«احذر عدوك مرة.. وصديقك ألف مرة».. جملة شعبية دارجة، يرددها الآباء والأمهات دائما، لحث أبنائهم على الحذر من رفقاء الشر، إلا أنها تحولت مع مرور الوقت إلى سراب فى عقول الأبناء، فسلموا أنفسهم لأصدقاء يرفعون شعار "مفيش صاحب يتصاحب"، لتنتهى حياتهم على أيديهم، فى جرائم قتل مروعة عنوانها «الغدر والطمع»، ضاربين بـ«عِشرة السنين»، عرض الحائط.
وهو ما حدث بالفعل مع الشاب "مصطفى" (سائق ميكروباص)، والذى عثر على جثته مقتولًا داخل «جزيرة محمد التابعة لمنطقة الوراق»، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت، إذ كشفت التحريات عن أن صديقه وراء ارتكاب الواقعة بقصد سرقة الميكروباص.
كواليس الجريمة المأساوية كما سردها عم المجنى عليه، لـ«البوابة نيوز»، راح ضحيتها شاب كرس حياته لمساعدة أسرته على ظروف الحياة القاسية، فمنذ نعومة أظافره فتح الضحية عينيه على الدنيا ليجد نفسه فى أسرة بسيطة الحال.
فالأب عامل باليومية، والأم ربة منزل، لا مكان للرفاهية بل يسعون لتوفير متطلبات الحياة اليومية فقط، ليقرر دخول معترك الحياة مبكرا، وعندما اشتد ساعده قرر تحقيق حلم حياته بشراء الميكروباص الذى لطالما كان يتمنى تحقيقه، دون أن يدرى أنه سيكون السبب فى إنهاء حياته.
وأضاف: «كعادته خرج المجنى عليه مساء يوم الأربعاء الماضى لمباشرة عمله اليومى المعتاد كسائق على الميكروباص الخاص به، وخلال ذلك التقى بصديق عمره المدعو «أحمد جمعة» وشهرته «تقاوي»، والذى يعمل معه فى ذات الوردية أعلى الطريق الدائري، وكانت تتواجد برفقة بـ«تقاوي» خطيبته ووالدتها ثم استقلوا معه الميكروباص.
وتابع: «استدرج تقاوى صديقه المجنى عليه نحو أحد الأماكن البعيدة عن النطاق العمرانى وقام بخنقه بحبل، ثم وضع جثته داخل الميكروباص، وتوجه بها إلى جزيرة محمد التابعة لمنطقة الوراق وألقى بالجثة هناك، وعقب ارتكاب الجريمة أخفى الميكروباص عند منزل خطيبته، وتوجه نحو منزله على أمل ألا ينكشف أمره".
وأردف قائلا: «لاحظت أسرة مصطفى عدم حضوره فى الموعد الذى يعود فيه عقب انتهاء الوردية، لتبدأ رحلة البحث عن الشاب المتغيب، وقامت الأسرة بسؤال «تقاوي» الذى أخبرهم بعدم رؤية المجنى عليه منذ أن تركه بعد انتهاء العمل، لتقرر الأسرة التوجه نحو قسم الشرطة وتحرير محضر بالواقعة، وبعد ذلك اكتشف رجال المباحث اختفاء تقاوى يوم الجمعة".
وأوضح: «عقب تغيب تقاوى أدرك رجال البحث الجنائى أن هناك شبهة جنائية فى الواقعة، وبدأ رجال البحث فى عمل التحريات عن القاتل، لتدل آخر مشاهده له أثناء توجهه لأخذ الميكروباص من عند منزل خطيبته.
فى ذلك اليوم عثرت الأجهزة الأمنية على جثة المجنى عليه بمكان التخلص منها، وعقب تقنين الإجراءات نجح رجال المباحث فى ضبط المتهم، والذى اعترف بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع خطيبته ووالدتها الذين تم ضبطهم، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات.