اتخذ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خطوة ملموسة أخرى نحو إجراء محادثات لوقف إطلاق النار مع روسيا؛ إذ قال إنه قد يدعو إلى إجراء استفتاء حول مسألة تقديم تنازلات عن أراض لصالح روسيا قبل المفاوضات المخطط لإجرائها هذا الخريف.
وقال زيلينسكي - في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية نقلت وكالة أنباء البلقان مقتطفات منها - إن القبول بخسارة أراض سيكون قرارا صعبا للغاية، مشيرا إلى أنه ربما يطرحه للاستفتاء.. كما اعترف بأن التنازل عن الأرض لإنهاء الحرب سيشكل انتصارا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأضاف "التخلي عن أراض أوكرانية مسألة صعبة للغاية".
وتأتي تصريحات زيلينسكي بشأن الاستفتاء بعد دعوة مماثلة من عمدة كييف فيتالي كليتشكو لإجراء استفتاء في مقابلة أجريت معه مؤخرا في نهاية يوليو الماضي، قال فيها إن زيلينسكي "يخاطر بالانتحار السياسي" إذا حاول التنازل لروسيا عن أراض أوكرانية كجزء من اتفاق لإنهاء القتال.
وقال كليتشكو - خلال مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية - " ستكون الأشهر القليلة المقبلة صعبة للغاية بالنسبة لفولوديمير زيلينسكي.. هل ينبغي عليه أن يواصل الحرب مع المزيد من الوفيات والدمار، أم يفكر في التزام إقليمي مع بوتين؟".
وتساءل "كيف يمكننا أن نشرح للبلاد أننا بحاجة إلى التخلي عن أجزاء من أراضينا التي تكلفت حياة الآلاف من أبطالنا المقاتلين؟ فأيا كانت الخطوة التي يقوم بها، يخاطر زيلينسكي بالانتحار السياسي".
وأضاف كليتشكو "سيحتاج زيلينسكي على الأرجح إلى اللجوء إلى استفتاء، لا أعتقد أنه يستطيع التوصل إلى مثل هذه الاتفاقات المؤلمة والمهمة بمفرده دون شرعية شعبية".
وبحسب وكالة أنباء البلقان، يحذر المعلقون من أن أكبر مشكلة سياسية يواجهها زيلينسكي هي خطر وقوع احتجاجات أو تمرد بين فصائل اليمين المتطرف أو القوميين، الذين لن يقبلوا الهزيمة أو تقديم التنازلات الإقليمية.. ومن شأن الاستفتاء أن يمنحه قدرا من الغطاء السياسي إذا اتخذ هذا القرار الذي لا يحظى بشعبية على الإطلاق.
وتتم مناقشة فكرة الاستفتاء في الوقت الذي يتزايد فيه سأم الأوكرانيين من الحرب ويتزايد الدعم بشكل بطيء لصالح بدء محادثات وقف إطلاق النار في استطلاعات الرأي، على الرغم من أن غالبية الشعب لا تزال تؤيد مواصلة الحرب وترفض تقديم تنازلات إقليمية.
في الوقت نفسه، لا يزال الدعم لزيلينسكي مرتفعا، لكن معدلات تأييده تتراجع ببطء أيضا في استطلاعات الرأي.. ويشير استطلاع للرأي أجرته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إلى أن نسبة الأوكرانيين المنفتحين على تسوية من خلال المفاوضات ارتفعت بشكل كبير خلال العام الماضي وحتى يونيو، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية على ما هي عليه، فسوف تصبح تلك وجهة نظر الأغلبية قبل نهاية هذا العام، فقد انخفض تأييد الحرب من أعلى مستوى له في عام 2022 وهو 70% بعد هجوم مضاد ناجح إلى 48% في صيف عام 2023 بعد فشل الهجوم المضاد الثاني، وفقًا لمؤسسة جالوب.