عبير العبد
رغم ان التأثيرات الضارة للبلاستيك على صحة الانسان قاتلة ، الا ان البلاستيك بات جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهو يدخل في صناعة العديد من المنتجات التي نستخدمها بشكل يومي، بدءًا من الأواني والأكياس وصولًا إلى الأجهزة الإلكترونية. ورغم الفوائد العديدة التي يقدمها البلاستيك، إلا أن له تأثيرات سلبية كبيرة على البيئة والصحة العامة، في هذا التقرير، سنتناول بالتفصيل التأثيرات الضارة للبلاستيك على صحة الإنسان.
المواد الكيميائية الضارة في البلاستيك
من جانبه قال الدكتور تامر سماح ربيع لـ " البوابة نيوز ": وهو كبير خبراء الشؤون الصحية بقطاع الممارسات العالمية للصحة والتغذية والسكان في البنك الدولي قائلا : أن بعض أنواع اللدائن لها تأثيرات مسرطنة، علاوة على ذلك تم اكتشاف أن البلاستيك الصلب من نوع متعدد كلوريد الفينيل، الذي يتم استخدامه في الصناعات الغذائية، يتلين عند درجة حرارة 100 درجة مئوية، ويبدأ بالتحلل، مما يلوث السلع الغذائية. أظهرت دراسة علمية إصابة فئران التجارب بسرطان الكبد نتيجة تعرضها لأبخرة مركب كلوريد الفينيل.
ويكمل: تتكون المواد البلاستيكية من مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية، بعضها قد يكون ضارًا بالصحة، من أهم هذه المواد: الفثالات: تستخدم الفعالات لجعل البلاستيك أكثر مرونة، ولكنها ترتبط بمشاكل صحية عديدة، بما في ذلك اضطرابات الغدد الصماء، والمشاكل الإنجابية، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان والبيسفينول A (BPA): يستخدم BPA في صناعة العديد من المنتجات البلاستيكية، وقد ارتبط بمشاكل صحية مثل السمنة، وأمراض القلب، والسرطان والمواد المسرطنة التى توجد في مواد كيميائية مصنفة على أنها مسرطنة، مما يزيد من خطرالإصابة بأنواع مختلفة من السرطان
طرق انتقال المواد الكيميائية الضارة إلى جسم الإنسان
تنتقل المواد الكيميائية الضارة الموجودة في البلاستيك إلى جسم الإنسان بعدة طرق، منها:الابتلاع عند تناول الأطعمة والمشروبات المحفوظة في أوانٍ بلاستيكية، أو عند استخدام أدوات مائدة بلاستيكية، تنتقل المواد الكيميائية الضارة إلى الجسم عن طريق الفم، والاستنشاق عند حرق البلاستيك أو عند تعرضه للحرارة العالية، تتحرر جزيئات صغيرة من المواد الكيميائية الضارة التي يمكن استنشاقها والامتصاص عبر الجلد للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك وأن تخترق الجلد وتنتقل إلى مجرى الدم.
التأثيرات الصحية للبلاستيك
واوضح : تؤدي المواد الكيميائية الضارة الموجودة في البلاستيك إلى مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك اضطرابات الغدد الصماء التي تؤثر المواد الكيميائية في البلاستيك على عمل الغدد الصماء، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني وظهور العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بذلك ومشاكل الإنجاب التي ترتبط بوجود مواد كيميائية في البلاستيك وتصيب بانخفاض الخصوبة لدى الرجال والنساء، وزيادة خطر الإصابة بمشاكل الحمل والولادة.
وأردف : مشاكل الجهاز المناعي تزداد لان في البلاستيك المواد الكيميائية تضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات ، ومشاكل الجهاز العصبي تتزايد لا نها تتأثر ببعض المواد الكيميائية في البلاستيك ، مما يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة والتركيز، وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر او السرطان: هناك أدلة علمية تربط بين التعرض للمواد الكيميائية في البلاستيك وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.
الحد من مخاطر البلاستيك
وفى ذات السياق قالت دكتورة سعاد موسي لـ" البوابة نيوز " وهى أستاذ الطب النفسي – كلية الطب – جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لطب نفس الأطفال والمراهقين ورئيس الجمعية المصرية لطب نفس الأطفال والمراهقين : انه يمكن الحد من مخاطر البلاستيك على الصحة باتباع النصائح التالية تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية بأكياس قابلة للتحلل، واستخدام زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام، وتجنب استخدام أواني الطعام البلاستيكية، واختيار المنتجات البلاستيكية الآمنة و يجب اختيار المنتجات الخالية من BPA والفثالات والمواد الكيميائية الضارة الأخرى.
التخلص السليم من النفايات البلاستيكية
وتوضح :ان التخلص السليم من النفايات البلاستيكية: يجب التخلص من النفايات البلاستيكية بطريقة صحيحة، وعدم حرقها ودعم السياسات التي تهدف إلى الحد من استخدام البلاستيك: يمكن للمواطنين الضغط على الحكومات والشركات لوضع سياسات تهدف إلى الحد من إنتاج واستخدام البلاستيك ،لإن التأثيرات الضارة للبلاستيك على صحة الإنسان تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة. لذلك، يجب على الجميع اتخاذ إجراءات للحد من استخدام البلاستيك والتحول إلى بدائل أكثر أمانًا للبيئة والصحة.