قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه في تطور خطير وغير مسبوق جاءت العملية الإرهابية التي نفذها ثلاثة أشقاء عمانيين الأسبوع الماضي ضد تجمع احتفالي بيوم عاشوراء بعد صلاة العشاء في ساحة مسجد الإمام علي في منطقة الوادي الكبير بمسقط عاصمة دولة عمان، وأسفر الهجوم عن مقتل ستة أشخاص بينهم رجل شرطة وقُتل أيضًا منفذي العملية بعد مواجهات مع الأمن العماني، وأصيب أكثر من 28 شخصًا من المتواجدين في ساحة المسجد.
وأضافت "عبدالرحيم"، خلال تقديمها برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن هذه العملية هي الأولى التي تقع في منطقة الخليج العربي؛ وأحدثت حالة من الصدمة في الشارع العماني الذي اعتاد على الأمن والهدوء ولم يعرف العنف والإرهاب؛ حيث يعيش المجتمع العماني في أجواء من التسامح بين مختلف طوائفه المذهبية من السنة والشيعة من السكان المحليين والأجانب
وأوضحت أن تنظيم داعش بادر بإعلان مسؤوليته عن الهجوم وتم تناقل فيديو مصور سجله منفذو العملية وهم يبايعون خليفة داعش، مشيرة إلى أن عملية مسقط الإرهابية فتحت الباب للتساؤل حول الكثير من القضايا وأبرزها: هل تكون بداية لوقوع دول منطقة الخليج في محيط استهدافات داعش؟.. وهل يعني ذلك أن داعش قد غير من استراتيجيته وفتح جبهات جديدة وغير تقليدية؟؛ خاصة وأن عملية مسقط تأتي في ظل تنامي مؤشر هجماته والعمليات التي نفذتها عناصره في أكثر من مكان في العالم؛ الأمر الذي يدفع للبحث عن عوامل الصعود والنمو والتمدد التي حققها التنظيم منذ بدايات العام الحالي عقب مرحلة الهزائم والانكماش والضعف التي أصابت داعش بعد انحسار دولة خلافته المزعومة وسقوط أغلب مناطق نفوذه في العراق والشام ومقتل أبرز قياداته المؤسسة، وهل يكون لتزايد مناطق النزاعات والحروب التي يشهدها العالم أثرًا في ذلك النمو والتمدد الداعشي؟.
وما هي انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية وما ترتب عليها من توترات وتصاعد حدة المواجهة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة وبين روسيا والصين في الجهة المقابلة؟، وما تأثير العدوان الوحشي الذي تشنه آلة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة؟، بل أن مجال التساؤلات يتسع ويعود ليتوقف أمام الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان وتسليم البلاد لحكم طالبان والانسحاب المفاجئ أيضا لقوات التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب في دول الساحل والصحراء بقيادة فرنسا من مالي، وكيف تستغل تنظيمات الإرهاب العابرة للحدود وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي أوضاع الدول "الرخوة" والحدود المستباحة والصراعات المذهبية والقبلية والفقر والإفقار والفساد السياسي والمالي في تلك الدول لتوسيع النفوذ وكسب الأنصار وخلق ملاذات آمنة ومستقرة؛ بمعنى شامل ما أثر غياب إرادة ورؤية واستراتيجية شاملة ومتكاملة على الصعيد الدولي لمواجهة الإرهاب وأفكاره ومخاطره؟، وما أثر كل تلك العوامل والأحداث والسياسات على عودة تنظيم داعش وتصدره للمشهد الإرهابي الأسود؟.