الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

لا أمان تحت حكم الميليشيات.. نساء السودان في مرمى انتهاكات الدعم السريع.. الاغتصاب والعنف الجنسي يدمران الأسرة السودانية.. وأطباء بلا حدود: المجاعة تنتشر في بلاد النيلين

نساء السودان
نساء السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«منذ أن بدأت هذه الحرب، لم يعد من الآمن أن تعيش امرأة في الخرطوم تحت سيطرة ميليشيات الدعم السريع»، لخصت امرأة سودانية تبلغ من العمر ٢٠ عامًا أحوال النساء في العاصمة الخرطوم بهذه الجملة بعد مرور حوالي ١٦ شهرًا على الحرب بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع التي تعيث فسادًا في بلاد النيلين.

وتكمل المرأة التي وردت شهادتها في تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الحديث عن أحوالها بالقول: «نمت وأنا أضع سكينًا تحت وسادتي على مدى أشهر، خوفًا من مداهمات قوات الدعم السريع التي قد تُفضي إلى الاغتصاب».

انتهاكات الدعم السريع ضد نساء السودان

هذا هو حال المرأة السودانية ومصيرها الذي بات ينحصر بين الاغتصاب إلى العنف الجنسي أو السبي والاسترقاق والزواج القسري وفقًا لتقرير المنظمة الحقوقية الصادر في ٨٩ صفحة بعنوان «الخرطوم لم تعد آمنة للنساء: العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في عاصمة السودان»، نهاية شهر يوليو الماضي.

وفي هذا السياق، تؤكد نائبة مديرة قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش قالت لاتيشيا بدر، إن ميليشيات الدعم السريع اغتصبت، واغتصبت جماعيًا، وأجبرت على الزواج عددًا كبيرًا من النساء والفتيات في المناطق السكنية في العاصمة السودانية، وأرهبت النساء والفتيات، ومنعتهن من الحصول على المساعدة وخدمات الدعم، مما أدى إلى تفاقم الأذى الذي يواجهن، ودفعهن إلى الشعور بأنه لا يوجد مكان آمن.

ويكشف التقرير عن أرقام صادمة بشأن ممارسات الدعم السريع ضد نساء السودان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث تعامل مقدمو الرعاية الصحية مع ٢٦٢ ضحية عنف جنسي تتراوح أعمارهن من ٩ إلى ٦٠ عاما بين بداية النزاع في الفترة من أبريل ٢٠٢٣ إلى فبراير ٢٠٢٤.

وتشي هذه الإحصائية بأن ضحايا العنف الجنسي من كل الأعمار ولا تأبه عناصر الدعم السريع بأي اعتبارات، وتقول «هيومن رايتس ووتش»، إنها وجدت الندوب الجسدية والعاطفية والاجتماعية والنفسية التي تعرضت لها الضحايا هائلة، مُشيرةً إلى وفاة أربع نساء على الأقل نتيجة لذلك.

واجه العديد من الضحايا اللاتي سعين إلى إنهاء حالات الحمل الناتجة عن الاغتصاب عوائق كبيرة في الوصول إلى خدمات رعاية الإجهاض ووصفت الضحايا أو أظهرن أعراضا تتفق مع الإجهاد والاكتئاب التاليين للصدمة، بما فيها الأفكار الانتحارية والقلق والخوف والأرق.

قال طبيب نفسي: «تحدثت إلى ضحية تعرضت للاغتصاب واكتشفت للتو أنها حامل في شهرها الثالث ومن الواضح أنها كانت مصدومة وترتعش، وخائفة من رد فعل عائلتها. قالت لي: إذا اكتشفوا وضعي سيقتلونني».

