروب والصراعات التي ضربت العالم شرقه وغربه الفرصة لتنامي جماعات العنف والتطرف، خاصة وأنّ العالم بات مشغولًا بهذه الحروب عن أي جهود متعلقة بمواجهة هذا التنظيم، كما كان في العام 2014 والذي شهد ولادة التحالف الدولي لمواجهة داعش، والذي اشترك فيه أكثر من ثمانين دولة.
وأوضح التقرير أن نشوب الحرب الأوكرانية قبل أكثر من عامين شغل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عن مواجهة التنظيمات المتطرفة وبخاصة العابر منها للحدود والقارات، حيث خُصص الإنفاق العسكري للحرب في شرق أوروبا والصراع مع روسيا، كما تكرر الأمر بعد نشوب الحرب في السودان قبل أكثر من خمسة عشر شهرًا، فوفق تصريح وزير الداخلية السودان، خليل باشا سايرين، أن مجموعات تابعة لتنظيم داعش والقاعدة هربوا من بعض السجون ويُضاف لهم مجموعات تابعة لحركة حسم "الإخوانية"، حيث قال إن القوات الأمنية ألقت القبض قبل اندلاع الحرب على أكثر من 100 شخص ينتمون لثلاث تنظيمات إرهابية هم “القاعدة وداعش وحسم”، وهو ما يؤكد أن الحرب على الحدود المصرية أدت إلى الفوضى وبالتالي سمحت بعودة التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها داعش، ويُضاف إلى هذا وذاك الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي اندلعت قبل أكثر من تسعة أشهر، والتي وفرت ملاذًا آمنًا لجماعات العنف والتطرف وسمحت لها بالتمدد.
وأكد التقرير أن داعش أعادت تموضعها بعد الحرب والصراعات التي ضربت الإقليم والعالم، خاصة وأن العالم بات مشغولًا بحروبه عن مواجهة التنظيمات الأكثر تطرفًا والأكثر تهديدًا لأمنه، ولعل أبرز أمثلة استغلال وتوظيف تنظيم داعش وكل تنظيمات العنف والإرهاب للصراعات والحروب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما يحدث من خلاف في الرؤى والاستراتيجيات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في مواجهة روسيا والصين على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية؛ فبينما تذهب أمريكا لصياغة تحالفات وتعاون مع باكستان لمواجهة نشاط حركة طالبان باكستان يقابلها بل ويعاكسها استراتيجية روسية أفغانية بتعاون موسكو مع نظام طالبان في أفغانستان يتم من خلال ذلك التعاون والتنسيق ضرب فرع داعش في خراسان الذي يسبب المتاعب لروسيا مقابل تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لطالبان والعمل على رفعها من قوائم التنظيمات الإرهابية، وبين تضارب الرؤى والسياسات ينكب داعش على تجميع وتدريب المقاتلين من دول وسط آسيا ومن روسيا وينمو ويتسع نفوذه وأخطاره.