ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية" أن الولايات المتحدة تواصل تعزيز وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط مع تنامي خطر التصعيد الإقليمي بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية، في إيران؛ عقب مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، فضلا عن استهداف إسرائيل القيادي البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في العاصمة بيروت.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم السبت - أن واشنطن تستعد لرد إيران وحلفائها على مقتل هنية، الذي تلقي طهران باللوم فيه على إسرائيل، ما دفعها إلى نشر طائرات مقاتلة وسفن حربية إضافية في الشرق الأوسط، مضيفة أنه بعد حوادث الاغتيال، سارع الدبلوماسيون الدوليون إلى تجنب حرب إقليمية شاملة خاصة أن التوترات المتزايدة دفعت قائمة متزايدة من شركات الطيران الكبرى إلى إلغاء رحلاتها إلى تل أبيب أو بيروت.
وتابعت: أن فرنسا حثت أمس الجمعة مواطنيها على مغادرة إيران، وقالت قبرص إنها وسعت خططها لدعم إجلاء واسع النطاق من المنطقة إذا اتسع نطاق الحرب حيث ساعدت الدولة الجزيرة عشرات الآلاف من الناس على المغادرة خلال حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.
وأشارت إلى أن الجيش الأمريكي كثف سابقا عمليات الانتشار قبل 13 أبريل الماضي، عندما شنت إيران هجومًا على إسرائيل بطائرات بدون طيار وصواريخ بعدما قتلت غارة جوية إسرائيلية دبلوماسيا إيرانيا في سوريا، واثنين من الجنرالات الإيرانيين وأفراد عسكريين إيرانيين آخرين.
وسلطت الصحيفة الضوء على موافقة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس الجمعة على إرسال الطرادات والمدمرات البحرية الإضافية - والتي يمكنها إسقاط الصواريخ البالستية - إلى الشرق الأوسط وأوروبا.. كما سترسل الولايات المتحدة أيضا سربا إضافيا من الطائرات المقاتلة إلى الشرق الأوسط.
وقال البنتاجون في بيان: "أمر أوستن بإجراء تعديلات على الموقف العسكري الأمريكي بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل وضمان استعداد الولايات المتحدة للرد على الطوارئ المختلفة".
ورأت أن التهديد من حزب الله في لبنان قد يشكل تحديات فريدة لأي جهود من جانب الولايات المتحدة لاعتراض الطائرات دون طيار والصواريخ نظرًا لترسانة المجموعة الضخمة والقرب المباشر من إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، قوله، يوم أمس الجمعة، إن "إسرائيل في حالة استعداد عالية جدًا لأي سيناريو".. فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة أعطت الوزراء هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية في حالة قيام إيران بتعطيل الاتصالات.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التصعيد يأتي بعدما اتهمت إيران وحماس إسرائيل بتنفيذ الاغتيالات وتعهدتا بالرد.. وفي يوم الجمعة، تجمعت الحشود في العاصمة القطرية الدوحة لدفن هنية، بعد يوم من إقامة صلاة في طهران على روح زعيم حماس، الذي كان كبير المفاوضين للحركة في الجهود الرامية إلى التوسط في وقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي دفع بقوة من أجل وقف إطلاق النار في الأشهر الأخيرة، قوله: إن القتل "لم يكن مفيدًا"، في تعليقات للصحفيين في قاعدة جوية أمريكية في وقت متأخر من أمس الأول الخميس.
وأضاف بايدن أنه أجرى محادثة "مباشرة للغاية" مع نتنياهو حول الحاجة إلى التوصل إلى اتفاق، قائلا "لدينا الأساس لوقف إطلاق النار، ويجب عليه التحرك ويجب عليهم التحرك الآن".
كما قال مكتب نتنياهو، يوم أمس الجمعة، إن وفدا إسرائيليا سيتوجه إلى القاهرة في الأيام المقبلة لإجراء مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
وفي المقابل، علق القيادي البارز في حماس سامي أبو زهري، على الإعلان قائلا: "نتنياهو لا يريد وقف الحرب ويستخدم هذه التصريحات الفارغة للتغطية على جرائمه والتهرب من عواقبها".
العالم
"الجارديان": واشنطن تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط مع تنامي خطر التصعيد الإقليمي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق