ما زالت أصداء وأجواء الدورة الثانية لمهرجان العلمين، تحلق فى سماء العالم العربى، وتسير بركب الفنون والثقافة على طريق الريادة، ومثلما يقدم مهرجان العلمين أبرز وأهم أسماء نجوم الفن المصري والعربي، للمشاركة فى فعالياته وأنشطته الفنية، وحفلاته الغنائية، هو أيضًا المهرجان الذى لم يغفل المواهب والشباب، ويقدم نافذة حقيقية تحتضن أحلامهم وتحولها إلى واقع وحقيقة، وتمنح الفرص للكشف عن المواهب الفنية، كدور ريادى معتاد بعنوان مصر بوابة العبور الفنى.
ويقدم مهرجان العلمين عددا من العروض المسرحية لشباب المسرح وموهوبيه، لتشارك فى أكبر وأهم ملحمة فنية، فى العالم العربى، والتى تعتبر فرصة كبيرة بل وذهبية، لأن يشاهد العروض عدد جماهير كبير للمرة الأولى لهم، وأن يكتسب كل منهم ثقة التواجد وسط الكبار وأجواء المهرجانات الكبرى، مما يثقل تلك المواهب، وفى السطور التالية نرصد لكم آراء النقاد حول التبنى الفنى للشباب والموهوبين فى مهرجان العلمين.
مسرحية الشهرة
تقدم مسرحية الشهرة للمخرج خالد جلال، رؤية عن رحلة وحلم مجموعة من شباب الموهوبين من بداياتهم الفنية، إلى عالم النجومية والشهرة والأضواء، وكل العقبات والتحديات التى تواجه الموهوبين من الشباب، وهى تعد محاكاة من أبطال العرض لواقعهم، ولكن مع الفارق عدم تحقيق النتيجة التى تحققت داخل العرض، وهي الوصول للأضواء والشهرة.
العرض المسرحي يمثل رحلة لشباب الموهوبين، ورسالة أمل متبادلة من طموح الشباب، إلى رسائل تبادلية من إدارة مهرجان العلمين بإعطاء الفرصة لهم.
"دكان أحلام"
يقدم المخرج أنس النيلي العرض المسرحي "دكان أحلام"، فى إطار من عروض الرسائل الضمنية باستخدام محاكاة للخيال عن طريق وجود "دكان" لبيع الأحلام والتى يقوم بشرائها من يريد طوال فترة نومه، ويظهر من خلال أحداث العرض المسرحي، التعرف على طبائع المصريين بين أحلامهم والتسامح فى الطباع فيما بينهم.
العرض يصنف كوميدي استعراضى، ويقدم العديد من الرسائل من خلال رؤية الكاتب والمخرج، وتنفيذ مجموعة كبيرة من الأبطال الشباب والموهوبين.
"الستات عايزة إيه"
بمشاركة مجموعة من الشباب والموهوبين، والتى تناقش العديد من القضايا المجتمعية المهمة، وتباين الطبائع بين الرجل والمرأة، وما ينتج عنه من تفاصيل تهم المجتمع والأسرة، وتساهم فى النظرة بشكل مختلف لعدد من القضايا التى تخص المرأة وخاصةً فى مجتمعاتنا العربية.
وحققت المسرحية نجاحا كبيرا ولها جمهور من المتابعين لما تحويه من نص يمس الجنسين من الرجال والنساء، والمعالجة الدرامية بشكل كوميدى.
"حدوتة قبل النوم"
بمجموعة من الشباب والموهوبين، يقدم العرض المسرحي "حدوتة قبل النوم"، والتى تقدم العديد من القيم والمبادئ التي تهدف إلى مقاومة العادات والتقاليد السيئة، وتهدف إلى انتشار القيم المجتمعية الإيجابية.
ولاقت المسرحية قبولا كبيرا من الجماهير، وذلك لبساطة الطرح بشكل هادئ، وتقديم مسرحية لكل الأسرة بكل أعمارها.
"حبيبتى من تكون"
فى طرح لأعمال السيرة الذاتية على خشبة المسرح، يقدم العرض المسرحي "حبيبتي من تكون"، السيرة الذاتية لقصة حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والسرد من الجانب العاطفي للراحل عبدالحليم حافظ، بسرد قصصي ببطولة شبابية لعرض مسرحي ينتظره الجمهور والمتابعون، خاصةً أنها للنجم الأشهر والأبرز على مستوى عقود وسنوات، وتعرفه كل الأجيال السابقة والحالية، ويعيش مخلدا بذكراه وتاريخه الفنى.
