عقد المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، ندوة وحفل توقيع كتاب الفنانة سلوى محمد علي، مساء اليوم الجمعة، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، والذي تم تكريمها خلال حفل افتتاح الدورة السابعة عشرة، "دورة سميحة أيوب"، وأدار الندوة الدكتور هاني أبو الحسن، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية السابق، وبحضور نسرين نور مؤلفة كتاب سلوى محمد علي.. عاشقة المسرح الدؤوبة".
سلوى محمد علي فنانة مصرية تخطت حدود المحلية إلى العالمية
وقال الدكتور هاني أبو الحسن سلام: إنها فنانة مصرية تخطت حدود المحلية إلى العالمية، حينما تسمع اسمها في أذنك يتبادر إلى خيالك مستوى رفيع من القوة الفنية، والحضور اللافت لشخصية فريدة، وإذا رأيت أحد أدوارها لا بد أن يقارن خيالك بأدوارها الأخرى، فتتعجب من قدرتها على التخلص من شخصيتها الحقيقية وذوبانها في الأداء التمثيلي المتمكن وشديد التنوع من التراجيديا المفرطة إلى الكوميديا الخفيفة إلى كارتون الأطفال الجاد والخفيف أيضا.
وتابع: هي فنانة قادرة على جذب انتباهك واكتساب احترامك أينما حلت ومهما قدمت من أدوار، ومن الصعب أن تحكم على أي من أدوارها بجملة أو كلمة، لأنها تعمل بجهد على تحليل الدور ومستوياته في الأحداث الدرامية والسياقات المختلفة حتى تظهر بصورة متكاملة لا بد للمتلقي أن يتأمل كثيرا قبل أن ينطق برأي، مجرد رأي، فلنرحب معا بالنجمة سلوى محمد علي.
وقالت نسرين نور مؤلفة الكتاب: لا بد أن أشير الى أنني سعدت بالكتابة عن الفنانة سلوى محمد علي، فهي تشبهنا وواحدة مننا، ورغم أنني كنت متوجسة في البداية من هذا التعاون ولكن كانت الثقة متبادلة، وكان التعامل سلس وبسيط، وكنت أتمنى الحصول على المقالات التي تم الكتابة عنها في العروض المسرحية التي شاركت بها، لكن هي ساعدتني بإمدادي بالعديد بالمعلومات.
وأضافت: ما لفت نظري أنها فضلت خلال الكتاب أن توثق لجيلها كله وليس تجربتها الشخصية فقط، لأنها بنت هذا الجيل، فأي انجاز حدث لها كانت حريصة أن ينسب لجيلها بأكمله وليس لشخص واحد فقط.
وقالت الفنانة سلوى محمد علي: أصحاب الفرق المستقلة قاموا بدور كبير في تاريخ المسرح المصري، ولذلك حرصت علي الإشارة لهم في كلمتي خلال تسلمي التكريم، خاصة أن كثيرين من مبدعينا ونقادنا فقدناهم في مسرح بني سويف، لذلك وجدت أنني أحمل علي عاتقي ان أوثق قدر المستطاع لكل زملاء جيلي، وبالفعل وجدت اهتمام من وزير الثقافة الذي أكد على دعم أرشفة وتوثيق أعمال الفرق المستقلة.
وتابع: ما وصلت إليه الآن بفضل أساتذتي في معهد الفنون المسرحية، ومنهم العظيم جلال الشرقاوي الذي كان لديه اهتمام خاص بالمسرح الإغريقي، وقد رشحني بعد تخرجي لدور في مسرحية "ع الرصيف" بطولة سهير البابلي التي تعلمت منها الكثير حول احترام المسرح ومواعيده مهما كانت الظروف، حيث كانت مريضة بالقلب وكانت تأتي للمسرح يومياً بعد جلستها العلاجية بالمستشفى.
وأشارت الفنانة عزة الحسيني في مداخلة لها: أراها فنانة متواضعة، عملت في السينما والدراما والإذاعة، وقدمت أدوارا مؤثرة وعندها قناعة تحسد عليها، بل استطاعت من خلال أدوارها أن تصنع منها بطولة حتي ولو كانت مساحتها صغيرة، وهي لديها إيمان بدور المسرح وتمتلك شخصية فنية وصاحبة فكر ونظرة ثاقبة .
وفي كلمة وفاء الحكيم أكدت، أن سلوى محمد علي فنانة حرة من طراز فريد، تختار تجارب مغايرة طالما مؤمنة بها، وقدمت بطولة أفلام قصيرة لطلبة معاهد السينما لأنها مؤمنة بها، وما يميزها انها احتفظت بمكانتها، واختارت أن تظهر في الوقت المناسب، ولم تلهث أبدا للظهور، لهذا السبب أراها أيقونة لفنانة حرة.
فيما قال المخرج عمرو قابيل: أؤيدها لأنها أيقونة، وقدرت كل أساتذتها التي تعلمت منهم، وعندها إحساس بالمجتمع ورسالة وهدف فني واضح.
وقد أعرب السيناريست سيد فؤاد، عن سعادته بتكريم الفنانة سلوى محمد علي قائلا: بحب أعمالها ومفتقدها جدا على خشبة المسرح، وأتمنى أن أراها قريباً في عرض، رغم أنها تعوض ذلك بأدوارها المميزة في السينما والتلفزيون.
وقالت الناقدة الدكتورة سامية حبيب: شهادتي فيها مجروحة، لأنها بالنسبة لي الأخت الكبري والصديقة، ودائما ما تكون خير داعم، وبخلاف ذلك يحسب لها سعيها الكبير للبحث والمذاكرة قبل قبول أي دور، ومع ذلك يبدو أداءها بسيط مع هضمها لعمق الشخصية، ولذلك لها منهج خاص بعيدا عن التقمص الشديد، لذلك هي حلقة وصل بين جيل أساتذتنا والجيل الحالي، وهذه الرؤية والثقافة والمنهج نقلتها لأجيال أصغر عبر العديد من الورش التي تشارك فيها.
وقد انطلق المهرجان القومي للمسرح المصري، يوم 30 يوليو الماضي ويستمر حتى 17 أغسطس الجاري، والذي تحمل دورته السابعة عشرة اسم سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، وبمشاركة 33 عرضا مسرحيا.