أغلب الناس يتعرضون لكثرة الأمراض في فصل الشتاء على عكس فصل الصيف على الرغم من حذرهم الشديد من الاصابة بالبرد وارتداء الملابس الثقيلة وتناول الأطعمة التي تمد الجسم بفيتامين سي ومشروبات دافئة لتقوية المناعة وعدم التعرض لتيارات البرد القاسية ولكن تزداد نزلات البرد والإنفلونزا في الشتاء مقارنة بالصيف، واجريت الكثير من الأبحاث حول السبب واتضح أن السبب قد يكون في الأنف فالبرودة الشديدة يمكن أن تضعف دفاعات الجسم الطبيعية في الممرات الأنفية، مما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية.
أجرى الدراسة باحثون في مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن وجامعة نورث إيسترن، عن آلية جديدة لتفسير كيف تضعف درجات الحرارة الباردة المناعة، خاصة في مواجهة الأمراض التنفسية الفيروسية وتشير النتائج إلى أن درجات الحرارة المنخفضة تعيق بشكل كبير آلية دفاعية أساسية في مقدمة الأنف، وهي الحويصلات خارج الخلوية وعندما يواجه الجسم تهديدات مثل البكتيريا أو الفيروسات، يتم إطلاق مليارات من الحويصلات خارج الخلوية في مخاط الأنف وهناك تحيط هذه الحويصلات بالفيروسات وتحيدها.
وأضافت الدراسة التي نشرت في مجلة الحساسية والمناعة السريرية في ديسمبر الماضي، أن انخفاضًا بسيطا في درجة حرارة أنسجة الأنف بمقدار 5 درجات مئوية فحسب يمكن أن يقلل من عدد الحويصلات خارج الخلوية المتاحة لمقاومة التهديد بأكثر من 40٪ وتؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى تغيير تركيبة الحويصلات خارج الخلوية، مما يجعلها أقل فعالية وهذه الضربة المزدوجة تضعف بشكل كبير قدرة الجسم على مكافحة الفيروسات التنفسية، مما يؤدي إلى الارتفاع معدلات نزلات البرد والإنفلونزا في الشتاء.
وقدم الأطباء عدة نصائح ليبقى الشخص بصحة جيدة في الشتاء وأن لا يمكن لشخص تغيير الطقس، ولكن يمكنه حماية نفسه بالحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي، ارتداء الكمامات، الحفاظ على دفء الأنف، وغسل اليدين بانتظام، ولا يقتصر تأثير فصل الشتاء على قضاء المزيد من الوقت في الأماكن المغلقة، بل تلعب برودة الجو دورًا هامًا في زيادة الإصابة بالأمراض التنفسية، ومن خلال اتباع خطوات بسيطة مثل الحصول على لقاح الإنفلونزا وارتداء الكمامات والحفاظ على دفء الأنف، يمكن تقوية الدفاعات المناعية والوقاية من هذه الأمراض.