قال المهندس ممدوح رسلان، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، إن استراتيجية الشركة تركز على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة لتحسين جودة خدمات المياه في مصر.
وتهدف الشركة إلى تعزيز كفاءة الموارد المائية من خلال تبني أحدث التقنيات البيئية، مثل نظام الترشيح الطبيعي لضفاف الأنهار، والذي يتيح إنتاج مياه شرب نقية بتكلفة منخفضة وبأثر بيئي محدود.
وتسعى الشركة إلى تعزيز قدراتها من خلال التدريب المستمر للكوادر الفنية والتعاون مع المنظمات الدولية لضمان تلبية احتياجات المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030. إن الشركة ملتزمة بتقديم أعلى معايير الجودة في خدمات المياه والصرف الصحي، بما يعكس التزامنا الدائم بخدمة المواطن المصري وتحسين جودة الحياة في المجتمعات المحلية.
وجاء ذلك عقب بدء التشغيل التجريبي لمحطة مياه الحميدات بمحافظة قنا والتي تعمل بنظام الترشيح الطبيعي لضفاف الأنهار، ضمن مشروع دعم الابتكار في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي بمصر (المرحلة الثانية). يتم تمويل المشروع بشكل مشترك بين منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN HABITAT) بالشراكة مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا.
واكدت الدكتورة رانيا هديه-المدير الاقليمى لهيئه الامم المتحده للمستوطنات البشريه ان هذه التكنولوجيا تعتبر نموذجا "للتفكير خارج الصندوق" نموذج يحتذى به لمواجه التحديات من اجل انتاج مياه شرب آمنه بتكلفه لاتتعدى ٥٪ من النظم التقليديه وفى وقت قياسى، وأشادت سيادتها بالتعاون البناء بين الشركه القابضه وشركه مياه الشرب والصرف الصحى بقنا.
وأشار المهندس رجب عرفة، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا، إلى أن تعميم هذه التجربة، التي تُعتبر نموذجًا يُطبق في دول عديدة متقدمة، سيساهم في ترشيد نفقات إنشاء محطات مياه الشرب وتكاليف صيانتها.
وأضاف أنه تم اختيار موقع محطة الحميدات القريب من نهر النيل بوسط مدينة قنا لإنشاء ثلاث وحدات آبار شاطئية بطاقة تصميمية 6500 متر مكعب يوميًا، لتلبية جزء من الاحتياجات الحالية والمستقبلية، ومعالجة مشكلة عدم وصول المياه لنهاية الشبكات خلال فصل الصيف، فضلاً عن انقطاع المياه في بعض الأماكن بمدينة قنا بسبب التوسعات العمرانية الجديدة.
وأكد الدكتور رفعت عبد الوهاب رئيس مشروعات الترشيح الطبيعي بالشركه القابضه لمياه الشرب والصرف الصحى، أن هذه التكنولوجيا تُعد واحدة من الحلول الآمنة والمستدامة للحصول على مياه شرب نقية، والذى تدعمه الشركة القابضة كحل غير تقليدي يسهم في تلبية احتياجات المواطنين بمحافظات الصعيد.
وأشار عبد الوهاب إلى أن الحصول على مياه نقية يكلف الدولة مبالغ طائلة لإنشاء محطات الترشيح التقليدية، التي تعتمد على عمليات الترشيح والترويب والتطهير باستخدام المواد الكيميائية مثل الشبه والكلور. في المقابل، تعتمد تقنية الترشيح الطبيعي لضفاف الأنهار (RBF) على المكونات الطبيعية للتربة كوسط ترشيحي طبيعي.
وذكر أن تنقية المياه باستخدام "التكنولوجيا الخضراء" صديقة للبيئة، حيث تعتمد على الترشيح الطبيعي لضفاف نهر النيل عبر عمليات طبيعية تتم في طبقات قاع وضفاف النهر. وأوضح أن هذه التكنولوجيا تُستخدم في دول مثل ألمانيا وهولندا والمجر والولايات المتحدة والصين والهند وإندونيسيا، ويتم تطبيقها على المستوى القومي لتغطية احتياجات مصر في المناطق المحرومة من المياه النقية. هذا النهج يقلل من تكلفة الإنتاج بشكل كبير مع الحفاظ على جودة المياه.
واختتم الدكتور رفعت عبد الوهاب -رئيس المشروع بأن هذا المشروع يُعد قوميًا، وقد اتخذت الدولة المصرية خطوات جادة في هذا المجال بتعاون جهود الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN HABITAT) ونوادى روتارى بجمهوريه مصر العربية مما أسفر عن إنشاء ١٤٠ وحدة من وحدات الترشيح الطبيعي على ضفاف نهر النيل فى محافظات الوجه القبلى، وجاري دراسه تطبيق التكنولوجيا فى محافظات القاهره الكبرى والدلتا؛ إذ تم بنجاح تنفيذ وحدات ترشيح طبيعى فى كل من محافظه القليوبية والدقهلية.