تحذيرات بشأن التحركات الإيرانية اليومية، بالإضافة للهجة التصعيدية من مسئولين إيرانيين لتأكيد قيام طهران بعملية غير مسبوقة للرد على حادث اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لذلك المخاوف تتجدد داخل المشهد السياسي والعسكري السوري بعد التوترات الأمنية الجديدة الخاصة بحادث اغتيال هنية.
وتحديدا ما قد يعود بالنفع على هيئة تحرير الشام الإرهابية "جبهة النصرة سابقا"، لأن اندلاع أي أعمال عسكرية بين إيران أو لبنان من جانب ودولة الاحتلال من جانب سيؤدي بالضرورة لانشغال التنظيمات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة، ما قد يجعلها عاجزة عن مساعدة قوات النظام السوري في حماية المدن والمناطق التي استعاد سيطرته عليها، ويغذي في الوقت نفسه الشعور لدي الجماعات المهزومة بإمكانية استعادة معاركها القديمة مع النظام السوري.
في الإطار ذاته، فإن التخوفات التي تتجدد بخصوص انتظار جماعات متطرفة لفرصة مناسبة لاستعادة معاركها القديمة مع قوات النظام السوري، خاصة بعد اجتماع بين قيادات خطرة داخل ميليشيات هيئة تحرير الشام الإرهابية التي يتزعمها "أبو محمد الجولاني"، لمناقشة الطريقة المناسبة لاستغلال انشغال التنظيمات المسلحة الموالية لإيران بالتأهب والاستنفار تحسبًا لقيام أي أعمال عسكرية بين إيران أو لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
في السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له اليوم، إنه علم أن الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، ناقش مع قيادات عسكرية وأمنية في جماعته، إمكانية الهجوم على القرى والبلدات في ريفي إدلب وحلب للوصول إلى طريق دمشق-حلب أو ما يعرف بـ m٥، وتأمين حماية أكبر للقرى في جنوب إدلب وشمال حماة، في حال اندلاع حرب بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية أو في لبنان، لاستغلال الفرصة ومباغتة قوات النظام حينها.
ولفت المرصد في بيانه إلى حديث الجولاني إلى قيادات جماعته الإرهابية وتطلعه إلى إمكانية الوصول إلى مدينة حلب في حال تهيئة الأسباب لذلك. بما يعني أن بقاء الجماعات المتطرفة في مناطق في سوريا، وإن كان مُبعدا وجرى إزاحته ناحية الحدود، فلن يؤدي إلى تحقيق أي تسوية سياسية مثلما يأمل المجتمع الدولي لأنها تنتظر الفرصة المناسبة لتجديد القتال والمعارك، دون النظر إلى حالة الدمار والتخريب الذي وصلت إليه الدولة السورية على مر سنوات طويلة من الأزمة.
استنفار أمني
وتنذر خطوة اغتيال هنية بخطورة تصعيد حدة التوترات الأمنية، وأن التنظيمات المسلحة التابعة لإيران فى المنطقة، خاصة فى سوريا سوف تتأهب لاتخاذ أى رد تضامنا مع حركة حماس.
وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، فى بيان سابق، أن القوات الأمريكية استنفرت فى القواعد العسكرية بسوريا، بالتوازى مع تحركات الميليشيات الإيرانية المتمركزة فى غرب الفرات، حيث شهدت كل من القواعد المتمركزة بحقل العمر النفطى ومعمل كونيكو للغاز وخراب الجير والشدادي، استنفارا كبيرا، إضافة إلى قاعدة التنف، ورصدت القوات سربا من الطائرات المسيرة كانت فى طريقها لاختراق أجواء منطقة الـ٥٥، فى حين عادت الطائرات باتجاه الأجواء العراقية.
وأضاف، أن مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية شهدت استنفارا أمنيا مشددا، وإزالة للرايات من على المقرات، وإخفاء للآليات فى بعض النقاط المكشوفة ابتداء من البوكمال عند الحدود السورية- العراقية وصولا إلى مدينة دير الزور مرورا بالميادين، إضافة إلى المواقع فى البادية السورية والقريبة من قاعدة التنف الأمريكية. وجاءت عملية الاستنفار بالتوازى مع نشاط طائرات الاستطلاع المجهولة فى سماء المنطقة.
مناوشات أولية
مؤخرا، أجرت قوات التحالف الدولي لهزيمة داعش الإرهابي عدة تدريبات عسكرية مكثفة بالاشتراك مع قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، تحسبًا لأي هجمات من قبل التنظيمات الموالية لإيران.
وأحبطت قوات سوريا الديمقراطية، الأربعاء الماضي، هجوما نفذته المجموعات المحلية الموالية لإيران على مناطق شرق الفرات بريف دير الزور في يومه الأول، وتقدمت “قسد” للتمركز في النقاط المتقدمة التي تراجعت عنها، فيما لا تزال القوات العسكرية تحضر لمحاولة جديدة للهجوم على بلدة ذيبان للوصول إلى مناطق شرق نهر الفرات وتهديد وجود القوات الأمريكية المتمركزة في حقل العمر النفطي.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اجتماعا عقد الأربعاء الماضي، ضم قيادات ومسئولين إيرانيين، لتقييم نتائج الهجوم والحض على تكرار الهجمات ضد مناطق “قسد” والمصالح الأمريكية.
وقتل خلال الاشتباكات وسقوط القذائف، ٣ من المسلحين الموالين لإيران، كما استشهد ٣ مدنيين، بالإضافة لإصابة أكثر من ١٠ أشخاص.
واستهدف الطيران الحربي الأمريكي بالأسلحة الرشاشة نقاط يتمركز ضمنها مسلحين محليين مواليين لإيران عند ضفة نهر الفرات الغربية الملاصقة لمحطة محكان في الجهة المقابلة لبلدة ذبيان بريف دير الزور.
ويستخدم المسلحون المحليون محطة محكان نقطة لاستهداف مواقع “قسد”، كما تعتبر خط إمداد المسلحين للهجوم على محطة حقل العمر في الجهة الشرقية للنهر.
وهاجمت مجموعات من المسلحين المحليين والدفاع الوطني والموالين لإيران، على مواقع قوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات بريف دير الزور، بغطاء من المدفعية وقذائف الهاون.
ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس دير الزور وهجين العسكريين من جهة، والمجموعات المهاجمة من جهة أخرى في محيط قرى ذيبان ٤ كيلومترات من قاعدة حقل العمر النفطي أكبر القواعد في سورية.
وفرضت قسد حظر تجوال كلي في بلدات غرانيج والكشكية وأبوحمام بريف دير الزور، تزامنا مع إطلاق حملة تمشيط واسعة بحثا عن مسلحين محليين.
كلام في الهواء
باتت التنظيمات المسلحة الموالية لإيران فى حالة استنفار تام، ويرى المراقبون أن الأمور ربما تنسحب لحرب فى المنطقة وهو ما تستبعده الولايات المتحدة الأمريكية التى نفت علاقتها باغتيال هنية وأوضحت أنها تركز فقط على ملف وقف إطلاق النار فى غزة.
بينما قلل البعض الآخر من المراقبين من خطورة عملية الاغتيال مستشهدا بعملية اغتيال قاسم سليماني، القائد العسكرى الإيرانى الأبرز، وأن الوعيد الذى أطلقته إيران عقب اغتياله لم يكن إلا مجرد كلام فى الهواء