مع ظهور نتائج الثانوية العامة، تداولت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء حول حصول نحو 32 ألف طالب على نتيجة «صفر %» في امتحانات الثانوية العامة هذا العام 2024، وقد سارعت وزارة التربية والتعليم إلى نفي هذه المعلومات التي تؤكد أنها مبالغ فيها بصورة كبيرة جدا، لكن الأمر المؤكد أن هناك أكثر من حالة لطلاب تأكد حصولهم على "الصفر المتين" وهو ما أثار التساؤلات حول أسباب حصول الطالب على هذه النتيجة وتراوحت الإجابات ما بين عدم توفيق الكثير منهم في الامتحان، ليرسبوا، بينما غاب البعض الآخر عن تأدية امتحانات الدور الأول.
طالبان حصلا على «صفر» العام الماضي 2023
في العام الماضي، شهد واقعة غريبة لطالبين حصلا على «صفر» بعد أدائهما جميع الامتحانات الخاصة بالشعب، وهو ما تدخل فيه القانون وأنصفهما.
وحصل كل من "خالد محمد عبد العال محمد"، و"سامح صلاح جمعة"، من الشرقية على مجموع «صفر» بالثانوية العامة، إلا أنهما لما يتوقفا عن البحث عن حقهما.
أصدرت محكمة القضاء الإداري بالزقازيق في محافظة الشرقية، حكمها بشأن طالبي الثانوية العامة 2023، وجرى تعديل النتيجة بعد التأكد من حقهما في الحصول على درجات النجاح في مجموع المواد.
وطبقا للنتيجة المعدلة، حصل خالد محمد عبد العال محمد على مجموع 80% علمي رياضة، وسامح صلاح جمعة على مجموع 76% بعد تعديل نتيجتهما.
أسباب حصول طلاب الثانوية على «صفر %»
ويقول الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن امتحانات الثانوية العامة كانت تشمل 745 ألف طالب هذا العام، أدى الامتحان منهم نحو 700 ألف طالب، وبالتالي فإن الحاصلين على “الصفر” لا يشكلون نسبة يعتد بها لذا فهي ليست ظاهرة بل استثناء، ولكن الحصول على «صفر %» لها أسباب عديدة، منها عدم اهتمام الطلبة بالثانوية العامة، واعتمادهم اعتمادا كليا على التوقعات وعدم المذاكرة جيدًا، وبالتالي التوقعات كانت مخيبة للآمال، وقد يكون السبب تبديل في أوراق بعضهم أحيانًا مثل "مريم صاحبة صفر الثانوية العامة" منذ 4 سنوات تقريبًا.
ويواصل «حمزة»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن عدم الاهتمام بالتعليم وحصولهم على «صفر %» دليل على وجود خلل كبير في منظومة التعليم وطلاب الثانوية العامة أيضًا، وعدم اهتمامهم بالتعليم من الأساس يدفع بعضهم للدخول إلى الامتحان دون مذاكرة، موضحًا أنه من بعض الأسباب أيضًا هي ضعف قدرتهم أمام الثانوية العامة والمذاكرة فيها، وقد يكون السبب حدوث "لعب" إلى حد ما في أوراق بعضهم، وحدثت في سنوات سابقة، ولكنها ليست ظاهرة كبيرة جدًا، أو توتر الطلاب أيضًا أثناء الامتحانات قد يكون السبب.
دراسة حالات «صفر %» يؤدي لحلول منطقية
ويؤكد، أن هناك تراجعا في المستوى التعليمي لطلاب الثانوية العامة، ولا بد من دراسة هذه الحالات التي وصلت لمجموع «صفر %»، لوضع حلول منطقية، وهل السبب مشاكل اجتماعية أثرت عليهم؟ وهل هناك حالات طلاق وانفصال الأسرة عن بعضها؟ وهل هناك مشاكل نفسية في الأسرة؟؛ ما يؤثر على الطلاب، متسائلًا: "هل الطالب ليس محبا للتعليم بشكل عام؟ أو أجبر على الدخول للثانوية العامة؟ وبالتالي ينتقم من أسرته، مشددًا على دراسة الأسباب على أرض الواقع.
ضرورة تطوير مستقبل المنظومة التعليمية
كما يطالب الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، بوقف عمليات تسريب الامتحانات، فإنها تدمر مستقبل المنظومة التعليمية، لافتًا إلى أن الهدف من التعليم ليس تحصيل الدرجات في الامتحان، ولكن إعداد طلاب ليكونوا مواطنين قادرين على ممارسة أدوارهم في المجتمع بشكل صحيح.
دور الوزارة في تطوير المنظومة
ويتابع «عبد الحميد»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن المدارس هي أساس التربية والتعليم، وتركز وزارة التربية والتعليم على تطوير الامتحانات وليس المنظومة ككل، وبالتالي لابد من العمل على التطوير، فالتعليم قضية أمن قومي تحتاج إلى التطوير والاهتمام بها، لأن الطلاب هم أساس المستقبل وإعدادهم جيدًا يتطلب المزيد من الجهود من الوزارة والمسئولين عن المنظومة ككل.
الامتحانات ليست معيار التقييم
وأشار إلى أن الامتحانات ليس هي المعيار الحقيقي للتعليم الجيد للطالب، ولكن ما استفاده على مدار سنوات الدراسة هو المخرج المهم، لأنه سيخرج للمجتمع قادرًا على أداء أدواره الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والعملية، ويتفاعل مع المحيط الذي يعيش فيه ويتعامل بشكل إنساني وراقٍ، ويستطيع إدارة ذاته ومسئوليته هو هدف التعليم السليم، فلا بد أن يعطى التعليم قيما ومهارات ومعلومات، وهو النهج الذي لابد أن يتبعه الجميع الطلاب وأولياء الأمور والمسئولون عن التعليم.
