دعا طلاب محتجون في بنجلاديش إلى مسيرة نحو العاصمة دكا، الاثنين، في تحد لحظر التجوال الشامل للضغط على رئيسة الوزراء شيخة حسينة للاستقالة، وذلك غداة اشتباكات دامية في البلد الواقع في جنوب آسيا، أودت بحياة حوالي 100 شخص.
واندلعت احتجاجات وأعمال عنف في بنجلاديش، الشهر الماضي، بعد أن طالبت مجموعة طلاب بإلغاء نظام الحصص المثير للجدل في الوظائف الحكومية.
وتطورت هذه الاحتجاجات إلى حملة تهدف إلى الإطاحة بحسينة، التي فازت بولاية رابعة على التوالي في يناير الماضي، في انتخابات قاطعتها المعارضة.
ونقلت "الجارديان" البريطانية، عن صحيفة "بروثوم ألو" اليومية المحلية في بنجلاديش، أن 95 شخصاً على الأقل، بما في ذلك 14 ضابط شرطة، لقوا حتفهم، الأحد الماضي، في أعمال العنف في العاصمة، فيما ذكرت "قناة 24"، أن 85 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم خلال اشتباكات.
وفُرض حظر التجول الشامل، مساء الأحد، وعلقت السكك الحديدية خدماتها، وتوقف نشاط صناعة الملابس الضخم في البلاد.
ويعد عدد ضحايا مواجهات الأحد، الأعلى في تاريخ بنجلاديش الحديث بالنسبة ليوم واحد من الاحتجاجات، إذ تجاوز 67 حالة وفاة مسجلة في 19 يوليو الماضي، عندما اندلعت الاحتجاجات الطلابية على نظام الحصص الوظيفية.
وأعلنت الحكومة في بنجلاديش، حظر التجول الشامل بدءاً من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (1200 بتوقيت جرينتش)، الأحد، وأعلنت عطلة عامة في البلاد لمدة ثلاثة أيام، تبدأ من الاثنين.
وحث الجيش في بنجلاديش، الجميع على الالتزام بقواعد حظر التجول. وقالت وسائل إعلام محلية، إن الهجمات وأعمال التخريب والحرق العمد استهدفت مبان حكومية ومكاتب حزب "رابطة عوامي" الحاكم، ومراكز الشرطة ومنازل نواب البرلمان، مطلع الأسبوع.
وجرى الإبلاغ عن أعمال عنف في 39 من أصل 64 مقاطعة في البلاد. ومن المقرر إغلاق المحاكم إلى أجل غير مسمى، في حين تم قطع خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وأصبح الوصول إلى فيسبوك، وتطبيقات المراسلة، بما في ذلك "واتساب"، غير ممكناً، وفق "أسوشيتد برس".
ومع تصاعد العنف، قالت حسينة، إن المحتجين الذين شاركوا في "التخريب والتدمير"، "لم يعودوا طلاباً بل مجرمين"، وأن الناس "يجب أن يتعاملوا معهم بأيدي من حديد".
وأضافت: "أناشد مواطنينا أن يقمعوا هؤلاء الإرهابيين بقوة".
وأظهر أعضاء هيئة التدريس من جامعة الهندسة والتكنولوجيا في بنجلاديش، دعمهم للطلاب المحتجين. وكتبوا على إحدى اللافتات "نحن نقف مع طلابنا"، وكتبوا على لافتة أخرى "كل كذبة هي دين للحقيقة. عاجلاً أم آجلاً سيتم سداد الدين".
وقال حزب "رابطة عوامي" الحاكم، إن المطالبة باستقالة حسينة أظهرت أن الاحتجاجات استولى عليها حزب المعارضة الرئيسي القومي وحزب الجماعة الإسلامية المحظور حالياً.
وذكرت قناة جامونا التلفزيونية أن اشتباكات عنيفة اندلعت في أكثر من 12 عشرة منطقة، بما في ذلك تشاتوجرام وبوجورا وماجورا ورانجبور وكيشورجانج وسيراججانج، حيث اشتبك المتظاهرون المدعومون من حزب المعارضة الرئيسي في البلاد مع الشرطة ونشطاء من حزب رابطة عوامي والهيئات المرتبطة به.
وبدأت الاحتجاجات الشهر الماضي عندما طالب الطلاب بإنهاء نظام الحصص الذي خصص 30% من الوظائف الحكومية للمحاربين القدامى وأقارب أولئك الذين قاتلوا في حرب استقلال بنجلاديش عن باكستان في عام 1971.
وبعد أيام من الاشتباكات، قلصت المحكمة العليا في البلاد الحصة، مع تخصيص 5% من الوظائف للمحاربين القدامى وأقاربهم، لكن المحتجين واصلوا المطالبة بالمساءلة عن العنف الذي يلقي المتظاهرون باللوم فيه على استخدام الحكومة للقوة المفرطة.