الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ناسا في ورطة.. مخاوف متزايدة من فشل عودة مركبة "ستارلاينر" من الفضاء وفقد رائديها

 مخاوف متزايدة من
مخاوف متزايدة من فشل عودة مركبة "ستارلاينر"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواجه وكالة ناسا وشركة بوينج تحدياً غير مسبوق قد يعرض حياة اثنين من رواد الفضاء للخطر. بعد أن أُجبر سونيتا ويليامز وبوتش ويلمور، رائدي الفضاء التابعان لوكالة ناسا، على البقاء في محطة الفضاء الدولية لمدة تتجاوز بكثير المدة المقررة لمهمتهما، تواجه مركبة "ستارلاينر" الفضائية التابعة لبوينج مشاكل فنية قد تجعل عودتهما إلى الأرض محفوفة بالمخاطر.

بداية الأزمة

انطلقت مهمة "ستارلاينر" في 5 يونيو 2024، حيث كان من المفترض أن تكون مهمة قصيرة، تستمر لمدة ثمانية أيام فقط. لكن الرحلة سرعان ما تحولت إلى كابوس بعد أن تعرّضت المركبة لعطل خطير في محركات الدفع، ما جعلها غير قادرة على العودة إلى الأرض. حتى الآن، مضى أكثر من شهرين على وجود الرواد في الفضاء، في حين تشير التقديرات إلى أن عودتهما قد لا تحدث قبل فبراير 2025، ما يثير تساؤلات حول قدرة "ستارلاينر" على الصمود لهذه الفترة الطويلة.

المخاطر التقنية: بين الفشل والكارثة

تتمركز مشاكل "ستارلاينر" في وحدة الخدمة، التي تتحكم في أنظمة المحركات والطاقة والماء والأكسجين، وهي حيوية لضمان عودة آمنة إلى الأرض. تعاني الوحدة من أعطال في خمسة محركات دفع، فضلاً عن تسربات في نظام الهيليوم الذي يستخدم لزيادة ضغط المحركات. هذه الأعطال تجعل من العودة إلى الغلاف الجوي للأرض عملية محفوفة بالمخاطر، خاصة إذا لم يتم محاذاة المركبة بشكل صحيح.

رودي ريدولفي، القائد السابق لنظام الفضاء في الجيش الأمريكي، أوضح أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة في حال قررت ناسا استخدام "ستارلاينر" للعودة. السيناريو الأسوأ، وفقًا لريدولفي، قد يشهد احتراق المركبة وتبخر رواد الفضاء عند دخولها الغلاف الجوي، إذا كانت زاوية الدخول شديدة الانحدار. وفي حال كانت الزاوية ضحلة جداً، فقد ترتد المركبة إلى الفضاء مجدداً، مما يزيد من تعقيد عملية إنقاذ الطاقم.

مهمة إنقاذ محتملة: سبيس إكس تدخل على الخط

أمام هذا الواقع المرعب، تبحث ناسا في خيار إطلاق مهمة إنقاذ باستخدام مركبة "كرو دراغون" التابعة لشركة سبيس إكس. إذا تم اتخاذ هذا القرار، فقد تطلق المهمة في سبتمبر 2024، ولكن هذا يعني إزاحة اثنين من رواد الفضاء الروس على متن المركبة لتوفير مكان لويليامز وويلمور. ورغم أن هذا الخيار يعتبر الأكثر أماناً، إلا أنه يمثل إحراجاً كبيراً لشركة بوينج، التي حصلت على عقد قيمته 4.2 مليار دولار لتطوير "ستارلاينر".

بوينج في موقف صعب

تأتي هذه الأزمة كأحدث حلقة في سلسلة من الفضائح التي طالت شركة بوينج، والتي تشمل مشاكل تقنية مستمرة في طائراتها التجارية، مما أدى إلى خسائر مالية ضخمة. على الرغم من تصريحات الشركة التي تؤكد سلامة "ستارلاينر"، إلا أن الواقع يكشف عن عيوب خطيرة لم يتم حلها بعد.

ما هو مستقبل المهمة؟

حتى الآن، لا يزال قرار ناسا غير واضح بشأن استخدام "ستارلاينر" للعودة أو اللجوء إلى "كرو دراغون". لكن الشيء المؤكد هو أن كل يوم يمضي يزيد من تعقيد الوضع ويضع حياة الرواد في خطر أكبر. وبينما تعمل فرق ناسا وبوينج بلا كلل لإيجاد حل، يبقى السؤال الأساسي: هل سيتمكن رواد الفضاء من العودة إلى الأرض بأمان، أم أن هذه الأزمة ستنتهي بكارثة غير مسبوقة في تاريخ استكشاف الفضاء؟