الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

تقرير أمني: التهديد الإرهابي في سنغافورة لا يزال مرتفعًا

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

»» الحكومة تلجأ للذكاء الاصطناعي لمواجهة الإرهاب

»» 170 ألف مستخدم لتطبيق SGSecure للأمن السيبراني

»» الحرب في غزة وضعت الدولة في مواجهة محتملة مع المتطرفين

أصدرت إدارة الأمن الداخلي في سنغافورة تقريرًا عن التهديدات الإرهابية بعنوان: "تقييم التهديد الإرهابي في سنغافورة لعام 2024" أكدت فيه أن التهديد الإرهابي لسنغافورة لا يزال مرتفعًا، على الرغم من عدم وجود مؤشر على هجوم وشيك.

وأوضح التقرير أن التهديدات تتزايد بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أثار ردود فعل عاطفية في جميع أنحاء العالم، حيث استفادت العناصر الإرهابية من الصراع لتعزيز أجندتها ودعت إلى شن هجمات إرهابية.

وطالبت المسلمين في جميع أنحاء العالم لدعم إخوانهم الفلسطينيين من خلال مهاجمة "اليهود" و"الصليبيين"، كما دعا قادة حماس لشن هجمات ضد مصالح إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما، وانتشر هذا التحريض في جنوب شرق آسيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

خطاب العنف ضد الدولة

وحسب التقرير فقد كان هناك ارتفاع في الخطاب المناهض لسنغافورة على وسائل التواصل الاجتماعي من العناصر المتطرفة الإقليمية، الذين ينظرون إلى سنغافورة على أنها موالية لإسرائيل، وانتشرت منشورات تحرض على استهداف سنغافورة باستخدام "القنابل" و"الصواريخ"، وتدعو إلى "تدميرها" و"محوها".

لا سيما من قبل عناصر داعش، بعدما انتقل التنظيم إلى العمل كتنظيم سري إثر فقده لمناطق تمركزه الرئيسية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى التهديد المتصاعد لتنظيم القاعدة.

كما تثير التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط مخاوف من أن الجهات الفاعلة الحكومية ووكلائها قد ينخرطون في هجمات ضد الخصوم، وقد تقع مصالح سنغافورة في مرمى نيرانهم. على سبيل المثال تعرضت سفينتان على الأقل ترفعان علم سنغافورة لهجمات الحوثيين.

ووفق التقرير فإن تنظيم داعش لا يزال المصدر الرئيسي للتهديدات الإرهابية في جنوب شرق آسيا، التي لا تزال تشهد هجمات مرتبطة بداعش، مشيرًا إلى أن الدافع الرئيسي للتهديد هو التطرف الذاتي عبر الإنترنت، الذي يشكل مصدر قلق خاص.

وأضاف: أدى الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس إلى تطرف الشاب السنغافوري البالغ من العمر 14 عامًا و33 عامًا، حيث ذكر نماذج لشباب متطرف يبلغ من العمر 16 عامًا، لافتًا إلى أن سبب التطرف هو تأثرهم بالأيديولوجيات اليمينية المتطرفة.

وأشار التقرير إلى أن السلطات لن تتمكن دائمًا من اكتشاف المؤامرات قبل وقوعها، أو تحديد الأفراد المتطرفين قبل أن ينفذوا عملياتهم، مما يتطلب يقظة المواطنين ووعيهم بشدة لاحتمال وقوع هجوم إرهابي ضد البلاد.

داعش يتمدد من جديد

وتشير التقديرات إلى أن تنظيم داعش يحاول إعادة بناء نفسه، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد الهجمات في سوريا والعراق بنهاية عام 2024، مقارنة بعام 2023، وفقًا للقيادة المركزية الأمريكية. 

يُعتقد أيضًا أن داعش والجماعات التابعة له تعيد بناء قدرتها على شن عمليات خارجية، حيث تم تنفيذ ما لا يقل عن أربع هجمات مرتبطة بداعش في مناطق غير مناطق النزاع في عام 2024.

وبشكل خاص تثير ولاية خراسان التابعة للتنظيم قلقًا، نظرًا لسجلها الحافل في تنفيذ الهجمات بنجاح في آسيا وخارجها، كما أن هجماتها الأخيرة أظهرت قدرات "داعش- خراسان" ليس فقط على تنسيق وتنفيذ الهجمات، ولكن أيضًا قدرته على إلهام وتجنيد الأفراد من المجتمعات المحرومة.

