مرض السرطان هو بمثابة الشبح الذى يخشى منه الجميع، فحينما يصاب أحد ما بهذا المرض اللعين، يشعر الشخص بالخوف وعدم الأمان.
وإذا كانت المريضة فتاة فهنا يزيد على هذه المشاعر بعض المشاعر الأخرى وأغلبها تكمن فى التغيرات الجماليه مثل وقوع الشعر وشحوب الوجه حيث إن الفتاة دائما ما تحب أن ترى نفسها جميلة وبكامل أنوثتها ورونقها، ولكن كلاهما يخاف من فقدان حياته ولا يدرك ما الذى يخفيه له القدر وهل سيقضى هذا المرض على حياته وأحلامه قبل أن تبدأ، ولكن من قلب الألم يولد الأمل ،فقصتنا اليوم تغلبت على المرض واستطاعت أن تحقق أحلامها فى آن واحد ولم تكتفى بذلك بل وثقت تجربتها وتجربة آخرين فى كتابتها لكى تساند كل مريضة سرطان.
بطلة قصتنا هى "آلاء أحمد مهنى "أو كما يطلقون عليها "الفنانة آلاء" طالبة في السنة الأولى بكلية علوم ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة بني سويف، و تعكس قصتها روح الأمل والتفاؤل والإصرار على النجاح ، كما أنها هزمت السرطان بالكتابة فأثببت موهبتها، بدأت قصتها مع مرض الكانسر وهى في سن السابعة عشرة من عمرها ، أثناء دراستها في الصف الثاني الثانوي.
وقد كانت فترة المرض صعبة ومليئة بالتحديات، خاصةً أثناء امتحانات الثانوية العامة التي قضتها في المستشفى، ولكن بالإصرار والعزيمة ودعم عائلتها استطاعت أن تنجح وتدخل الكلية التى اختارتها كما استطاعت أيضا ان تنمى موهبتها فى الكتابة
تقول" آلاء":« أصبت بالسرطان وأنا عندى ١٥ سنة ولكن لم أعلم وقتها، كنت بحس بالتعب والإرهاق بس مكنتش أعرف أنا عندى إيه ولكن المفاجأة إنى اكتشفت يوم عيد ميلادى ال ١٧ إنى عندى كانسر في الغده الليمفاوية من سنتين وكنت حزينة وخايفة برغم إنه من أقل أمراض السرطان خطورة ولكن الخوف من المرض نفسه والكيماوى وشعرى اللى هيقع وأنا فى السن ده كان مخوفنى جدا »
وأضافت:«عندما بدأت جلسات الكيماوى كنت بشعر بألم قوى جدا وشعرى بدأ يقع وكنت طول الوقت بحس بعصبية ونصحتنى الإخصائية النفسية اللى كانت بتتابع حالتى أن أحاول القيام بأى حاجة بحبها أو هواية عندى فبدأت أكتب ،كنت بكتب كل حاجة مشاعرى وأحاسيسى والقصص اللى بقابلها وكل حاجة مرت علي أثناء تعبى وكل ما حد يشوف كتاباتى كان بيقولى يا فنانة إنتى هيبقى ليكى مستقبل قوى فى الكتابة وده كان بيشجعنى أكتر إنى أستاذ واجه السرطان بالكتابة »
واستطردت : «لولا الكتابة والشعور اللى كنت بحس بيه وأنا بفرغ كل حاجة جواية وأنا بكتب مكنتش قدرت أكمل، الكتابة بتساعد الإنسان ينسى حزنه وتعبة واكتئابه، وفعلا خلال فترة المرض، أصدرت كتابى الأول بعنوان "تحدي الصعب" واتكلمت فيه عن كيفية مواجهة الصعوبات والتغلب عليها بالإصرار والتفاؤل والعزيمة وحصلت على العديد من الجوائز من بينها مسابقة القمة للأدب»
وأكدت أنها قررت أن تكون قوية وتهزم الظروف واستطاعت أن تخوض المرحلة الثانوية وتؤدى امتحانات الثانوية العامة وهى بداخل المستشفى وتتلقى العلاج ،وبدعم أساتذتها وعائلتها نجحت وقررت أن تدخل كلية العلوم لكى تستطيع أن تعمل بالمستشفى بعد تخرجها لتقوم بتقديم الدعم للأطفال المرضى ومساعدتهم.
وعن الذين قاموا بدعمها قالت : «ماما وبابا وخالتو أكتر ناس دعمونى وساندونى ووقفوا جمبى فى كل لحظة وكل خطوة وحقيقى ماما تعبت معايا جدا كانت بتيجى معاية من المنيا لحد القاهرة وتفضل مقيمة معاية مسابتنيش ولا لحظة وهى اللى كانت بتشجعنى وبتقولى إنتى هتخفى وتنجحى وهتكملى حياتك متخليش حاجة تحبطك بكره تحققى أحلامك وكانت بتشجعنى على الكتابة ولحد دلوقتى بتشجعنى وبتقولى إنى هكون كاتبة مشهورة فى يوم من الأيام »
وتابعت "آلاء" : لم تكن عائلتى فقط من تدعمنى ولكن لن أنسى أبدا دعم مدرسينى والدكاترة اللى كانوا بيساعدونى فى المذاكرة وهما اللى نصحونى كمان أدخل الكلية دى ودعمونى لحد ما دخلتها وكانوا دايما بيقولولى إنتى بطلة كبيرة وهتقدرى تنجحى وتساعدى غيرك كمان لما تتخرجى
وأشارت خلال حديثها ل "البوابة" :«سعيدة جدا إنى قدرت أنتصر على المرض وأحقق أحلامى والحمدلله قدرت أشارك فى معرض القاهرة الدولي بأول كتاب ليا " تحدي الصعب" ، وأصدرت كتابا جديدا بعنوان " انتصار أو هزيمة "بتكلم فيه عن بعض قصص المرضى اللى قابلتهم فى رحلة علاجى ومعاناتهم مع المرض وبحاول أنقل كل شيء اتعلمته ومريت بيه خلال التجربة فى كتاباتى »
وأكدت ،أنها تتمنى أن تساهم فى مساعدة كل طفل مريض سرطان وأن تسانده حتى يتم شفاؤه ويحقق أحلامه وجميع أهدافه مثلما فعلت هى وأصدقاؤها المرضى.
وعند سؤالها عن أسعد لحظات حياتها قالت:«أكتر وقت كنت سعيده فيه لما عرفت إنى خلاص خفيت وانتصرت على المرض اللعين ومش هاخد كيماوى وهرتاح من تواجدى فى المستشفى طول الوقت وهقضى أغلب الوقت فى بيتى ومع أهلى ،وكنت فرحانة جدا وكمان وقت نتيجة الثانوية العامة لأنه رغم تعبى كنت طالعة من الأوائل فى المدرسة »
واختتمت حديثها :« تجربتى مع المرض غيرت في كل حاجة خليتنى فى وقت قصير أتعلم حاجات كتير، كان ممكن أفضل عمرى كله من غير ما أعرفها أو أتعلمها ،اتعلمت الصبر والتحمل والإيمان والظن بالله إنها فترة وهتزول وكمان عرفت مين الناس المهمة فى حياتى واللى فعلا هيفضلوا واقفين معايا وجمبى مهما حصل »