كان اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في طهران يوم الأربعاء الماضي قد كشف عن الإخفاقات الأمنية في إيران.
وأفاد تقرير شاهد عيان بالتفصيل حالة الفوضى والضيق التي عاشها متسلقو الجبال وسكان منطقة جبل توتشال شمال طهران خلال الهجوم.
وبينما أفاد الحرس الثوري الإيراني في البداية أن الحادثة تنطوي على "قذيفة من الجو"، تشير المعلومات الجديدة إلى وضع أكثر تعقيدًا.
وأثار الحادث جدلا وتكهنات واسعة النطاق بشأن الطبيعة الحقيقية للهجوم ونقاط الضعف في أنظمة الأمن الإيرانية.
وكشف موقع رويداد 24 عن تفاصيل تشير إلى أن منطقة توشال الجبلية، المطلة على منزل هنية، كانت مؤمنة بشكل كبير يوم الحادث.
وبحسب التقرير، "في يوم الحادث، كانت منطقة توشال تحت الحماية الأمنية، وتم الاستيلاء على جميع لقطات الكاميرات الأمنية من محطات توشال من قبل أفراد الأمن".
توشال هو منتجع جبلي ومنتجع للتزلج يقع في سلسلة جبال البرز، بالقرب من منطقة العاصمة طهران في شمال إيران.
وتتميز المنطقة بسلسلة من التلال يبلغ طولها 12 كيلومترًا (7.5 ميلًا)، مع أعلى قمة لها، والتي تسمى أيضًا توشال، حيث يصل ارتفاعها إلى 3963 مترًا (13002 قدمًا) فوق مستوى سطح البحر.
ويضم مجمع توشال تلفريكًا ينقل الزوار من طهران إلى منتجع التزلج والفندق.
وأفاد حامد، الذي يدير عملاً تجاريًا في محطة توشال 1، أن موظفيه أيقظوه في الساعة 5 صباحًا، وأبلغوه أن عملاء المخابرات قد وصلوا وطلبوا اللقطات الأمنية للمتجر.
عند وصوله إلى توشال، اكتشف حامد أن الوصول إلى المنطقة مقيد، وتم احتجاز جميع الحاضرين واستجوابهم حتى الساعة الواحدة ظهرًا.
وأفاد سكان توتشال أنهم سمعوا ضجيجًا عاليًا وزئيرًا حوالي الساعة الثانية صباحًا يوم الأربعاء، على الرغم من عدم اكتشاف أي انفجار واضح من محطات توتشال.
ويتماشى هذا مع البيان المحدث للحرس الثوري الإيراني الذي يشير إلى أن المقذوف تم إطلاقه من خارج منطقة دار الضيافة، على الأرجح من جبال توتشال، ومع ذلك، فإن الهوية الدقيقة للمبنى المتضرر لا تزال غير مؤكدة.
وأفادت وكالة أنباء فارس، وهي وسيلة إعلامية تابعة للحرس الثوري الإيراني، في البداية أن الهجوم تم تنفيذه باستخدام "قذيفة من الجو".
وأثار هذا التقرير سلسلة من النظريات، بما في ذلك إطلاق الصواريخ من خارج إيران، والقنابل الموضوعة مسبقًا، وحتى هجمات الطائرات بدون طيار أو الطائرات.
وادعى خليل الحية، وهو مسؤول كبير في حماس، في مؤتمر صحفي في طهران أن الاغتيال تم باستخدام صاروخ.
وذكر الحية أن "صاروخاً أصاب الغرفة التي كان يقيم فيها هنية، أدى إلى كسر الزجاج قبل ارتطامه وانهيار الجدار".
ويتطابق تأكيد الحرس الثوري الإيراني اللاحق يوم السبت مع النتائج التي توصلت إليها موقع رويداد، مشيراً إلى أنه تم استخدام مقذوف قصير المدى برأس حربي يزن 7 كيلوغرامات، وأن الهجوم جاء من خارج منطقة دار الضيافة.
ووضعت البيانات الرسمية الأولية مقر إقامة هنية في شمال طهران بالقرب من سعد آباد.
ومع ذلك، أشارت مصادر تابعة للحرس الثوري الإيراني في وقت لاحق إلى أنها تقع داخل قاعدة مقر ثار الله في شمال طهران.
وزعمت تقارير على قنوات تيليجرام قريبة من الحرس الثوري الإيراني أن هنية كان يقيم سرا في منشأة في شمال طهران، حتى أن القائم على المبنى والشرطة المحلية لا يعرفون هويته الحقيقية.
وفي أعقاب الحادث، نُشرت صور لمبنى متضرر جزئيًا، داخل قاعدة الحرس الثوري الإيراني في سعد آباد، حسبما ورد.
وقدمت شركة ماكسار تكنولوجيز صورا عبر الأقمار الصناعية تظهر اختلافات طفيفة قبل وبعد الحادث، مما يعزز تكهنات وسائل الإعلام حول موقع المبنى.