ما كنت أود أن اجعل عنوان مقالتي نداء استغاثة، لكن وما بعد لكن ومن باب حب الأحبة، ودرء المفاسد مقدم على جلب المنافع سأكتب عن هذا الموضوع الذي أرق الجميع من ذوي الخلق القويم الذين لا يزالون على عهدهم وعلى تمسكهم بالفضيلة وبالقيم العليا النبيلة المستمسكون بقيمهم الثابتون على مبادئهم، أصحاب الدين والخلق القويم.
أهل الحق المرابطون عليه القابضون عليه.
ناقوس خطر يدق، أنقذوا ما تبقى من قيمنا من ثوابتنا من أخلاقنا، حافظوا على حرماتنا
نعم كنا نسمع عن الفساد بشتى صوره من رشاوى واختلاسات ومكائد وأحقاد وضغائن وأطفال رضع ملقاة في الشوارع أمام ملاجئ أو بجوار صناديق قمامة، أو جرائم قتل وسفك دماء، وكثيرة هي الموبقات المهلكات.
لكن ما بحدث شيئ مشين وصمة عار على جبين الإنسانية، إنذار بكارثة أخلاقية إذا لم نتصدى لها بكل حزم ستنتشر ويستشري خطرها وبعدها فلا لائمة إلا على أنفسنا، وما حدث سيحدث مرات عديدة وسيتكرر مع بناتنا وأبناءنا، لماذا ؟!، لأنه من أمن العقاب أساء الأدب.
فهل علمتم، أن في مجتمع شرقي في بلد عربي أهله متدينون بفطرتهم، أن تمارس الفاحشة (الزنا)، عيانا بيانا في وضح النهار أمام المارة، أين نحن يا سادة، هل نحن في بلد عربي لدي أهله حمية وحماسة وغيرة على دينه، وحتي لو ارتكبت هذه الجريمة في بلد غير عربي، فمن يفعلها مجرد من الإنسانية وسيلغطه الجميع ويحتقره.
ولا أحد يقول هذه حالات فردية، الحالات الفردية إذا ما سكتنا عنها ستعمم خصوصا مع تعقيدات الزواج والمغالاة في المهور وفي كتابة القائمة وفي حجز القاعات الفاخرة، فلا مغالاة فأقلهن مهورا أكثرهن بركة، فليست بناتكن وأبنائكن أفضل من ريحانة الرسول صلى الله عليه وسلم، السيدة فاطمة، ولا أبناءكم أفضل من علي كرم الله وجهه، اللذين انجبا سيدا شباب أهل الجنة.
حتى وإن كانت حالات فردية إذا سكتنا عنها ستصبح مباحة وسيعمم خطرها.
ولا أحد يتحدث من المتفيهقين من دعاة الحرية، فممارسة الرذيلة وإيذاء الآخرين ليست حرية بل فوضوية عبثية وشرعنة لممارسة الرذائل (فمعظم النار من مستصغر الشرر)، فلابد من تطبيق القانون بحذافيره بشقه العاجل على كل من تسول له نفسه فعل مثل هذه الأفاعيل وتنفذ عليه أقصى العقوبة حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر.
هل هذه علامة من علامات الساعة العظمى التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ؟!.
أن يفترش الرجل المرأة على قارعة الطريق ولا أحد يمنعه أو يراه الناس فيقولوا له هلا أخذت جانبا، وهذا ظاهر وواضح جلي وشواطئ العراة خير دليل على ذلك، ومحادثة زنا في وضح النهار على إحدى كباري القاهرة.
ما الذي يحدث، (إنها لأحدى الكبر، نذيرا للبشر)
كيف سنأمن على بناتنا وأبناءنا في ذهابهم وإيابهم، كيف سنأمن عليهم في مدارسهم وجامعاتهم.
أغيثونا أغيثونا يرحمكم الله، أغيثونا قبل فوات الأوان.
أين دور الأسرة، أين دورها في التنشئة الصالحة، أين دورها التربوي الأخلاقي القيمي الديني، الحلال والحرام، الصواب والخطأ، الحق والباطل، المعروف والمنكر، هل بات دورها مقتصر على توفير الطعام والشراب والملبس.
أيتها الأم لا تنشغلين عن أبناءك بأمور ثانوية من الممكن تدبيرها، لكن الذي لا يمكن تدبيره التدني القيمي والأخلاقي.
وأنت أيها الأب لا تجعل مفرمة الحياة وتوفير لقمة العيش لهم تفرمك وتنسيك رسالتك الأساسية ألا وهي غرس القيم الأخلاقية والتربية السليمة للأبناء.
تابعوا أبناءكم، انظروهم ماذا يسمعون، ماذا يقرأون، ماذا يشاهدون على مواقع التواصل الإجتماعي التي أصبح خطرها واضح لا ينكره إلا من طمس على قلبه وغاب عقله.
وأنتم يا علماء الدين، عليكم دور رئيس في المسألة، فالدين النصيحة على منابركم في خطبكم، في مؤلفاتكم، في لقاءاتكم الإذاعية والتليفزيونية، أليس هناك ما يسمى فقه الضرورة، وفقه الواقع، وضحوا للناس خطورة جريمة الزنا وما يترتب عليها من أبعاد دينية وأخلاقية واجتماعية ونفسية.
والقائمون على صناعة السينما، أفيقوا قبل فوات الأوان وشددوا الرقابة على كل ما تقدمونه للمشاهد من أفلام ومسلسلات، كفاكم فلن ينفعكم مال، بل ستقفون أمام المحكمة الإلهية مختنقين بمالكم الذي جمعتموه من حرام، لا تقدموا للناس الغث الذي يقود الناس إلى الهلاك والوقوع في شراك الرذيلة وبراثنها.
وكذلك الأمر بالنسبة لعلماء النفس والاجتماع لابد من تفعيل دورهم بصورة أكبر، فلابد من تحليل مثل هذه الظواهر تحليلا دقيقا للوقوف على أسباب حدوثها، اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا.
والأدباء والكتاب عليكم دور كبير أيضا، اكتبوا مقالات عن مثل هذه الجرائم لأنها جرائم في حق الإنسانية، في حق جيل بأكمله، لا في حق أجيال قادمة، وضحوا للناس في كتاباتكم خطورة ما حدث وإذا ما سكتنا عنه سيتكرر وسيصيب الأمة في صميمها في عرضها وشرفها، في قيمها وأخلاقها، في دينها، في تقاليدها وأعرافها.
فالمفكر، سواء كان كاتبا، أديبا، ناقدا، شاعرا مرآة لعصره وواقعه الذي يحياه، ومن باب أولى أن يوجه جل اهتمامه لمعالجة القضايا المستجدة ولا يسكت، بل يكتب ولا يتوقف عن الكتابة.
هذه نصيحتي إليكم إن كنتم تحبون الناصحين، وأنصح نفسي قبلكم، حافظوا على أبناءكم وبناتكم فهم قرة أعينكم، احتضنوهم ولا تتركوهم فريسة في أيدي شياطين الإنس.
صاحبوهم، فضفضوا معهم، اجعلوهم يشعرون أنكم مهتمون بهم، شاركوهم همومهم، طموحهم، أحلامهم، آلامهم، آمالهم.
وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه والعياذ بالله.
وأخيرا أقولها للجميع والنفسي قبلكم.
(فاستقم كما أمرت)
استقيموا يرحمكم الله.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
آراء حرة
أغيثونا.. أغيثونا.. قبل فوات الأوان!
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق