الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«واشنطن بوست»: تفاصيل كارثية عن أكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم

نزوح
نزوح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن أزمة السودان لا يمكن وصفها إلا من خلال صيغ المبالغة، فهى أكبر أزمة إنسانية فى العالم، وتصنف كأكبر نزوح جماعي وأكبر أزمة جوع وأكبر أزمة تعليم فى العالم.

فبعد ١٥ شهرًا من الحرب الأهلية المدمرة، يعاني السودان من معاناة لا توصف، والتى أدت إلى موت عشرات الآلاف من المدنيين ( قدر أكبر مبعوث أمريكي  للمنطقة العدد  بحوالي ١٥٠،٠٠٠ شخص)، وتشريد ملايين آخرين.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن حوالى ٧٥٠،٠٠٠ شخص على حافة المجاعة، وهو سيناريو مشابه لما حدث فى الصومال عام ٢٠١١، حيث مات ربع مليون  شخص، ربعهم من الأطفال.

ويعاني السودان حاليًا من أزمة نزوح واسعة، حيث شرد القتال حوالى ١١ مليون شخص عن ديارهم، فيما لم يتمكن ١٩ مليون طفل من الذهاب إلى المدرسة بسبب إغلاقها.

ويعاني السودان من أكبر أزمة جوع  فى العالم، حيث  يعانى ٢٦.٦ مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي، أى أكثر من نصف السكان، وتصنف ١٤ منطقة فى السودان على أنها تواجه خطر المجاعة.

ويتصاعد العنف بين قوات الدعم السريع (التي  تعود جذورها  إلى سنوات الإبادة فى غرب السودان) والجيش السوداني، مما أدى إلى انتشار الحرب إلى معظم المناطق.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن المعاناة التى يُعانيها المدنيون، وسط  تقارير تتحدث عن مذابح واغتصابات جماعية وجرائم أخرى.

وأدى النهب الواسع والعنف إلى تدمير المحاصيل فى معظم السودان، وتشتكى جماعات الإغاثة من صعوبة إدخال المساعدات إلى السودان.

ونقلت مراسلة "واشنطن بوست" كاثرين هوارليد، التى سافرت إلى السودان للتعرف على أكبر حالة نزوح سكانى فى العالم، صورة قاتمة عن حجم الكارثة.

وشاهدت فريق الصحيفة معاناة النساء والأطفال الذين يصارعون من أجل البقاء، وشهدوا على الدمار الذى أصاب  السودان.

ورغم مأساة السودان، لم  يتوقف تدفق الأسلحة إلى البلاد، ولم يتعب حلفاء المتحاربين من إرسال المساعدات العسكرية.

وتحذر منظمات الإغاثة من أن الجيش السودانى يعطل تدفق المساعدات الضرورية إلى مناطق غرب السودان التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأدى الخراب الذى أحدثته  قوات الدعم السريع  فى مناطق سلة الغذاء السودانية إلى نقص المواد الأساسية.

ورغم التعهدات بمليارى دولار للسودان فى مؤتمر للمانحين عقد فى شهر أبريل، لم يتم الوفاء بهذه التعهدات بعد.

وتشير منظمات حقوق الإنسان إلى انتشار عمليات الاغتصاب التى "لا تحصى" ويرتكبها مقاتلو الدعم السريع ضد بنات صغيرات، بعضهن لا تتجاوز أعمارهن تسعة أعوام.

وتحذر منظمات الإغاثة من أن تواصل التدخل الخارجى فى السودان سيطيل أمد الحرب على الأرجح، حيث يصنف وضع السودان حاليا كأزمة إنسانية خطيرة لايمكن تجاهلها.

المتحاربون في السودان أثبتوا عدم قدرتهم على الحكم
وأكد غودفرى السفير الأمريكى السابق لدى السودان فى تصريح له أن "جهودنا مع الشركاء السودانيين والدوليين لاستعادة الديمقراطية فى السودان انقلبت رأسًا على عقب بسبب الحرب التى تدمر البلاد الآن".

وتابع غودفرى بقوله إن "المستقبل الذى يبنيه الشعب السودانى لا يمكن أن يتحقق إلا عندما يتم استعادة الأمن للمدنيين".

وطالب غودفرى الأطراف المتحاربة بإنهاء النزاع ونقل السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية، مشددًا على أن "المتحاربين أثبتوا أنهم غير صالحين للحكم".

معاناة إضافية.. فيضانات تغرق مراكز إيواء النازحين
أثرت الأحوال الجوية المرتبطة بتغير المناخ، بما فى ذلك الفيضانات والجفاف، على مئات الآلاف من الأشخاص فى جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى تلف المحاصيل ونفوق الماشية.

وشهدت مراكز إيواء النازحين فى ولاية كسلا شرق السودان غرقًا واسعًا بسبب هطول أمطار غزيرة، هذه الأحداث، وفقا لمتطوعين إنسانيين، أضافت معاناة لا تحتمل إلى معاناة النازحين، الذين يعانون من ويلات الحرب، وشح المياه، ونقص الغذاء، ومجموعة واسعة من التحديات.

السودانيون
ويصف المتطوعون كيف أن الأمطار التى ضربت شرق السودان ومناطق أخرى لم تترك مجالا للراحة أو الأمل.

لقد أصبحت العائلات المحاصرة بالمياه تكافح من أجل البقاء وسط تسلل المياه إلى خيام الإيواء وغمرها لأغراضهم الأساسية.

تعد هذه الكوارث البيئية مجرد حلقة أخرى فى سلسلة من التحديات التى تواجهها البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع فى منتصف أبريل ٢٠٢٣.

بينما تعتبر الحرب كارثة جديدة، فإن الكوارث البيئية مثل الجفاف والفيضانات هى واقع يومى لمعظم السودانيين منذ سنوات.

وتأثرت الحياة اليومية فى السودان بشكل كبير بهذه الكوارث، مما زاد من سوء الوضع المعيشى المتردي بسبب المشاكل العديدة التى تعانى منها البلاد.

يركز الوضع الحالى بشكل كبير على النازحين الذين يشكلون غالبية السكان فى البلاد منذ بدء الحرب، فى حين أن احتياجاتهم الأساسية، وخاصة الغذاء، هى الأولوية القصوى حيث حذرت المنظمات الدولية من احتمال وقوع مجاعة واسعة النطاق فإن عجزهم عن مواجهة الكوارث الطبيعية المتفاقمة يضيف عبئًا هائلًا على معاناتهم، مما يؤدى إلى اليأس المطلق..