الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

أم علي.. بائعة الجرجير والخضار وقصة كفاحها

أم علي تجاوزت الصعاب لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادها.. وتحلم بزيارة بيت الله

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الرجولة لا تقتصر على الرجال فقط، بل هي معاني الشهامة والنخوة والتضحية والإيمان بالعمل والاجتهاد للوصول إلى هدف نبيل، مهما كانت العوائق. هذه المعاني تجسدها الكثير من السيدات، ليصبحن أمثلة مشرفة لما يُطلق عليه "ست بمائة راجل" هؤلاء السيدات ضحين بالكثير من أجل بناء أسر طيبة وتربية أجيال قادرة على مواجهة المستحيل. في هذه السطور، نستعرض نماذج لسيدات قدمن قصصًا من الكفاح والتضحية، من بينهن الست أم علي.

أم علي وقصة كفاحها

تبلغ أم علي من العمر 88 عامًا، تعمل بائعة جرجير وبقدونس، وضحت بالكثير من أجل بناء أسرة طيبة بأجيال قادرة على هزيمة المستحيل. 

تروي أم علي قصتها قائلة: "تزوجت في سن صغيرة وأنجبت سبعة أطفال، بينهم ذكور وإناث. كان زوجي يعمل أرزقي على باب الله، لكنه تعرض لإصابة أثناء عمله عجز بعدها عن الحركة والعمل".

تتابع أم علي: "صممت على خوض التجربة القاسية وحدي. بحثت عن عمل وعملت في المنازل حتى جمعت بعض الأموال البسيطة. بعت مصاغي وجمعت بعض المال لشراء بعض الخضار لبيعه، كي أوفر العلاج لزوجي والطعام لأطفالي وألحق بعضهم بالمدارس."

تواصل: "مع مرور الوقت توفى زوجي وتفرغت لتربية أولادي، عُرض عليّ الزواج أكثر من مرة، لكنني رفضت حتى أتمكن من تربية أطفالي، كنت أستيقظ يوميًا من الفجر وأصلي، ثم أخرج للعمل حتى الخامسة مساء، مع الوقت استطعت أن أوفر وأزوج ثلاثًا من بناتي، أما الأولاد، فساعدتهم على الزواج، وواحد منهم فتحت له محلًا لبيع الملابس، وآخر أنفقت على دراسته حتى صار محاميًا، والثالث طبيبًا".

أم علي أكملت بناء أسرتها وحققت لهم كل ما أرادت

 تفرغت لأحفادها وتابعتهم، وأخذتها الحياة حتى بلغت الثمانية والثمانين. "من بيع الجرجير والخضار بنيت مستقبل أولادي، ومن بيع الجرجير أنفقت على أحفادي، طلب مني أبنائي أن أمتنع عن البيع، لكنني لم أستطع ذلك، أحلم بأن أشق طريقي نحو زيارة الأماكن المقدسة، وأريد أن أتعلم وأحفظ القرآن".

صعوبات 

واجهت أم علي صعوبات كبيرة عندما كانت شابة صغيرة وأرملة "تعرضت للكثير من المضايقات بسبب نظرة المجتمع لي كأرملة شابة، حاولت التوفيق بين الإنفاق على أطفالي ومتابعة تربيتهم، فكنت بمنزلة الأب والأم في وقت واحد، كان ذلك يشكل لي صعوبة كبيرة، لكنني تجاوزتها."

وكانت أم علي محبوبة ومعروفة في السوق، وكان الجميع يأتي لشراء الخضار منها تحديدًا. "أحبني الجميع، وكنت معروفة في السوق. الناس كانوا يأتون لي خصيصًا.

أحلامها

تحلم أم علي بزيارة المسجد النبوي والكعبة، كما تحلم بأن تكمل تعليمها في القراءة والكتابة وتحفظ القرآن. "أسعى وأتعلم في دروس محو الأمية لأحقق حلمي."

رسالتها للشباب

تختم أم علي رسالتها لكل شاب وفتاة: "اسعَ واعمل، ستجد ما تزرع وستصل إلى ما هو أفضل. وتوكل على الله."

قصة أم علي تجسد الكفاح الحقيقي والصمود أمام الصعوبات، وهي مثال حي للمرأة التي تبني مستقبل أسرتها بإصرار وعزيمة، ملهِمة الأجيال القادمة للسعي نحو تحقيق أحلامهم.