رغم نفي الأحزاب السياسية في إسرائيل، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية بث حالة من التفاؤل بشأن المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل، حيث كرر البيت الأبيض، مساء الأربعاء، ادعاءه بإحراز تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب في غزة.
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيواصل العمل لتعزيز الصفقة وخفض التوترات في الشرق الأوسط.
وأضافت: "نحن نقترب من الصفقة، وتمكنا من سد بعض الفجوات المهمة في الأيام القليلة الماضية".
وتابعت: "ستستمر جهودنا الحالية في التركيز على الاجتماعات الدبلوماسية مع قادة الشرق الأوسط لتهدئة الروح المعنوية في المنطقة، وكذلك التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وأوضحت: هذه قضية استثمر فيها الرئيس بايدن كثيرًا من الوقت، وسيواصل هو وفريقه العمل على مدار الساعة لإنهاء هذه الصفقة".
من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل وحركة حماس أقرب من أي وقت مضى إلى التوقيع على وقف إطلاق النار، وأن هناك اتفاقا جيدا تجري مناقشته حاليا بين الطرفين.
لكن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، كتب بعد كلام كيربي، من دون أن يتطرق إليه مباشرة، أن إسرائيل "قدمت اقتراحا واضحا" وحتى الآن "لم يتلق رد حماس أيضا".
وقال كيربي في كلماته إنهم في الولايات المتحدة يعتقدون "أنه يمكن جسر الخلافات، هناك تصحيحات وتفاصيل تحتاج إلى توضيح".
كما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الليلة إن محادثات التفاوض وصلت إلى مرحلتها النهائية، وإن على الأطراف التحرك للموافقة على الاتفاق في أسرع وقت ممكن".
المحادثات لا تزال في أزمة
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن دبلوماسين غربيين بعد تصريحات كيربي، إنهم ليسوا على علم بأي تقدم كبير تم إحرازه في الأيام الأخيرة، وأن المحادثات لا تزال في أزمة.
وفقا للصحيفة فأن القضايا التي فشل الطرفان حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأنها، بما في ذلك الانتقال بين مراحل الاتفاق وانسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، لا تزال تشكل عقبة أمام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وبحسب الصحيفة في الأسابيع الأخيرة، قدمت حماس وإسرائيل تحفظات على الخطوط العريضة التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية شهر مايو، ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين في حديث مع "هآرتس" أن الإدارة الأميركية تحاول بث التفاؤل في محاولة لتأخير رد فعل إيران وحزب الله على الاغتيالات في طهران وبيروت، وإتاحة مزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية لمنع أو الحد من الهجوم المتوقع على إسرائيل.
وأوضح الدبلوماسي أن "احتمال حدوث تصعيد كبير بين إسرائيل وحزب الله أعلى حاليًا من احتمال التوصل إلى صفقة إطلاق سراح الرهائن".
وإلى جانب الركود في المحادثات، أعرب دبلوماسي غربي عن قلقه من أنه بعد تعيين يحيى السنوار ليحل محل إسماعيل هنية كرئيس للمكتب السياسي لحماس، فإن وتيرة الاتصالات معه ستشكل تحديا آخر في المحادثات.
وأعرب عن قلقه من أن وتيرة نقل الرسائل من وإلى السنوار ستظل بطيئة وذلك لتجنب محاولة اغتياله. وقال دبلوماسي أخر: "علينا التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن لأن الاتفاق هو أفضل وسيلة لمنع التدهور إلى حرب إقليمية".