تحل اليوم الجمعة ذكرى وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش أحد أهم الشعراء الفلسطنيين الذين واجهوا الاحتلال الصهيوني بقصائدهم فارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن وقد عُرف بأنه أحد شعراء المقاومة ولقب بـ"شاعر الجرح الفلسطيني".
الشاعر محمود درويش كان له باع كبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال كلماته القوية التي دونها في أشعاره وصف فيه حبه لفلسطين والمعاناة التي تعيشها فمن أبياته: أيها المارون بين الكلمات العابرة - منكم السيف ومنا دمنا - منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى - ومنا حجر منكم قنبلة الغاز- ومنا المطر - وعلينا ما عليكم من سماء وهواء - فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا - وادخلوا حفل عشاء راقص - وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء.
لم تكن قصائد محمود درويش التي ألقاها عن مقاومة الاحتلال الصهيوني من فراغ فقد عانى من بطش قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتم اعتقاله أكثر من مرة في الستينيات، ليسافر إلى القاهرة ويعمل كاتبا في جريدة الأهرام خلال الفترة من 1970 إلى 1972، وانتقل إلى بيروت بعد ذلك ليمكث فيه ما يقرب تسع سنوات في الفترة من 1973 وحتى 1982، وهناك التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية وترأس تحرير مجلة "شئون فلسطينية" عام 1973، وأسس مجلة "الكرمل" الأدبية عام 1981.
كتب درويش العديد من الدواوين الشعرية منها "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"، "ورد أقل"، "هي أغنية"، "أحد عشر كوكبًا"، "أرى ما أريد"، "لماذا تركت الحصان وحيدًا؟، "لا تعتذر عما فعلت"، "آن لي أن أعود".
وفي ظل ما تشهده غزة اليوم من حرب دامية يشنها عليهم الاحتلال الصهيوني ووقوع الكثير من الشهداء والابراياء الذين لا ذنب لهم فقد سبق ان محمود درويش قد كتب قصيدة يودع فيها شهداء فلسطين جرّاء ما يحدث فيها على مدى السنوات الكثيرة فكانت القصيدة بعنوان "عندما يذهب الشهداء"، كان في مطلعها:
عِنْدمَا يَذْهَبُ الشُّهَدَاءُ..
عِنْدمَا يَذْهَبُ الشُّهَدَاءُ إِلَى النَّوْمِ أَصْحُو، وَأَحْرُسُهُمُ مِنْ هُوَاةِ الرِّثَاءْ
أَقُولُ لَهُم تُصْبحُونَ عَلَى وَطَنٍ، مِنْ سَحَابٍ وَمِنْ شَجَرٍ، مِنْ سَرَابٍ وَمَاءْ
أُهَنِّئُهُم بِالسَّلامَةِ مِنْ حَادِثِ المُسْتَحِيلِ، وَمِنْ قِيمَةِ الَمَذْبَحِ الفَائِضَهْ
وَأَسْرِقُ وَقْتًَا لِكَيْ يسْرِقُوني مِنَ الوَقْتِ هَلْ كُلُنَا شُهَدَاءْ؟
وَأهْمسُ يَا أَصْدِقَائِي اتْرُكُوا حَائِطا وَاحدا لحِبَالِ الغَسِيلِ، اتْرُكُوا لَيْلَةً لِلْغِنَاءْ
اُعَلِّقُ أسْمَاءَكُمْ أيْنَ شِئْتُمْ فَنَامُوا قلِيلًا، وَنَامُوا عَلَى سُلَّم الكَرْمَة الحَامضَهْ
لأحْرُسَ أَحْلاَمَكُمْ مِنْ خَنَاجِرِ حُرَّاسِكُم وانْقِلاَب الكِتَابِ عَلَى الأَنْبِيَاءْ
وَكُونُوا نَشِيدَ الذِي لاَ نَشيدَ لهُ عِنْدمَا تَذْهَبُونَ إِلَى النَّومِ هَذَا المَسَاءْ