عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنفوجرافًا حول العمليات التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي خلال عام 2024.
وقالت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، إن تنظيم داعش الإرهابي اعترف بارتكاب 1258 هجومًا خلال 2024 منها 255 تفجيرا بالعبوات الناسفة و90 عملية اغتيال و14 هجومًا انتحاريًا، وهذه العمليات أودت بحياة 5909 من عناصر تنظيم داعش.
وأوضحت أن أبرز عمليات داعش في النصف الأول من 2024 شملت: 1 يناير هجوم ببلدة بارجارام في شمال الكاميرون، و3 يناير الهجوم على حفل ذكرى قائد الحرس الثوري الإيراني، و28 يناير هجوم على كنيسة في حي بويوك ديري بإسطنبول، وفي مارس 2024 هجوم على مدينة كروكوس في ضاحية كراسنوجورسك بموسكو، وهذا الهجوم شهد إطلاق الرصاص على 6 آلاف شخص، وفي 18 يوليو شن التنظيم هجومًا في مسقط بسلطنة عمان.
وأكدت أن عدد الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش وتوزعها على مناطق ودول عديدة على امتداد خريطة العالم يكشف بوضوح أننا أمام تنظيم تجاوز مرحلة الهزائم والانحسار التي سبق وأن تعرض لها بعد سقوط دولة خلافته المركزية في العراق والشام، وهنا يبرز السؤال: من المسؤول عن استنهاض داعش وعودته لتصدر المشهد الإرهابي؛ كاشفة عن أهم مناطق تواجد التنظيم في العالم وأهم فروعه وقياداته التي مهدت لعودة داعش الأخيرة، موضحة أن الفرع الأول يتمثل في “التنظيم الأم” مكتب بلاد الرافدين "العراق والشام" ويقوده أبو حذيفة العراقي، وكما سبق أن أشرنا فقد تقلص نفوذه في العراق وسوريا بعد فقدانه للكثير من مناطق وأراضي سيطرته هناك ومقتل أبرز قياداته التاريخية المؤسسة لدولة الخلافة في 2014، وثانيا فرع داعش في خراسان أو ولاية خراسان ويقوده ثناء الغفاري "شهاب المهاجر" وقد تصاعد نموه ونفوذه في الأعوام الثلاثة الأخيرة وخاصة بعد انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، فضلا عن فروع التنظيم في شرق إفريقيا والصومال بقيادة عبد القادر مؤمن الصومالي الجنسية "أبو حفص الهاشمي" وفرع غرب إفريقيا بقيادة “أبو مصعب البرناوي”؛ والذي تذهب مصادر للتأكيد على مقتله مؤخرًا، وهنا نتوقف أمام اسم عبد القادر مؤمن والذي تمت مبايعته كخليفة لداعش في أغسطس 2023 واعتباره الخليفة الداعشي الخامس والذي يعود له الفضل في نهضة داعش الأخيرة؛ حيث استطاع نقل مركزية التنظيم من منطقته الأم في العراق والشام إلى إفريقيا وولاية خراسان واعتمد على تعظيم القدرات البشرية ووالعسكرية والمالية، كما اعتمد على نهج نقل عملياته النوعية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، واستهدفته القوات الأمريكية المشتركة خلال الأسابيع الماضية في عملية نوعية قُتل على أثرها ثلاثة من كبار عناصر التنظيم ولكن لم يتأكد مقتل عبد القادر "أبوحفص الهاشمي".
وتابعت: وفي سياق حديثنا عن عودة داعش الأخيرة يمكن رصد ما يُمكن اعتباره تغيير أو تطوير في المرتكزات الفكرية والعقيدية والحركية للتنظيم، ويمكن إجمال أبرز تلك المتغيرات في النقاط التالية: الأولي: التخلي عن نهج تمركز المقاتلين والأنصار في أرض دولة الخلافة الأم (العراق والشام ) بعد أن طالب التنظيم أنصاره والراغبين في الالتحاق بصفوفه والهجرة إلى دولته للمشاركة في القتال في العراق وسوريا إلى التوجه إلى أرض الهجرة والجهاد الجديدة بالمصطلح الداعشي قاصدين خراسان وإفريقيا أو البقاء في بلدانهم وتنفيذ عملياتهم وجهادهم هناك عندما تسنح لهم الفرصة أو تأتيهم التعليمات؛ ويعني استخدام تكتيك الخلايا النائمة أو الذئاب المنفردة، وثاني تلك المتغيرات أن الخليفة الداعشي الخامس وهو عبد القادر مؤمن وكنيته "أبو حفص الهاشمي" صومالي إفريقي؛ مما يعني أن داعش تخلى عن شرط أساسي من شروط ولاية الخليفة الشرعية وفقًا لمحددات التنظيم الفقهية وهو أن يكون الخليفة قرشيًا هاشميًا، ومن ناحية أخرى جاءت عملية مسقط الإرهابية لتؤكد على نهج ثابت وأصيل في المكون الفكري والعقيدي للدواعش منذ التأسيس الأول للدولة الإسلامية في العراق على يد أبو مصعب الزرقاوي وكان وقتها منتميًا لتنظيم القاعدة؛ حيث كان استهداف الشيعة كطائفة مذهبية ووضعهم على قمة أولويات الزرقاوي؛ أي استهدافهم كأعداء وكانت تلك القضية نقطة خلاف بين الزرقاوي وأسامة بن لادن في الأولويات لا أكثر.
واستطردت: ومع إعلان دولة داعش في 2014 تزايد التركيز على استهداف الشيعة من القيادات والرموز الدينية والسياسية إلى المساجد والأضرحة "الحوزات" إلى مناطق التواجد السكاني والأسواق والتجمعات، وجاء الهجوم على مسجد الإمام علي بمسقط ليلة الاحتفال بيوم عاشوراء ليؤكد من خلاله قائد الهجوم وفي الفيديو المصور معاداته للشيعة كطائفة خارجة عن الإسلام وفقًا لرؤى داعش، كما جاءت عملية مسجد مسقط لتؤكد على اعتماد داعش على تكتيك الذئاب المنفردة في شن هجمات يصعب توقع القيام بها مسبقًا؛ مما يُزيد من مخاطر إرهاب داعش ويصعب من سبل دحرها.