الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

التواجد الإيراني في إفريقيا.. صراعات في منطقة البحر الأحمر.. ومحاولات للسيطرة على منطقة القرن الإفريقي

مواجهة العقوبات الغربية بالحصول على الثروات الإفريقية ووهم تنمية القارة

التواجد الإيراني
التواجد الإيراني في إفريقيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصبحت القارة الإفريقية هي الأكثر استقطابا للحراك العالمي نحو السيطرة على النفوذ، بين صراعات روسي والولايات المتحدة الأمريكية، ودخول الصين والهند في المعادلة، تتطلع إيران للدخول داخل الأراضي الإفريقية، وهي معاها عكازي الاقتصاد والسلاح من ناحية، والسيطرة الدينية وتصدير مفهوم الثورة الإيرانية من ناحية أخرى، وخاصة في الدول التي تشهد تواجد نسبة كبيرة من المسلمين في القارة الإفريقية.

وحسب ما ذكره لوكاس ويبر، كبير المستشارين في شركة فالنس جلوبال، في تصريحات لـ راديو أوربا ، قبل اغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وفي مطلع العام الجاري، حينما تسلم أوراق سفير بوركينا فاسو في إيران، قال رئيسي أن إيران تسعى للتوسع في العلاقات مع دول القارة، وتمثل ذلك في سعي إيران لتوسيع تواجدها داخل القارة من خلال التوسع في التجارة وإقامة وتمويل جامعة إيرانية داخل أفريقيا، بالإضافة لتخطي العقوبات المفروضة عليها.

إيران تواجه العقوبات الغربية بالتواجد الإفريقي:

كما تواصل طهران إيجاد فرص تجارية مع دول القارة لمواجهة عقوبات الدول الغربية، وهو ما تأكيد لتصريحات أهم المسئولين في إيران أن الشراكة مع الدول الإفريقية نجاح كبير لإيران، وخاصة أنها تستطيع تصدير منتجاتها المختلفة بما فيها الأسلحة المصنعة فيها،  والحصول على الثروات التي تمتلكها إفريقيا من ثروات زراعية ومعادن نفيسة، وهو ما أكده أيضا الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي كون أول رئيس إيراني يقوم بجولة في القارة وزيارة ثلاث دول بعد أكثر من 100 عام.

حسب التطلعات الإيرانية التي ذكراها " رئيسي"، فإن طهران نجحت في نقل التكنولوجيا بشكل جيد لها، وهو ما غير نظرتها تجاه القارة الإفريقية، كما أنها غيرت كثير من المفاهيم التي نقلها الغرب لإفريقيا ومنها أن القارة مقصد لنهب الثروات وأن الغرب يريد القارة لنفسه، حسب ما ذكرته "إرنا" وكالة الأنباء الإيرانية.

وفي إشارة سابقة حسب ما ذكره عبدالجليل سليمان، الكاتب السوداني، فإيران حولت الحلم بالدخول إلى القارة لحقيقة، وهو توجه استراتيجي تنتهجه وأعلنته في الملتقى الدولي الثاني بين إفريقيا وإيران، وهذه المحاولات فشلت كثيرا في وقت سابق وعلى مدار أربعة عقود، حينما أرادت التوغل في السودان عن طريق جماعة الإخوان المسلمين في السودان.

تواجه طهران الكثير من العقبات في القارة منها الفشل في تصدير فكرة الثورة حيث تختلف التوجهات في الجانبين، حلم دول القارة يريد الاستقرار  بعدما انهكت الحروب والفقر والصراعات العرقية دول إفريقيا، فرفضت كل التوجهات التي من شأنها تعطيل عملية التنمية.

حسب ترويج محمد صادق قنازاده، المسؤول الإعلامي الإيراني، أن مستقبل التجارة العالمية سيتحدد في القارة الإفريقية وهو ما يتم السعي له من خلال تعميق العلاقات الاقتصادية بعقد قمة تجارية للمرة الثانية في خلال عام واحد، بحضور ما يزيد عن 40 دولة إفريقية، وهو مانقلته وكالة مهر الإيرانية.

بينما يرى المحلل السياسي السوداني، محمد تورشين، هنا تأثير إيراني داخل القارة الإفريقية، خاصة أن هناك استراتيجية وضعتها بوتيرة سريعة، ومطامع استعمارية، ومزاحمة التواجد الغربي في القارة، كما أن هناك نزاع على القارة بشكل أصبح واضحا، وهو ما نراه في دعم بعض الدول في إفريقيا ومحاولة التواجد في الصراع السوداني من ناحية، وجعل القارة ساحة لتصفية الصراعات، والخيارات التي تمتلكها الدول الإفريقية لمواجهة التغلغل الإيراني وغيره، محدودة للغاية، في ظل أبعاد محدودة للقارة، كونها دول فقيرة في حاجة ماسة للتقنيات الخارجية، ونجاح دول القارة ليس في باتباع شعارات خارجية تدعي أنها تعمل على تنمية القارة، ولكن أن تجد صيغة عمل مشترك، وتبتعد عن ساحة الاستقطاب للدول التي تتطلع للسيطرة على القارة لتحقيق نجاحات على حساب دول أخرى.

وحسب دراسة أعدها مركز أبعاد حول التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر وتاثيره على الأمن الإقليمي:

فإن العلاقات الإيرانية الإفريقية بدأت عام 2005 في ظل وجود أحمد نجاد، واستخدمت وقتها القوة الناعمة، المتمثلة في ضرورة امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية لدول القارة في رسالة لأمريكا بأنها قادرة على التواصل الخارجي وتغير الصورة عن إيران بأنها دولة منفتحها، فاتجهت نحو القرن الإفريقي، ومنطقة البحر الأحمر، واختارات إيران "القرن الإفريقي" كونه يمتلك أهمية استراتيجية فدول القرن الإفريقي تطل على المحيط الهندي، كما تتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وبالتالي يمكنها السيطرة على مضيف باب المندب، حيث تمثل 40  بالمائة من تجارة النفط العالمية، ومن ناحية أخرى أن التحركات العسكرية القادمة من أوربا والولايات المتحدة ناحية الخليجة العربي، تمر من خلال باب المندب، بالإضافة للثروات الطبيعية التي تمتلكها دول المنطقة، كاليورانيوم، والكوبالت، والتي تُستخدم في الصناعات النووية،  فاتجهت نحو دعم الجماعات الأصولية المتطرفة في الصومال واليمن، وهو ما وصفه الخبراء بتهديدات تلاحق منطقة البحر الأحمر بخلق صراع إقليمي في المنطقة .