وامتد التهديد الإرهابي إلى مناطق النزاع في أفريقيا، لا سيما في غرب أفريقيا ودول الساحل، حيث استغل داعش العجز في قدرات مكافحة الإرهاب. وأصبح تنظيم غرب إفريقيا أكثر فروع داعش نشاطًا في المنطقة، مع القدرة على تنفيذ هجمات معقدة خارج مناطق عملياته المعتادة، كما هو الحال في البلدان المجاورة لبحيرة تشاد.

طالبان والقاعدة.. غرام الأفاعي

وبصرف النظر عن داعش، واصل تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له بناء تحالفات بين المجتمعات المحلية كجزء من استراتيجيته النفس الطويل. 

في يناير 2024، قدرت الأمم المتحدة أن العلاقة بين القاعدة وطالبان لا تزال وثيقة، ويقال إن الأخير يسمح لتنظيم القاعدة بالبقاء في أفغانستان، التي تستضيف شخصيات بارزة في التنظيم ومعسكرات تدريب جديدة والعديد من البيوت والملاذات الآمنة. 

في يونيو 2024، دعا الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة، سيف العدل، مؤيدي التنظيم إلى السفر لأفغانستان لاكتساب التدريب والخبرة، وشجع الهجمات ضد الأهداف "الصهيونية" والغربية في جميع أنحاء العالم.

ولا تزال جنوب شرق آسيا تواجه تهديدًا إرهابيًا نشطًا، ففي ماليزيا، هاجم ذئب منفرد -يدعى رادين لقمان- موالي لداعش على الأرجح، مركز شرطة في أولو تيرام، جوهور في 17 مايو 2024، مما أسفر عن مقتل اثنين من ضباط الشرطة وإصابة ثالث، ومقتل منفذ العملية، واعتقلت السلطات ما لا يقل عن 15 من مؤيدي داعش.

التطرف اليميني تهديد من الجانب الآخر

لم تكن سنغافورة محصنة ضد تهديد اليمين المتطرف الذي يدعوا لاستخدام العنف للحفاظ على نقاء العرق، وأفاد التقرير أن السلطات السنغافورية اكتشفت حالتين من الشباب المحليين الذين تطرفوا ذاتيًا من قبل منظمة الحرية الدينية. وآخرها شاب صيني يبلغ من العمر 16 عامًا.

ستتخذ إدارة الأمن الداخلي في سنغافورة إجراءات حازمة ضد أي فرد يدعم أو يشجع أو يتعهد أو يستعد للقيام بالعنف المسلح، بغض النظر عن كيفية ترشيد هذا العنف، أو مكان حدوث العنف. مؤكدة: لا ينبغي السماح للروايات المتطرفة المحيطة بالتطورات الخارجية بأن تتجذر في المجتمع، حتى مع استمرار قلق الجمهور العميق والمحق إزاء الأزمة الإنسانية في غزة.

كما يجرم قانون الإرهاب في سنغافورة تمويل الأغراض إرهابية، ومنذ عام 2015، كان هناك 13 إدانة لثلاثة سنغافوريين و10 أجانب. وشملت هذه الحالات جمع الأموال في سنغافورة وتحويلها (أو كان سيتم نقلها) لدعم الإرهابيين والأنشطة الإرهابية في الخارج.

لم تكن هناك ملاحقات قضائية لجرائم تمويل الإرهاب في سنغافورة خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، ولكن كمركز مالي عالمي ومركز نقل مع قوة عاملة مهاجرة كبيرة، لا تزال سنغافورة مصدرًا محتملًا للأموال للإرهابيين والمنظمات الإرهابية في الخارج. 

وفي عام 2023 تم الكشف عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة تمويل الإرهاب (CTF)، لرصد مخاطر تمويل الإرهاب والتخفيف من حدتها. 

كيف تواجه سنغافورة التهديدات الإرهابية

وأكد التقرير أن السنغافوريين تبرعوا بسخاء لتقديم المساعدات للمجتمعات المتضررة في غزة، وهناك حاجة إلى توخي الحذر بشأن السبل التي يتم من خلالها التبرع بالمساعدات، مطالبًا السنغافوريين الراغبين في تقديم تبرعات القيام بذلك من خلال الجمعيات الخيرية مثل الصليب الأحمر.

تجري قوة شرطة سنغافورة تدريبات منتظمة لمكافحة الإرهاب والاستعداد للطوارئ مع مختلف أصحاب المصلحة، مثل قوة الدفاع المدني السنغافورية والشركاء من مجموعة مراقبة السلامة والأمن. 

بين يناير 2023 ومارس 2024، تم إجراء أكثر من 20 تمرينًا مع أعضاء مجموعة عمل أمن الدولة، والتي تضمنت تمرينًا واسع النطاق لمكافحة الإرهاب، أطلق عليه اسم "تمرين نبضات القلب"، والذي عقد بالقرب من ميلينيا.

كما تم إجراء تدريب آخر واسع النطاق لمكافحة الإرهاب شمل وكالات متعددة بما في ذلك هيئة الهجرة ونقاط التفتيش والقوات المسلحة السنغافورية في الفترة من 30 أبريل 2024 إلى 1 مايو 2024. 

ويعد هذا التدريب جزءًا من الجهود المستمرة التي يبذلها فريق مكافحة الإرهاب والقوات المسلحة السنغافورية لاختبار خطة استجابة سنغافورة متعددة الوكالات للهجوم الإرهابي والتحقق من صحتها. 

شارك أكثر من 600 فرد من مختلف الوكالات في التمرين الذي غطى عددًا لا يحصى من السيناريوهات بما في ذلك اكتشاف جهاز متفجر مرتجل والهجمات المسلحة والاقتحام المسلح عن طريق البحر.

مواجهة إرهاب الطائرات المسيرة

بالإضافة لتعزيز القدرات الأمنية على التعامل مع التهديدات الجديدة والناشئة، مثل أنظمة الطائرات بدون طيار، حيث تم تطوير مجموعة من أنظمة مكافحة المنظومات الجوية المسيرة لتعزيز قدرات الشرطة على اكتشاف وتتبع وتحييد التهديدات. 

وكذلك تدريب وتسليح القوات البرية بمدافع تشويش محمولة لتعطيل إشارة التحكم في الطائرة بدون طيار، وتحييد التهديد. ففي عام 2023، نفذت سنغافورة إطارًا جديدًا لعمليات الطائرات بدون طيار عبر الحدود ينص على حظر رحلات هذه الطائرات عبر الحدود ما لم يتم إصدار تصريح صالح للمشغل. كما تمكّن اللوائح الخاصة برحلات الطائرات بدون طيار عبر الحدود السلطات من اتخاذ إجراءات إنفاذ حاسمة ضد ذلك.

ستقوم قوة شرطة سنغافورة تدريجيًا بنشر روبوتات دوريات الشرطة في مراكز النقل الرئيسية مثل محطات المطار ومراكز النقل المتكاملة، وستعتبر الروبوتات من كعيون إضافية للشرطة على الأرض وستكون قادرة على الاستشعار بالحادث، وسرعة الاستجابة.

الذكاء الاصطناعي في مواجهة الإرهاب

كما تلعب قوات أمن الحدود دورًا أمنيًا مهمًا كخط دفاع أول لسنغافورة، حيث واصلت تعزيز قدراتها وإجراء تدريبات منتظمة للتحقق من جاهزية التعامل مع الحوادث الأمنية على الحدود.

كما استفادت من تقنيات الذكاء الاصطناعي باستخدام خاصية التعرف على الوجوه، بدلًا من الاعتماد على بصمات الأصابع في الكشف عن المجرمين المتسللين، وكذلك تطوير تطبيق SGSecure للمحمول لزيادة أمان المواطنين من خلال التوعية بالمخاطر والتهديدات الإرهابية، وسرعة الإبلاغ عن أي اشتباه إرهابي، ويضم التطبيق أكثر من 170 ألف مستخدم سنغافوري.

وقالت إدارة الأمن الداخلي في ختام التقرير: "لا يزال يُنظر إلينا على أننا هدف جذاب للتنظيمات الإرهابية، ونستمر في اكتشاف الأفراد المتطرفين ذاتيًا داخل مجتمعاتنا. دفاعنا الأقوى هو يقظتنا الجماعية واستعدادنا ومرونتنا ووحدتنا، إلى جانب نهج عدم التسامح مطلقًا مع أولئك الذين يسعون إلى القيام بأعمال إرهابية أو تمويلها، أو نشر الخطاب المتطرف".