يواجه المسيحيون في غزة ظروفًا صعبة بسبب الحرب المستمرة. فقد تدهورت الأوضاع الأمنية، ما أدى إلى تعليق أعمال العيادة الطبية وبعض الخدمات. استجابةً لهذا الواقع الصعب، استمرت جمعية كاريتاس في تقديم خدماتها. ويتمثل أحد أكبر تحدياتها في الوضع الأمني وصعوبة التنقل والتنسيق، كما أنّ انتشار الأوبئة وتلوث المياه والهواء يعقّدان الأمور.
وصف أنطون أصفر، الأمين العام لكاريتاس القدس، وضع المسيحيين في غزة بأنّه صعب للغاية. وقال: «بعد لجوئهم إلى كنيستَي العائلة المقدسة للاتين والقديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، تدهورت الأوضاع أخيرًا بسبب استهداف المناطق التي نزحوا إليها».
وأضاف: «باتوا في حالة من القلق المرتبط بالحوادث السابقة، بما في ذلك اعتقال سيدتين داخل رعية العائلة المقدسة في ديسمبر الماضي، وتعرّض كنيسة القديس برفيريوس للقصف في أكتوبر الفائت، ما أسفر عن سقوط 18 لاجئًا مسيحيًّا في الكنيسة، إضافة إلى 10 مفقودين».
وأوضح أنّ بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، «عُلِّقت أعمال العيادة الطبية استنادًا إلى تحذيرات من الجيش الإسرائيلي، وجرى إخلاء مناطق قريبة من شارع عمر مختار، بالإضافة إلى محيط الكنيستين».
وبحسب أصفر، «يشهد عدد السكان المسيحيين في غزة تراجعًا مقلقًا، من نحو ألف شخص إلى قرابة 640 فقط. إذ هاجر نحو 350 مسيحيًّا، بالإضافة إلى 5 من زملائنا في كاريتاس. الوضع صعب والخوف يسود».
جهود رغم المخاطر
أكّد أصفر أنّ «كاريتاس، بعد الحرب، استمرت في تقديم خدماتها لجميع قطاعات المجتمع بلا استثناء. فقد فتحنا عيادات موقتة داخل رعية العائلة المقدسة ورعية الروم الأرثوذكس. كما أنشأنا عيادة طوارئ في المنطقة نفسها لتقديم الخدمات إلى المجتمع المحلي».
وشدّد على الالتزام «بدعم المجتمع وتلبية احتياجاته الأساسية في هذه الظروف الصعبة، كالغذاء والدواء والمياه، وإنشاء محطة تحلية مياه لتزويد المقيمين والنازحين بالمياه النقية. كما قدمنا دعمًا نفسيًّا للأطفال والأمهات وكبار السن».
يُذكر أنّ كاريتاس القدس منظمة كاثوليكية غير ربحية، تأسست عام 1967 وتعمل بشكل أساسيّ في الأراضي الفلسطينية. تُعدّ الذراع الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، وتعمل تحت راية كاريتاس الدولية.