الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مجزرة الفجر بمدرسة التابعين.. مذبحة جديدة للاحتلال في غزة.. 100 شهيد فلسطيني وعشرات الجرحى حصيلة أولية للضحايا.. والدفاع المدني: إسرائيل قصفت النازحين بـ 6 آلاف رطل متفجرات

مجزرة مدرسة التابعين
مجزرة مدرسة التابعين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

“مدرسة التابعين” مجزرة جديدة تنضم إلى العشرات من المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة والتي خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط أوضاع إنسانية قاتلة منذ السابع من أكتوبر الماضي. 

المجزرة الاخيرة التي وقعت فجر اليوم السبت، خلفت أكثر من 100 شهيد بالإضافة إلى عشرات المصابين، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل طويل من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث قصفت طائرات الاحتلال مدرسة التابعين الواقعة بمنطقة الدرج وسط قطاع غزة، وتستخدم لإيواء النازحين بضربات متتالية. 

قصف مصلين الفجر بـ 3 صواريخ 

 ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن طيران الاحتلال قصف النازحين بشكل مباشر  أثناء تأديتهم صلاة الفجر بـ3 صواريخ يزن كل واحد منها ألفي رطل من المتفجرات، ما أسفر عن مذبحة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات، فيما أفاد قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل باستشهاد قرابة 90% ممن كانوا يؤدون صلاة الفجر. 

وأفادت وسائل إعلام عربية أن مجزرة الفجر التي ارتكبتها قوات الاحتلال تسببت في كارثة إنسانية كبيرة حيث تناثرت أشلاء الضحايا في كل مكان، وأظهرت مقاطع فيديو انتشار جثث متفحمة وأشلاء متناثرة في موقع استهداف المصلين أثناء صلاة الفجر، الأمر الذي يجعل أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع.

قصف 13 مراكزًا لإيواء النازحين خلال شهر

واستهدفت قوات الاحتلال 13 مركزا لإيواء النازحين منذ بداية الشهر الحالي، كان أخرهم مدرسة التابعين، والمكونة من طابقين الأول كان يؤوي النساء والأرضي كان مصلى للنازحين، وفقا لما ذكره الدفاع المدني الفلسطيني. 

استهداف المدارس والنازحين

ويعد استهداف مدرسة التابعين آخر جرائم الاحتلال تجاه النازحين، حيث ارتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها جيش الاحتلال في غزة فقط خلال أسبوع واحد فقط إلى 6 مدارس، مما خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى.

 الخميس الماضي، استشهد 15 فلسطينيا وأُصيب عشرات، بينهم أطفال، إثر استهداف طائرات حربية إسرائيلية مدرستي الزهراء وعبد الفتاح حمود، اللتين تؤويان نازحين بحي التفاح، شرق مدينة غزة، وفق جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة.

وفي الرابع من أغسطس الجاري، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع، في بيان، استشهاد 30 فلسطينيا وإصابة العشرات -80% منهم أطفال- في قصف إسرائيلي استهدف مدرستي النصر وحسن سلامة في حي النصر (غرب مدينة غزة).

وفي الثالث من أغسطس، استشهد 16 فلسطينيا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة، وفق الدفاع المدني بغزة.

الاحتلال يبرر المجزرة

واعترفت قوات الاحتلال بتنفيذ القصف الوحشي على المدرسة، بذريعة أنها مركزًا لقيادة حركة المقاومة "حماس"، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة إكس، إنه بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك "جهاز الأمن العام" والقيادة الجنوبية للجيش أغارت طائرة على من وصفهم بـ"مخربين" عملوا بمقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين (بمدينة غزة) التي تستخدم مأوى لسكان المدينة.

وزعم أدرعي أن عناصر حماس استخدموا مقر القيادة بالمدرسة للاختباء وللترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات جيش الدفاع وإسرائيل.

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن مجزرة مدرسة التابعين تمثل "جريمة مروعة وتصعيدا خطيرا في مسلسل الجرائم التي ترتكب في غزة على يد النازيين الجدد"، كما أنها تمثل أيضا "تأكيدا واضحا من الحكومة الصهيونية على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني".

وأضافت حماس أن "جيش الاحتلال يختلق الذرائع الواهية والأكاذيب المفضوحة لاستهداف المدنيين والمدارس والمستشفيات".

وأكدت أن "تصاعد الإجرام الصهيوني في قطاع غزة لم يكن ليتواصل لولا الدعم الأميركي، وهو ما يجعل واشنطن شريكة فيه"، وفق ما جاء في بيان الحركة.

وطالبت الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياتهم والتحرك العاجل لوقف هذه المجازر ووقف العدوان الصهيوني المتصاعد ضد الفلسطينيين العزل.

إدانات دولية لمجزرة مدرسة التابعين

وأدانت العديد من الدول والمنظمات المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق النازحين في غزة، حيث أكدت الخارجية المصرية أن إصرار قوات الاحتلال على استهداف وقتل الفلسطينيين عمدا دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى إسرائيل لإنهاء الحرب.

واستنكرت مصر استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، فى استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالبة بموقف دولى موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل.

واعتبرت مصر أن استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، هو دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلى لإنهاء تلك الحرب الضروس، وإمعان فى استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين تحت وطأة كارثة إنسانية دولية يقف العالم عاجزاً عن وضع حد لها.

فيما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني اليوم السبت بشدة "الاعتداء الوحشي الذي شنه الكيان الصهيوني صباح اليوم على اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مدرسة التابعين بحي الدرج بغزة، أثناء أدائهم صلاة الفجر، ما أدى إلى استشهاد وجرح المئات من المدنيين الفلسطينيين".

وأضاف كنعاني : "إن السبيل الوحيد للتعامل مع هذا النظام السفاح هو التحرك الحازم والحاسم من جانب دول العالم الإسلامي والمحبة للحرية في الدعم العملي للأمة الفلسطينية ونضالاتها المشروعة ومقاومتها ضد الاحتلال وعدوانه"، بحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء.

وأكد كنعاني أن الجريمة التي وقعت في مدرسة التابعين هي مثال واضح وصريح لتهديد السلم والأمن الدوليين، مطالباً باتخاذ إجراءات فورية وفعالة من قبل مجلس الأمن الدولي استناداً إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لاحتواء ووقف الجرائم اللا محدودة لهذا النظام القاتل للأطفال".

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج في قطاع غزة، واعتبرت أن قصف إسرائيل المدرسة يمثل خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي واستهدافا ممنهجا للمدنيين.

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مصلين نازحين بمصلى مدرسة التابعين بحي الدرج بغزة هو جريمة حرب مكتملة الأركان، مضيفة أن ذرائع جيش الاحتلال لتدمير المدارس هي ذاتها التي استخدمها لتدمير المستشفيات من قبل وثبت كذبها.

وأكدت أن تقاعس المؤسسات والمحاكم الدولية في إعلان قادة الاحتلال مجرمي حرب ساهم في تماديهم.

وأدانت وزارة الخارجية السعودية، مجزرة الاحتلال بحق النازحين في مدرسة "التابعين"، كما أكدت ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة، الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة.