أجرى قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان تابع خلالها سلسلة التعليم في موضوع الروح القدس والعروس. الروح القدس يقود شعب الله إلى لقاء يسوع رجائنا.
استهل قداسة البابا فرنسيس مقابلته العامة قائلا من خلال تعليم اليوم ندخل في المرحلة الثانية من تاريخ الخلاص، مشيرا إلى أن موضوع اليوم هو الروح القدس في تجسّد الكلمة.
وأضاف: نقرأ في إنجيل لوقا "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ" (١، ٣٥). ويؤكد متى الإنجيلي هذه الحقيقة الأساسية المتعلقة بمريم والروح القدس قائلا إن مريم "وُجِدَت حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس" (١، ١٨).
وأشار البابا فرنسيس إلى أن الكنيسة وضعت سريعا هذه الحقيقة في قلب قانون إيمانها. وفي مجمع القسطنطينية المسكوني عام ٣٨١ - الذي حدد ألوهية الروح القدس – دخلت في صيغة "قانون الإيمان". وأضاف البابا فرنسيس أنها حقيقة إيمانية مسكونية لأن جميع المسيحيين يعترفون معا بقانون الإيمان نفسه. وأشار أيضا إلى أن التقوى الكاثوليكية، ومنذ القِدم، استمدت منه إحدى صلواتها اليومية وهي "صلاة التبشير الملائكي".
وتابع بالتالي الحديث عن مريم كعروس بامتياز، وهي صورة الكنيسة. وذكّر من ثم بما جاء في دستور المجمع الفاتيكاني الثاني "نور الأمم": "بإيمانها وطاعتها وَلدت على الأرض ابن الآب، يُظلِّلها الروح القدس.
وقال : لكن إذا ما تأمَّلت الكنيسةُ بقداسةِ العذراء الخفيّة، وتشبَّهت بمحبّتها بتتميمها إرادة الآب بكلّ أمانةٍ، تصبح نفسها أُمّاً بفضلِ كلمةِ الله التي قُبِلَت بالإيمان. فبالوعظِ والعِماد تلدُ لحياةٍ جديدةٍ غير فانية أبناءً حُبِلَ بهم من الروح القدس ومولودين من الله" (٦٣. ٦٤).
وتابع البابا فرنسيس متوقفا عند ما جاء في نبوءة أشعيا (٧، ١٤)"ها إن الصبية تحمل فتلد ابنًا"، وما جاء في إنجيل لوقا، قال الملاك لمريم "فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً" (١، ٣١). وأضاف يقول في تعليمه الأسبوعي حملت مريم أولا، ثم ولدت يسوع: قبلته أولا في نفسها، في قلبها وجسدها، ثم ولدته.
أضاف إذ تقبل أولا كلمة الله وتدعها "تخاطب قلبها" (راجع سفر هوشع ٢، ١٦) و"تملأ أحشاءها" (راجع سفر حزقيال ٣، ٣)، بحسب تعبيرين في الكتاب المقدس، ثم تنشرها بحياتها ووعظها. وأشار إلى أن على سؤال مريم "كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟"، أجابها الملاك "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ" (لوقا ١، ٣٤ – ٣٥). وإزاء مهام تفوق طاقتها، أضاف البابا فرنسيس يقول، تطرح الكنيسة أيضا بشكل تلقائي السؤال نفسه "كيف يمكن ذلك؟ كيف يمكن إعلان يسوع المسيح وخلاصه لعالم يبدو أنه يسعى فقط إلى الرفاهية في هذا العالم؟ والجواب هو نفسه كما في ذاك الوقت " الرُّوح القُدُس يَنزِلُ علَيكم فتَنَالون قُدرَةً..." (أعمال الرسل ١، ٨). بدون الروح القدس، قال البابا فرنسيس، لا تستطيع الكنيسة أن تمضي قدما، وأن تنمو وتعظ.