آراء النقاد
إشادة الناقدة الفنية خيرية البشلاوى بدعم مهرجان العلمين فى دورته الثانية، لعروض مسرح الشباب والموهوبين، وأنها خطوة رائعة لإعطاء الفرص للمهمشين من المبدعين فى عالم الفن، وتتمنى أن تكون فى كل المجالات.
وأوضحت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أن دعم المواهب الشابة واكتشافهم، بمثابة ضخ دماء جديدة فى شرايين الفن لمواكبة التطور الذى يشهده العالم، بعقول من الجيل الجديد.
وأكملت البشلاوى حديثها أن تلك المبادرة التى قدمها مهرجان العلمين بدعم الشباب لابد أن تعمم فى كل قطاعات السينما والكتابة وكل أوجه الفنون، لأن الدولة المصرية دولة ريادة فنية وثقافية وحضارية، ولها إرث فنى كبير، وتملك العديد من المواهب على مر العصور.
وشددت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى على الشباب أن يتمسكوا بالفرصة، وأن يؤكدوا على جدارتهم بها، وأن يملكوا الوعي لمعرفة أن لهم دورا فى دفع عجلة الوطن للأمام، ولا مكان لمتخاذل أو من يبتعد عن القيم والمبادئ المجتمعية.
وفى نفس السياق قالت الناقدة الفنية دعاء حلمى أن دور مهرجان العلمين فى رعاية المواهب الشابة فى غاية الأهمية وقدم رسالة مهمة للجميع، فدعم الشباب وخاصةً فى مجال المسرح، يعتبر حدثا لابد الوقوف أمامه، لأن هذا المجال يصعب على الكثير من المواهب الخروج إلى النور، بسبب عدم تسليط الضوء عليه مثل السينما والتليفزيون.
وأضافت الناقدة الفنية دعاء حلمى فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أن مهرجان العلمين يضرب العديد من النماذج الرائعة، ويقدم الكثير من المعالجات التى تخدم الفن وتثري عملية ضخ دماء جديدة باكتشاف المواهب.
وأكملت حلمى أن على تلك المواهب الشابة أن تستغل الفرصة خير استغلال، وأن تعمل على تقديم نفسها للنقاد والجمهور والمتابعين بأفضل شكل ممكن، وأن تكون تلك الخطوة بداية لجيل جديد يحمل لواء الفن ويقدم لونا مختلفا كعادة تعاقب الأجيال.
وعلى صعيد متصل أكدت الناقدة الفنية رحاب هانى أن مهرجان العلمين قدم نموذجا مشرفا فى إيصال رسالة يدعم الشباب والموهوبين من المسرح، وأتمنى أن يتم تعميم تلك السنة الحميدة فى كل المهرجانات، وأن تكون سندًا وعونًا للشباب والموهوبين فى كل القطاعات الفنية، وبالأخص نظرة إلى المسرح بشبابه وموهوبيه، لأن مصر ولادة بالمواهب فى كل المجالات.
واستطردت الناقدة الفنية رحاب هانى فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز" أن هؤلاء الشباب يحق لهم أن تفتح لهم أبواب الفرص طوال الوقت، خاصةً أن مسارح المستقلين والأقاليم تحوى الكثير من المواهب التى تستحق الفرص، والتى ستضيف للمسرح المصري بشكل كبير، وتضيف أيضًا للفن بشكل عام بتقديم مواهب فنية جديدة، وتساعد فى بعد آخر إلى إعطاء الأمل لأى موهبة من الابتعاد عن الإحباط، ووجود بوادر الأمل مثلما قدم مهرجان العلمين فى دورته الثانية.
واختتمت حديثها أن المهرجان بحجم الجماهيرية الكبيرة سيضيف للشباب حجم جمهور يتابعه بشكل كبير، عكس ما اعتاد عليه هؤلاء الشباب فى عروضهم، وهو ما سيثقل من موهبتهم وثقتهم فى أنفسهم بشكل أكبر، وأتمنى أن يكون هناك مهرجان متخصص للمسارح المستقلة والأقاليم، ونشكر مهرجان العلمين على تلك المبادرة العظيمة لدعم الشباب والموهوبين.