أخبرت الضحايا مقدمي الخدمات الطبية أنهن تعرضن للاغتصاب من قبل ما يصل إلى خمسة من عناصر ميليشيات الدعم السريع، حيث اختطفت أيضًا النساء والفتيات واحتجزتهن في المنازل والمرافق الأخرى التي احتلتها في الخرطوم وبحري وأم درمان، وعرضتهن للعنف الجنسي وغيره من الانتهاكات وفي بعض الأحيان، اعتدى أفراد قوات الدعم السريع جنسيًا على النساء والفتيات أمام أفراد عائلاتهن وأجبرت النساء والفتيات على الزواج.

يشكل العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات جريمة حرب، قالت «هيومن رايتس ووتش»، إن العنف الجنسي، مثل الزواج القسري، عندما يُرتكب كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي على السكان المدنيين، كما يحدث في السودان، يمكن التحقيق فيه وإجراء محاكمات بشأنه باعتباره جريمة ضد الإنسانية.

المجاعة في السودان

ومن العنف الجنسي والاغتصاب إلى المجاعة التي باتت تحيق بالشعب السوداني، حيث قالت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد الماضي، إن هناك خطر حدوث نقص حاد في الأغذية الخاصة المخصصة لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مخيم زمزم شمال دارفور للنازحين داخليًا في السودان.

وأكدت المنظمة الإغاثية الدولية، أنه ليس لديها سوى ما يكفي من الغذاء العلاجي لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مخيم زمزم بالسودان لمدة أسبوعين آخرين، مُضيفةً أنها اضطرت إلى الحد من العلاج بسبب منع الدعم السريع شاحنات الإمدادات.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود: «بدون علاج، فإن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد معرضون لخطر الموت في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع»، موضحةً أن الدعم السريع منع ثلاث شاحنات تحمل الإمدادات الطبية المنقذة للحياة - بما في ذلك الأغذية العلاجية- إلى زمزم والفاشر في كبكابية منذ أكثر من شهر.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود: «يبلغ معدل إشغال الأسرة في قسم سوء التغذية لدينا ١٢٦٪، مما يشير إلى أن العديد من الأطفال في حالة حرجة بالفعل».

وخلص مراقب عالمي للأغذية في أوائل أغسطس الجاري إلى أن الحرب في السودان تسببت في مجاعة في زمزم، مُضيفًا أن ظروفا مماثلة قد تكون موجودة في أماكن أخرى في المنطقة.

في هذا السياق، قال الخبير السوداني عبدالقادر الحيمي، إن عمليات النهب والسلب، بالإضافة إلى فظائع الحرب هي دأب دائم لميليشيات الدعم السريع، فقد مارست هذه الميليشيات التطهير العرقي والعنف الجنسي والاغتصاب الجماعي للنساء والفتيات فى العاصمة السودانية الخرطوم ومدن الغرب والجزيرة، وذلك بشهادة عدة منظمات دولية، أبرزها «هيومن رايتس ووتش» التي أكدت اغتصاب فتيات صغار لا تتعدى أعمارهن التسع سنوات.

وأكد الخبير السوداني في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن ميليشيات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات أسوأ من ذلك باختطاف مئات النساء والفتيات وبيعهن فى مدن الغرب وتشاد.

وأشار «الحيمي» إلى أن الاعتداء على النساء واغتصابهن واختطافهن كسبايا هى ثقافة سائدة ورائجة لدى عرب الشتات فى غرب أفريقيا.

وفيما يتعلق ببعض التقارير الخاصة بالمجاعة، أكد أن هذه التقارير عارية من الصحة، على الرغم من ارتباط المجاعات بالحروب، إلا أن هناك بعض الأقاليم السودانية بعيدة عن عن الحرب إلى جانب أن جميع مناطق البلاد هي مناطق زراعية توفر انتاجها حتى للمناطق المحتلة بواسطة الجنجويد.

وكشف عن أنه فى بعض مدن الغرب دفعت عنصرية الدعم السريع إلى منع مرور شاحنات الإغاثة والمساعدات الإنسانية للنازحين فى معسكر زمزم في دافور؛ مما تسبب فى حالات جوع لدى المصابين بمرض السكرى.