قبل أيام ماضية، وتحديدًا في 29 يوليو احتفل العالم باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وهي مناسبة لتعزيز ثقافة التنوع وقبول الآخر وترسيخ قيم الحوار ونبذ الكراهية والعنصرية التي تؤثر سلباً على المجتمعات والأفراد.
وهنا لا يهدف فقط التنوع الثقافي عالميا الى نبذ العنصرية و تعزيز ثقافة الاختلاف، بل إلى التنمية و توفير فرص عمل، كما جاء في تقرير منظمة اليونيسكو الذي صدر في 2022، أنه يتم توفير أكثر من 48 مليون وظيفة، على مستوى العالم بسبب القطاع الثقافي والإبداعي، لذلك فهو يعد من أقوى محركات التنمية في العالم.
التنوع الثقافي في مصر
قالت الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها لـ "البوابة نيوز": أن التنوع الثقافي في مصر بارز على مر التاريخ، فهي لا تعد من أكبر البلاد الجاذبة للسائحين، بل أن المجتمع المصري يستقبل الأشقاء اللاجئين بحفاوة منذ القدم و لا ينبذ ثقافة، ويرجع ذلك لطبيعة الشخصية المصرية الودودة و القابلة للتفاعل مع الثقافات المختلفة لأن لها ثقة و تاريخ ثقافي طويل جدا فلا تشعر باي تهديد ثقافي لها، بل تتعامل بأريحية مع أي جنسية و أي ثقافة.
الثقافة المصرية هي السائدة
أشارت" منصور": أن الثقافة المصرية لا تتغير و لكن تغير الدخلاء عليها من خلال قوة تفاعلها مع الثقافات المختلفة، فلا تجد الثقافة الدخيلة عليها أي مانع من الالتحام معها، فلذلك الثقافة المصرية هي السائدة و الأكثر تأثيرا و أكثر قدرة على فرض معطياتها على الثقافات الاخرى، مما يعطي المصري القوة و الامان للتآقلم مع الثقافات الأخرى دون خوف من ضياع هويته.
الشخصية المصرية
أكملت استاذ علم الاجتماع، أن الطبيعة الشخصية المصرية كونها شخصية مضيافة لا تتسم بصفة العنف مع الثقافات و الجنسيات المختلفة، ولا تجبر أحدا على تقبل ثقافتها، بل يحدث ذلك بشكل لا شعوري من قبل الثقافات الاخرى، فنجدهم يعتنقون بعض سمات الثقافة المصرية بعد تعايشهم مع الشعب المصري لإعجابهم بالشخصية المصرية و ليس إجبارا عليهم من المصريين، لذلك نجد الكثير من الجنسيات المختلفة اختارت مصر للإستقرار بها.
السبب وراء اختيار مصر كوجهة لجوء
قال أحمد نائل مواطن سوري لـ" البوابة نيوز": أنه جاء لمصر مع أسرته منذ 2014، وكانت المرة الأولى له مغادرة بلاده، ولكن قرر أن يلجئ لمصر لمعرفته المسبقة عن طبيعة المجتمع المصري المضياف، والذي طالما سمع عنها من أهله و اصدقائه الذين زاروا مصر قبل ذلك، وكان مطمئن انه لن يواجه اي رفض أو عنصرية تجاهه.
مصر لم تخب ظن أحدا بها
أكمل نائل أنه بمجرد أن وطئت قدمه أرض مصر، و شعر بحفاوة المصريين الذين قابلهم، وعرضوا عليه المساعدة قبل أن يطلب منهم، كما قاموا بمساعدته للإنتهاء من إجراءات الإقامة، فكانوا دائما عوضا عن الأهل و الجيران الذين أجبرته الظروف على مفارقتهم.
وأشار أحمد نائل إلى أنه قام بتجربة العمل في أكثر من مجال منذ قدومه لمصر و لكن استقر على إعداد القهوة العربية بالطريقة الاصلية و بيعها مرتديا زي يرجع للثقافة السورية قديما كنوع من الحنين لتراثه وبلده، مؤكدا انه اقدم على ذلك لاطمئنانه لتسامح المصريين و إدراكهم لشعوره و تقبلهم للثقافات المختلفة.