كلما فكَّر بالأمل أنهكه التعب والملل ،
واخترع سرابًا، وقال: بأيّ ميزانٍ أَزِنُ
سرابي ؟ بحث في أدراجه عمَّن كأنه
قبل هذا السؤال، فلم يعثر على مُسَوَّداتٍ
كان فيها القلبُ سريعَ العطب والطيش.
ولم يعثر على وثيقة تثبت أنه وقف
تحت المطر بلا سبب. وكلما فكَّر بالأمل
اتسعت المسافة بين جسد لم يعد
خفيفًا وقلب بالحكمة. ولم يكرِّر
السؤال: مَنْ أنا ؟ من فرط ما هو
مُجَافٍ لرائحة الزنبق وموسيقى الجيران العالية.
فتح النافذة على ما تبقّى من أفق، فرأى
قطَّتين تمازحان جَرْوًا على الشارع الضيِّق ،
وحمامةً تبني عشًا في مدخنة. وقال:
ليس الأمل نقيض اليأس، ربما هو الإيمان
الناجم عن لا مبالاة آلهةٍ بنا... تركتنا
نعتمد على مواهبنا الخاصة في تفسير
الضباب وقال: ليس الأمل مادَّةً ولا
فكرة. إنه موهبة. تناول قرصًا مضادًا
لارتفاع ضغط الدم. ونسي سؤال الأمل....
وأَحسَّ بفرج ما.... غامض المصدر !
محمود درويش