اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي كان يقود مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في العاصمة الإيرانية طهران، صباح الأربعاء الماضي، بعد ساعات فقط من استهداف إسرائيل لقائد عسكري كبير في حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت.
ووجهت كل من إيران وحماس أصابع الاتهام إلى إسرائيل، التي نفذت العديد من الاغتيالات البارزة على مر السنين على الأراضي الإيرانية واستهدفت قادة حماس في غزة، ولم تعلق إسرائيل على اغتيال إسماعيل هنية.
وتعهدت إيران "برد قاس ومؤلم" ردا على ذلك، ما دفع بعض المراقبين إلى القلق من احتمال اندلاع حرب إقليمية أوسع، حيث لن تكون الولايات المتحدة ودول غربية أخرى محصنة ضد تداعيات ذلك.
ورصدت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، اليوم الخميس، سيناريوهات رد حركة حماس وإيران على اغتيال هنية في طهران.
وقال أستاذ الشؤون الدولية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية فالي نصر، في تصريحات نشرتها الصحيفة، إن حماس لن تردع أو تتضاءل بعد مقتل أحد كبار قادتها.
وأضاف نصر إنه من المفارقات أن الغرب، في الوقت الحالي، يأمل في أن يتحلى حزب الله وإيران بضبط النفس وعدم التصرف بطريقة من شأنها أن تصعد هذا الصراع إلى الخطوة التالية.
وأوضح: "لذلك أنا متأكد من أن هناك الكثير من الدبلوماسية تجري في القنوات الخلفية، نحن في وضع يشبه إلى حد كبير ما بعد شهر أبريل، عندما هاجمت إسرائيل القنصلية الإيرانية لأول مرة في العاصمة السورية دمشق، ثم هاجمت إيران إسرائيل، وحبس العالم أنفاسه لمدة أسبوعين خوفا من التصعيد."
وتابع: "هذا الهجوم يضع المسؤولية على إيران وحزب الله للرد، ومن الصعب جدا على إيران ألا تنتقم، لأن اغتيال هنية وقع في العاصمة الإيرانية، ويتزامن مع مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وأنني اعتقد بشكل كبير أن الإيرانيين لن يتجاهلوا عملية الاغتيال. إذن السؤال هو متى سيردون؟ وكيف سيردون؟ وبعد ذلك، كيف ستدير الولايات المتحدة الوضع مرة أخرى؟".