في حي شعبي صغير، تعيش أم هبة، المعروفة بملكة الحواوشي والطواجن، قصتها ليست مجرد حكاية امرأة تكافح من أجل لقمة العيش، بل هي ملحمة حقيقية للتحدي والصمود أمام قسوة الظروف.بدأت حكاية أم هبة عندما كانت تعيش حياة كريمة مع زوجها الذي كان يعمل عاملًا بسيطًا في أحد المصانع، لم تكن تشكو من ضيق العيش، وكانت أمًا لثلاثة أطفال، أكبرهم هبة لكن الحياة تغيرت فجأة عندما أصيب زوجها بمرض خطير. تقول "أصبح زوجي غير قادر على الحركة، ومع الوقت، زادت المضاعفات وتكاليف العلاج أصبحت باهظة جدًا".
قررت أم هبة بيع مصاغها لتغطية تكاليف العلاج، لكنها لم تكن كافية. "لم تسعفني حاجاتي، حيث كان يجب أن أنفق على أطفالي أيضًا، حاولت العثور على عمل، لكني واجهت الكثير من المضايقات"
تضيف أم هبة بعد وفاة زوجها، أصبحت مسئولة عن كل شيء، وصرت بمثابة الأب والأم لأطفالي، ولم يكن هناك أي دخل بعد وفاة زوجي".
تحدت الظروف وقررت العمل، جمعت كل ما تملكه من أموال، باعت أثاث بيتها واقترضت من جاراتها، حتى جمعت مبلغًا لشراء محل صغير، "بدأت ببيع الحواوشي وأطباق الطواجن، من خلال هذا المحل، أنفقت على أطفالي، خاصة هبة التي التحقت بكلية الطب".لكن الطريق لم يكن ممهدا بالورود
واجهت الكثير من المضايقات، خاصة أنني أرملة وليس لي أحد سوى الله، ابنتي هبة كانت تساعدني رغم صعوبة دراستها. كانت تأتي من الكلية لتقف بجواري، وتدرس ليلاً رغم أسعار الكتب الغالية".
أم هبة كانت تقف من الفجر حتى منتصف الليل في محلها، ولكن كل التعب كان يهون مع كفاح ابنتها. "ثقتي بالله وبنفسي، وبإبنتي هبة، كانت تدفعني للاستمرار. وصولها إلى مرحلة البكالوريوس وتعيينها كطبيبة كان أكبر مكافأة لي".
تتحدث عن أحلامها بفخر، "أحلم بأن يكمل حمزة ومحمد تعليمهما ليصبح أحدهما مهندسًا والآخر قاضيًا. أريد أن أراهم جميعًا ناجحين في حياتهم".
تختتم أم هبة قصتها برسالة لكل من تعيقه ظروف الحياة: "تجلد وتمسك بحلمك واستعن بالله، فهو خير معين".